يأتيني المساء يرسم الأخبار…
أحيانا تؤرقني…
أحيانا تبكيني…
تدخلني سجن المتاهات…
وأنين القلم يخط الجدار…
بلعنة تصليني…
بلغة تستعجلني…
على امتداد المسافات…
لأرتب دموع الأشعار.
………….
يأتيني المساء كل يوم…
أحيانا يستغفلني…
أحيانا يستجديني…
تطول المسافات…
بين الجفون والنوم.
يستغويني…
يدحرجني…
في جوف المتاهات…
يبعدني عن الحلم.
…………………….
يأتيني المساء ومعه صورة ” قمر”…
متكئا على عصاه…
يتلمس خطاه…
في ظلام المتاهات…
ذكريات قديمة رسمها القدر…
رسمها على هواه…
راقصها بمغناه…
تحرق كل المسافات…
تنتشي برحيق غفوة السهر…
………………
يأتيني المساء مثل شبح…
أسودا أحيانا…
بلا لون أحيانا…
من داخل المتاهات…
يعتلي خشبة مسرح…
يعزف ألحانا…
يقتلع أغصانا…
تاهت بين المسافات…
تركها العش والفرح…
………………
يأتيني المساء مثل حبيبة…
كتبت لها شعرا…
أهديتها زهرا.
ابتعدت بيننا المسافات…
تبعثرت حروف الحبيبة.
زادت قصيدتي سهرا…
طال الليل سمرا…
على إيقاع المتاهات…
أنتظر صدى الحبيبة.
………….
يأتيني المساء مثل الطفل…
في حضن أمه…
يداعب بحب لعبته…
بلغة المتاهات…
يلعب بين أشجار الحقل.
تستيقظ فرحته…
يسرع بالخطى ظله….
يمتطي المسافات….
ولا يلحقه ركض الطفل.
………………….
يأتيني المساء كل مساء…
أحيانا يقتلني…
أحيانا يسجنني…
تنعدم المسافات…
بين الضحك والبكاء.
يعذبني…
يرميني…
في غياهب المتاهات…
يسقيني الذل والازدراء.
…………………
يأتينا المساء…. فنقول مرحبا.
يأتينا المساء…فننام جنبا.
يأتينا المساء… فيصبح حربا.
يأتينا المساء…فنصيح هربا.
يأتينا المساء…فنتجه غربا.
نتأمل الفناء… نستكين للغروب؟؟؟
أنتظر أحبتي كل مساء…
ربما سيعرفون جوابا…
بعد تأملهم العميق لبقايا القبور؟؟؟
………………..
متى نتعامل مع المساء هكذا؟؟؟…
نستغفله احيانا…
نبعده احيانا…
حتى تتقلص المسافات…
بين الجفون والنوم… والمدى؟؟.
لا يستغوبنا…
لا يدحرجنا…
نبتعد عن المتاهات…
نقبل للحلم…. نسترجع غناء الصدى؟؟.
……………….
متى نعرى المساء ؟؟؟…
لنرى لونه…
لنرى جنسه…
نلغي المسافات…
ونسمع أناشيد السماء.
نحجب رصاصاته عنا…
نفك أجنحة حماماتنا…
لترشدنا داخل المتاهات…
ونلتقي معا بالنبض والدماء.
……….
سأنتظركم كل مساء…
سأقاوم بالحلم هذا المساء…
فمتى نلتقي معا بالنبض والدماء.؟؟؟
ذ.محمد بن إدريس منوني