المجاهرة بالأمن

المجاهرة بالأمن

النقيب : إمحمد مفتاح بن يوسف

في بداية مقالي هنا لابد أن ادون كلمة اعتبرها مهمة جدا على كل الأصعدة بالنسبة لي ولمديرية أمن سبها قبل الشروع في كتابة بقية المقال ، والكلمة هي تهنئة تحمل أسمى معاني الحب والاعتزاز والتبريكات لاخي وزميلي حامد صالح بن بمناسبة حصوله على الترقية الاستثنائية لرتبة رائد ، الترقية المستحقة لاخ عزيز تعلمنا منه الكثير في مجال عملنا من عطاء بلا حدود ومنح بلا قيود لعمله ولمديريته ولوطنه ولزملائه ، وأن كنا رفاق كل اللحظات .

ولعل من صور المجاهرة بالأمن والتي لها أسباب ومعطيات ونتائج ولم تكن عبثاً هو اجتماعنا الأسبوع المنصرم في المسرح البلدي بعاصمة الجنوب فزان ، حيث استقبلنا الزملاء والزميلات وتبادلنا الرؤى والأفكار ، الاعمال الإنجازات والطموح للغد القريب مع المحافظة على النتائج الطيبة من كافة مدن فزان العصية فالوطن واحد والهم مشترك ، وكذلك المصير ، وكما مرت سنوات كان فيها منتسبي المديريات وافراد الجيش يواجهون قوى كبرى ظلامية ، تستهدفههم في كل حين بلا حول ولا قوة ولا سند ولا دعم ، ويخجلون احياناً من قلة الحيلة حتى صار الوطن غنيمة يتناهشها المتسرببين اليه لحظة ضعفه وشتاته وانشغاله بصراعاته الداخلية ونزيفه الحاد وفقده الثمين ، أعداء في الخارج تنتظر لحظة السقوط حتى يناهلون علينا بضرباتهم الغادرة ، واعداء من الداخل يخربون بيوتهم بايدهم فقد اعمى الطمع والشجع والانحراف بصائرهم فكانوا في خانة الأعداء لا الأصدقاء ، وكانوا بدراية او بدونه خير عون لاعداء وطنهم !

تلك الفترة المظلمة التي فقد فيها الوطن والمواطن السلام والأمان ، وصرنا جميعاً ضحايا علا فيها صوت الباطل بكل انواعه وانخفض الحق حتى غدى غريبا في شوارعنا وطرقاتنا ، يجاهر فيها الخارجون عن القانون بالسطو والحرابة والقتل والخطف وطلب الفتية وافتكاك ممتلكات العامة من البسطاء والاستحواذ على مؤسسات الدولة حتى أن الدولة غابت تماما إلا من مظاهر خجولة بين الفينة والأخرى تظهر هنا وهناك .

كان الامن غائب والأمان معدوم والاستقرار مفقود حتى ولت تلك المرحلة بلا رجعة ، وجاءت سنوات المجاهرة بالأمن وهي ما نعيشه حاليا ، من انتشار للقوات الأمنية والشرطية ، من أعمال تنجز خاصة كانت ام عامة ، من حركة سفر وتنقل ليل نهار بين مختلف مدن الجنوب وحتى بقية مدن الوطن ، من ضبطيات وقبض على الخارجين عن القانون ، من محكمات تجرى لكل من لديه قضية و حقوق عادت لصاحبها بعد أن خالوها مستحيلة ، بعد أن كان المواطن لا يأمن على نفسه وأهله وارزاقه ، يسير بخطوات وجلة مرتبكة خائفة مسلوب الإرادة هاهو يمارس أنشطته واعماله وحريته وسقف الامن يرتفع كل يوم بل وتجاهر به كافة الأجهزة الأمنية وهذا ما يستحق الوطن ومواطنيه .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :