محمود أبوزنداح. asd841984@gmail.com
ليييا البلد الغني بالموارد والفقير في كيفية توزيعها أو استغلالها على الوجه الأمثل ، المستفيد هو الأجنبي دون أن يكون لديه لحظات مِن الأمل أو الشكر لهذا البلد. حركة السكون تجعل من ليبيا الدولة الغنية بمحيط من الفقر والكثافة السكانية العليا تزداد معها حدة المخاطر ، يوماً ما سوف نكون أمام طوفان من البشر يندثر معها اسم المواطن قولاً وفعلاً ، هذا الطوفان قد بدأ على مراحل ، بدون أوراق أو محطات زمنية أو عددية ، الناس تدخل إلى ليبيا بدون أوراق أو فحوصات طبية يزداد العدد يوما عن يوم ، منذ اليوم الأول للوصول يعلن نفسه مواطنا بكامل الامتيازات وله حق تقرير مصير له وللمواطن الليبي. يفرض عليه الأسعار وأكل منتوج من صنعه وحتى الاستمتاع بنقل الأمراض الخطيرة إليك ، والقبول والمشاركة في الكهرباء والماء وغيرها بدون أدنى ضرائب. أشياء لن تجدها في أي دولة على مر العصور ولن تجدها إلا في دولة احتقرت شعبها ، وبتفكيرها الخاطئ اعتقدت أنها تمارس المسؤولية ، فعل يحتقر المسؤول قبل المواطن. فيه التجرد من حب الوطن والإخلاص إليه ، هذه السياسيات تجعل المواطن في حل من ارتباط وطني فعلي فهو يقف في الطوابير ويدفع فاتورة النهر الصناعي ويمارس أعمال العلم ، ليجد الأجنبي يتمتع بكافة الحقوق وأكثر منه. أجهزة الدولة الرسمية تمارس قانون الصلح الإداري بسرعة الفصل في قضايا الأجانب إن كانت سرقة أو اعتداء بالضرب وغيرها ، تقلب الأخبار لتجد تم تسوية قضية سرقة بين أجانب أو مشاجرة ، وقضية أخرى لمواطن تجدها ملقاة في الأرفف لسنوات !!
هل هي صدفة أم إهمال؟ أم أن الأمر أكثر خطورة من ذلك بتمكن العناصر الأجنبية من اختراق الأمن وصولاً إلى تصنيف الإنسان على أنه مجرم أو نظيف بأعين الأجنبي! الأمر يفوق العقل إذ كنّا تحت رحمة الأجنبي في كل مجالات الحياة صغيرها وكبيرها ، حتى نكون أمام شهادة حسن سيرة وسلوك يفصلها الأجنبي ويختم عليها داخل أروقة الدوائر الرسمية بعاصمة القرار أو عاصمة الاقتصاد أو الجمال. الدول تقوم على سيادة سلطانها وقوة قوانينها ، مرحلة زوال الدولة بمفهومها الليبي( عادات وتقاليد ) بدأت بمراحل فالعقل السياسي لم يهضم تدخل بعض الدول في شأنه السياسي ولكنه هضم وهو يدعي الصيام اختراق المنزل الليبي وتغيير هويته والسماح للأجنبي أن يزاحم العائلات في الساحات والأسواق وكل ركن جميل بهذا البلد المعطاء. دول كانت تمارس على مواطنيها كامل سلطتها في الخصم و الضرائب وصولاً إلى منع الصيد بالسنارة على كرسي على شاطئ البحر بدون رخصة ( صائد جوال ) إلى غلق الساحات العامة ، إلى الأوساخ والقاذورات في بعض الشوارع لمن لا يدفع الضريبة. طرابلس عروس البحر قد سرق منها الاسم وأطلق على تلك المدينة البعيدة عن النظافة ومقاومة الاستعمار والتغيير حتى تكون عاصمتنا مثالا على الجسم الضعيف المترهل الذي تمكن منه المرض بدون مضادات له أو حتى ضرائب.
لا يوجد تقسيم بين المواطنين بفعل القانون ، ولكن يوجد قبائلية ومحسوبية وأفعال أخرى تجعلنا أمام حالة تشظٍ غريب عجيب ، حتى التسول على قارعة الطريق في يوم طويل من الشهر الكريم تجد الغريب جمع أضعافا مضاعفة من الأموال يمكن لأنه ادعى أنه ليبي بشكل ممتاز أو أنها فتاة ….إلخ أو لأن الليبي المتسول لم يرتدِ بدلة رسمية ولكننا أمام نتيجة ؛ يتساوى الجميع في الطريق العام وله حق الوقوف والتسول ولكن من يجمع أكثر؟ ندع ( المشاهد ) المسؤول وأجهزته هو من يقرر ؟