المختبر المرجعي بسبها.. يعمل بــ (20%) من طاقته.. ومهدد بالتوقف!!

المختبر المرجعي بسبها.. يعمل بــ (20%) من طاقته.. ومهدد بالتوقف!!

تحقيق وتصوير: بشير صالح  / صالح أبو زهوة :

يعتبر “المختبر المرجعي سبها” من اكبر المختبرات المرجعية على مستوى الدولة، غير أنه يشتغل في الوقت الراهن بــ  20% من إمكانيته الفنية .

وفي ظل هذا النقص يشكو المواطن الليبي من قلة الخدمات المقدمة على صعيد التحاليل الطبية لجميع الأمراض وعقود الزواج وتحاليل البطاقات الصحية لليبيين.. فهو مهدد بغلق بالتوقف عن العمل ان بقى حاله دون حراك من الجهات الطبية الرسمية .

نحاول في سياق التحقيق التالي التطرق إلى واقع المختبر، ومعرفة احتياجاته، وكيفية تعاطي العاملين فيه مع متطلبات المرضى، وردود وزارة الصحة والجهات المسؤولة على مطالبهم.

وضع المختبر

وفي لقاء مع المهندس منصور مدير المختبر المرجعي سبها والذي حدثنا قائلا ” نعاني من نقص في محاليل اهم التحاليل مثل السكر ، الكلسترول ، الهيموقلوفين ، وظائف الكلى ، الدهون الثلاثية وهذه التحاليل أساسية في المختبر، أعددنا تقرير مفصل للمجلس المحلي وإدارة الخدمات الطبية سبها بهذا الخصوص وإبلاغهم أن المختبر سوف يقفل أبوابه في الأيام القادمة بسبب نقص المحاليل الطبية.

وأضاف:” تفآجئنا بأن هناك مبلغ ما يقارب من مليون وستة مائة ألف صرفت لإدارة الخدمات الطبية سبها عن سنة 2011،( 90000 و70000 ) عن سنة  2012 لتجهيز المختبر، ونحن لم نستلم هذه الميزانيات مطلقاً، وهذه المستندات موجودة بمكتب المشروعات بوزارة الصحة، لدينا ما يقارب من 11 موظف يعملون من شهر /1 2013 لم تصرف لهم مرتباتهم حتى هذه اللحظة  وهم موجودين داخل المختبر بينما هناك 3 موظفين تم تنسبيهم عن طريق وزارة الصحة دون الرجوع إلينا وهم يتقاضون مرتباتهم شهريا”.

ولفت إلى أنه لم تصرف لمختبر محاليل شهر 12 وشهر 1 :”ولقد قمنا بتوفير المحاليل بعلاقتنا الشخصية، قمت بالاتصال بمدير المستوصف القروي تراغن وطلبت منه محاليل لكي لا يتوقف العمل “.

بدوره أوضح نائب مدير المختبر المهندس سعد العقوري أن المختبر تم إنشاءه منذ نهاية الستينيات في القرن الماضي وثم تم نقله إلى الموقع الحالي سنة 1994/1995 وتحول تبعيته إلى إدارة الخدمات الصحية سبها  وكان مختبر طبي مركزي ومن ثم تحول إلى مختبر طبي مرجعي.

وقال: ” جميع العناصر الموجودة داخل المختبر هم فني مختبرات ومنهم من لديه دبلوم متوسط ومنهم من لديه البكالوريوس، ومن لديه من لديهم الدكتاتورة  وكلهم من خريجي الكليات والثانوية الطبية، نقوم بجميع التحاليل الطبية في حالة توفر المحاليل، والمختبر يقدم خدماته للجنوب بالكامل سبها ، الشاطئ ، غات ، و مرزق ، أوباري  ويوجد بالمختبر ستة أقسام هي الاستقبال ، الأمصال ، الكيمياء ، الطفيليات ، البكتريا ، والفيروسات الذي هو جزء من الأمصال ولكن لكثرة الضغط على الأمصال قمنا بفصلهما “.

وأكد  أنه لم يتم جلب أي أجهزة منذ سنة  2008/2007ويحتاج المختبر إلى أجهزة وإلى تطوير الفنيين الموجودين بداخله وهم يحتاجون إلى دورات لزيادة خبرتهم  ونحن نقوم بإعطائهم دورات بمجهوداتنا الخاصة ولم نتلق أي رسالة بخصوص دورات من الوزارة .

وتابع ” وكل الأجهزة الموجودة لدينا قديمة وجميع تحاليل قسم الكيمياء تعطى نتائجها عن طريق جهاز البكترو 5010  وهو موجود في أصغر مرفق صحي في اصغر مدينة في ليبيا وعليه ضغط في العينات وتعرض لعدة أعطال”.

وأضاف “العقوري “يوجد لدينا جهاز الانتقرا  الاتوماتيك وهو لم يشتغل منذ 3 سنوات وعندما اجتهدنا لتشغيله أتت شركة عن طريق الوزارة وقاموا بصيانة الجهاز وهو يشتغل حاليا ولدينا جهاز الالكتروليت متوقف عن العمل على الرغم من صيانته وخاطبنا الوزارة والأمداد الطبي طرابلس ولكن لا حياة لمن تنادي  “.

