بقلم :: علي ضوء الشريف
من أبرز الشخصيات التي رافقت أحمد الشريف وعمر المختار في الجهاد ، وهو من قبيلة التبو وبالتحديد من بيت القرعان ، لهذا يدعوه البعض بـ قجه القرعاني ، وارتباطه مع الحركة السنوسية كان سببا في الالتحام معها في معارك الجهاد ضد الطليان ، فهو قائد معركة الحسين قرب قمينس سنة 1915م ، وهو مخطط لمعركة بئر بلال جنوب البريقة ، حيث النصب التذكاري الذي وضعه الطليان على قبر القائد الايطالي تلجر الذي وافاه الأجل في هذه المعركة على أيدي المجاهدين .
إلتقى بالمجاهد قجه عدد من الليبيين في موسم الحج بعام 1964م ، من بينهم السيد سليمان محمود سليمان ، وقد روى هذا السيد ( سليمان ) ما سمعه شخصياً من المجاهد قجه عبدالله البدي القرعاني التباوي ، حيث أشار إلى أنه وبعد أن اكتشف أحد الحجاج الليبيين وجود المجاهد قجه عبدالله معهم في الحج وهو المرحوم العمدة ادريس المبرى ابن الشهيد المبرى المريمى قائد معركة الناظورة فى طبرق ؛ اتجه ( العمدة ) ليبلغ من معه ، وقد أشار بالحرف ( سيدى قجة حى سيدى قجة ) ، وذهب الشيوخ ( المسنون) ومنهم والد الراوي سليمان ، ولحق بهم هو أيضاً ( أي الراوي ) ، ووجد رجلاً فى ملابس بيضاء ؛ عمره يناهز التسعين سنة ، وقد كان الشيوخ يقبلون يده ويبكون .
ثم أسرد الراوي ( سليمان ) حديث المجاهد قجه عبدالله حول جهاده في ليبيا ، فقال ( أي الراوي ) قال المجاهد قجه ( كنت أقود دور الجبارنة وبالتحديد المغاربة ، وقد مقر القيادة كان فى وادى الفارغ ، وكنت احارب ومعى 100 فارس من القرعان ، وأنا ( أي المجاهد قجه ) من مرافقي القائد أحمد الشريف السنوسي .
استطرد المجاهد قجه حديثه بشكر قبيلة المغاربة وأثنى على شجاعتهم ، ثم قال سلمت القيادة بعد رحيل سيدى أحمد الشريف إلى المجاهد صالح لطيويش ، وكان التسليم والاستلام عن طريق لجنة فى اجدابيا ، ومحتوى التسليم كان : بيت المال والأسلحة والجبخانة ، ولم يفهم الراوي سليمان كلمة الجبخانة حتى سأل أحد الشيوخ المجاهد قجه ؛ فقال له أعنى الذخيرة وهى كلمة تركية ) .
بعد استقرار الدولة وزوال الاستعمار الايطالي رجع المجاهد قجه عبدالله الى منطقة “أبشه” في كانم – تشاد حالياً ، وذلك فى بدايات الستينات ، واستقر بها حتى وافاه الأجل بهاعام 1967م .
علي ضو الشريف
الجمعة / 31 / 3 / 2017م .