محمد ابوخريص
أثناء إقامة مهرجان المسرح الوطني في دورته الثانية عشر بطرابلس . . ردد بعض المهتمين تساؤلا مفاده :
هل لدينا كتاب مسرح ؟ .
وكالعادة يتحمس البعض ويجيب بذكر اسماء بعض الكتاب الذين لم يتجاوزوا اصابع اليد الواحدة / وهو ما يذكرني بعبارة سمعتها من الكاتب عمر رمضان يوما عندما كنا نتحدث عن إشهار نقابة للإعلاميين والكتاب في مدينة سرت مفادها . . / إذا كنت قادرا على عد ما لديك فهذا يعني أن ما لديك قليل / ، وذلك في معرض رده على تعدادنا لمن سيكونون أعضاءً في النقابة . وبالعودة إلى التساؤل الأساس والذي يشير بطرف خفي إلى ما قد لاحظه البعض من ضعف خلال عروض المهرجان ،وفي محاولة / مبتسرة / لمناقشة فكرة هذا السؤال لا الإجابة عنه خشية عدم المقدرة ، أرى أنه يجب أن نعرج أولا على بديهة يعرفها كثيرون أكثر مني ، وهي أن الكتابة للمسرح تعد ضربا صعبا من ضروب الكتابة ، لأن الكاتب المسرحي يجب أن يتمتع بثقافة بانورامية تشمل الحياة الاجتماعية للمجتمع الذي ينتمي إليه إضافة إلى الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية ، كما أنه يجب أن يكون متابعا ومطلعا على كل ما يجري في محيطه الوطني وحتى العالمي .
والكاتب المسرحي ولكي يكون مقنعا ومؤثرا عليه أن يكون على دراية كاملة بتفاصيل العمل المسرحي ، إضافة إلى خيال خصب قادر على توليد الفكرة وابداع المشاهد والحوارات ، لأنه وببساطة شديدة الجميع يعلم بأن الكتابة هي مفتاح العمل ، فإن صلح المفتتح صلحت بقية التفاصيل المتمثلة في بقية جوانب العمل المسرحي .
ولأن الكاتب اولى به أن يمتلك إحساس المبدع قبل التجربة وقبل أن يكتسب الخبرة ، فإنني أخشى أن / استسهال/ البعض للكتابة للمسرح هو ما قد يعطي انطباعا بأنه ينقصنا الكاتب المسرحي الحقيقي المتخصص . . الملم . . الممسك بكل خيوط اللعبة ، وهو ما يذكرني بلقاء قديم مع كاتب مسرحي غاب عن المشهد قرابة اثني عشر عاما ، ثم شارك بأحد المهرجان فحاز جائزة المؤلف ، فقال لي لقد أحزنني الفوز لأنه يعني بأنه خلال اثني عشر عاما لم يولد كاتب مسرحي جديد .