الصديق ابونوارة
___
تأخر (( المنديل )) ..
تأخر كثيراً حتى إن عرق الخجل غسل جباه شيوخ القبيلة فلمعت من بعيد كسيوفٍ صقيلة :
(( انفرد ابن الحرام هذا بعروسه منذ ساعتين دون أن يرسل إلينا بالمنديل )) .
همس شيخ القبيلة لأقرب عمامة إليه .. فردت العمامة بشجن لا مثيل له :
(( أكاد أذوب خجلاً .. تراودني الشكوك وتمزقني الهواجس .. شرف القبيلة في خطر يا شيخ الشيوخ ))
تضاءل شيخ الشيوخ ..
اصبح نقطة في بحر خجله العارم . وكلما مر الوقت كانت العمائم الكبيرة تقترب وتتباعد . وكان الصمت يحيا ويموت . وكان الخجل لا يتوقف عن التناسل فى الصدور :
(( لنصنع شيئاً .. لا شرف بلا منديل )) .
وهكذا كان ..
اجتاحت القبيلة دار العريس .. قتلت العروسين النائمين كزوجي حمام .. ومسحت بقع العار المتبقي بالمنديل
!!
المشاهدات : 272