وقال:”نحن نعاني من مشكلة نقص المحاليل، نطلب الكميات من الإمداد الطبي سبها ونحن منذ بداية الشهر نعاني من هذه المشكلة، وهناك تركيز على المحاليل التي لا يوجد عليها طلب من الدكاترة ،وهم يقوموا بصرفها بشكل كبير وتبقى في المخازن إلى ان تنتهي صلاحيتها ”

مشاكل وعراقيل

ولفت العقوري إلى أن أكبر مشكلة هي تبعية المختبر لإدارة الخدمات الصحية سبها مع العلم أن جميع المختبرات الطبية في ليبيا هي مفصولة عن إدارات الخدمات الطبية ما عدا المختبر المرجعي سبها فهو لم يفصل إلى حد الآن.

وقال:” لا تزال تبعية المختبر لإدارة الخدمات الصحية سبها على الرغم من صدور قرار بفصل جميع المختبرات الطبية ومصارف الدم في لبيبا وكان هذا القرار في سنة 2009 من اللجنة الشعبية للصحة سابقا ً”

وتابع “وتم إصدار القرار رقم 10323 من مدير إدارة المختبرات ومصارف الدم بليبيا والمؤرخ في 2013 م بشان فصل المختبر بناء على كتاب السيد مدير إدارة التخطيط الصحي المكلف رقم 5140 والمؤرخ في 2013/3/3 والخاص بشأن فصل المختبر المرجعي سبها عن إدارة الخدمات الصحية ولكن لم ينفذا هذا القرار وحالة المختبر كما هي عليه”.

وبين أن عدم صدور قرار الفصل قيل سببه توفير للميزانية العامة لجهات أخرى وهناك من قال أن التوجهات ليست للجنوب” الآن ونحن لم نجد الرد الكافي لعدم فصل المختبر عن الخدمات الصحية سبها  “.

وقال العقوري :” لقد خاطبنا إدارة الخدمات الطبية سبها وخاطبنا الإمداد الطبي و مكتب الصيدلة لأنه كان مسئول عن التجهيز في الفترة الماضية ، كماخاطبنا جميع وكلاء الوزارة  وتحدثنا إلى وزارة الصحة بشأن تجهيزات المختبر المرجعي سبها وتوفير أجهزة حديثة  له، وأكثر ما نعاني منه نقص المحاليل والأجهزة، فالمبنى موجود والحمد لله وهو يحتاج إلى صيانة فقط ولقد قمنا بإعطاء الدور الثاني لمصرف الدم سبها وهذا لصالح المدينة والجنوب بالكامل ”

وأضاف:” نحن نفتقر إلى أبسط الأشياء، مثل ورق الطباعة وورق أعطاء نتائج التحاليل  و القرطاسية”.

قسم الأمصال

ومن داخل القسم التقينا بالمهندسة مسعودة عبد العزيز رئيس القسم والتي حدثنا قائلة : نحن نشتغل في 15 عينة على حسب المحاليل المتوفرة لدينا وفي الفترة الماضية لم تكن لدينا المحاليل وكنا متوقفين عن العمل، وفي الفترة الحالية تم توفير المحاليل مثل (ESO/SRB/RF/) وتحاليل الحميات بالكامل”.

وأضافت قائلة :” نحن نعاني من عدم وجود مكان جيد ولائق بنا لكي نشتغل، فالقسم لم تجرى له الصيانة منذ وقت طويل، وخاطبنا الإدارة بهذا الخصوص ولكن دون جدوى، كما نعاني من نقص في أدوات التشغيل والأجهزة الموجودة كلها قديمة من سنة   2000 ،ونحن حاليا نشتغل بالطريقة اليدوية ونعاني من نقص في الشرائح ولكي لا يتوقف العمل قمنا بتصنيع شريحة للعمل بها  “.

ومن جهتها حدثنا المهندسة مبروكة محمد أمغار رئيسة القسم ” نحن نعاني من نقص المحاليل مثلنا مثل باقي الأقسام ولدينا جهاز (NTGRA الأوتوماتك ) والذي من المفترض أن يشتغل 400 عينة في الساعة في حالة توفر المحاليل ”

وأضافت :” يشتغل حاليا القسم بنسبة 4% أي ما يعدل 40 عينة فقط ولدينا جهاز الفولت ميتر ونشتغل عليه في اختبار العينات وهذا القسم أكثر أقسام المختبر اختبارات للعينة ونقوم بإجراء اختبارات الكبد (البيروبين ، جيبتي ، الجوالتي ، والكيلين )”

وقالت :”نقوم باختبارات الكلى (الكالتيلين  ، واليوريا )  وهذه المحاليل لا تتوفر حاليا ونقوم أيضا باختبارات الكولسترول  والأملاح بجميع أنواعها ولدينا جهاز الأكتروليت عاطل ويحتاج إلى فني لتعديله وصيانته “.

وأضافت أمغار:” نحن نشتغل من 60 إلى 80 عينة في اليوم الواحد في حالة توفر المحاليل وكل عينة تحتاج إلى 3 أو 4 تحاليل إي ما يعادل 250  او 300 تحاليل في اليوم والمحاليل تصرف إلينا شهريا”.

وأكد على أن المحاليل تصرف على حسب توفرها في المخازن  وفي بعض الأوقات تصرف لنا نصف الكمية المطلوبة  وأحيانا نتحصل على محاليل بكمية كبيرة ونحن لا نطلبها منهم وتبقى مخزنة حتى تنتهي صلاحيتها .

قسم  الطفيليات والأحياء الدقيقة

 

وأوضحت المهندسة خديجة محمد عبد السلام رئيسة القسم قائلة :” نحن نشتغل على تحاليل (البول ، وتحاليل الحمل ، والستول ، وتحاليل اختبار الدم الخفي، واليوريا  ) نعاني من نقص في المجاهر لأننا نعتمد عليها في عملنا بشكل كبير “.

وأضافت :” لدينا عدد مجهرين في القسم والثالث عاطل وأحيانا تتوفر المحاليل ولكن للأسف تكون قاربت على انتهاء صلاحيتها ولا يستفاد منها ” .

وأضافت “نحن نعاني من نقص في الأطقم الفنية نظرا لصعوبة العمل داخل القسم والسبب يرجع إلى كثرة العينات داخل القسم ولدينا 6 أو 7 فقط والعينات التي ترد إلى القسم حوالي  90عينة يوميا ونحن بجاحة إلى المجاهر الرقمية الحديثة ”

ومن جهتها حدثنا المهندسة نورية محمد عبد الرحمن رئيسة قسم الأحياء الدقيقة عن عمل القسم قائلة :” نقوم بتحليل المزرعة لليور، والستول ، وجميع السوائل الأخرى ولدينا أجهزة نشتغل بها مثل المحمل والثلاجة والمجفف والحمام المائي والمجهر   ”

وأضافت:” نحتاج إلى جهاز تعقيم وجهاز حمام مائي جديد لأن الموجود لدينا نشتغل به بالطريقة البدائية ، كما نعاني من عطل في شفاطات الهواء الخاصة بالقسم  ونقص المضادات الحيوية والأواسط الزراعية التي نشتغل بها ” .

محمد أحمد العباسي رئيس القسم قسم الفيروسات الدقيقة قال:” طبيعة عملنا إصدار البطاقات الصحية والتحاليل اللازمة لها  والتي تشمل (التحاليل الثلاثية )  ونحن نستقبل حوالي 130 إلى 150 عينة يوما  ”

وتابع “ونقوم بكل هذه التحاليل بالطريقة البدائية وهناك أجهزة حديثة تقوم بإعطاء النتيجة في نفس اليوم وفي غضون ساعات فقط بينما نحن نقوم بإعطائها بعد 2 أو 3 أيام  ونحن من يقوم بتحاليل الولادة للمستشفى وتحاليل المناظير والعمليات  وعقود الزواج  والبطاقات الصحية لليبيين والأجانب ”

المواطن محمد صلاح تمنى من وزير الصحة والمسئولين زيارة المختبر المرجعي سبها والوقوف على الوضع بأنفسهم لأن المختبر للجنوب بالكامل وليس لسبها فقط .

ومن جهته قال المواطن محمد سعد :” أتيت إلى المختبر المرجعي سبها لكي أجري التحاليل العادية ولكن تفاجئت بعدم توفر المحاليل، وانا دخلي محدودي، وهي مكلفة في المختبرات الخاصة”.    ”

إدارة الخدمات الصحية

بدوره أوضح الطاهر أبريدح مدير الخدمات الطبية سبها في اتصال هاتفي مع فسانيا أن نقص المحاليل مشكلة عامة وقال: “بخصوص نقص المحاليل أنها مشكلة عامة ووعدنا بصرف في الأسبوع القادم”.

وأضاف:” المحاليل غير موجودة أصلا في الإمداد وبعلاقتنا الشخصية حاولنا توفير بعض المحاليل لكي لا يتوقف المختبر عن العمل وذهبنا إلى الإمداد الطبي سبها بشأن صرف المحاليل وهم أيضا ينتظروا أن تصرف لهم الطلبيات “.

وتابع قوله :”أما ما يخص قرار فصل المختبر فلقد خاطبنا الوزارة بهذه الخصوص، وقمنا بإحالة جميع المراسلات بهذا الخصوص، ونحن ننتظر رد الوزارة لأن المختبر من أهم الركائز الصحية في سبها والجنوب بالكامل  ”

أسئلة كثيرة تدور في أدهان سكان سبها خاصة والجنوب بشكل عام عن وضع المختبر المرجعي سبها ..ولماذا لم يتم فصل المختبر مثله مثل باقي المختبرات ومصارف الدم بليبيا؟!.. ومتى ستتوفر المحاليل ليعود المختبر إلى عمله من جديد؟!.

 

 

 

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :