- عبد المؤمن البكاى
———
مررت على قصيد ( رحلة ) وراء ناقة للشاعر معاوية الصويعي .
–بدأت الرحلة من الصحراء الشرقية بمصر وصولاً لغرب ليبيا مروراً بوسطها في نسج وابداع قل مثيله .
–شاعر يخبر الاوطان والمناهل والوديان فيعطى للقصيدة بعداً وطنياً وعمقاً اجتماعياً يعزز مفاهيم الوطن وقيمه .
–ارخى عنان ملكة الشعر فكان بحق مبدع لا حشو ولا اطناب فى غير محله ، انه رصف للكلمات بحنكة المتمكن من صنعته .
–هذه القصيدة لا غرو ان نطلق عليها ( معلقة ) ابعدت المثالب وركزت على القيم والمثل العليا بوجدان العاشق الولهان المتيم بتراب بلاده محفزاً على ضرورة المواجهة والعمل على فتح المسارب ( على ناقتي حتى المسارب سدو ) .
–على العموم الناقة اتخذها الشاعر ( رمزية ) لما تعنى للعرب من قيمة وأهمية فكان نعم الاختيار فهي ( الحرية والشرف والكرامة والعزة والشموخ والتحدي ) .
فعلى الكل ان يحافظ على ناقته من الضياع فقد ضيعت المؤامرة ( عزائل من الابل ) نريد استردادها
وتقول القصيدة .:
( النّاقة ) 1
المِنيا وسيوه وعُقبة السلوم
الرّمل والمرتوم
لاحِق غزاله خُفها مبروم
………………………………
والزمان شريد
وين الجوازي
(رماحهم) والبيد
كانت قوافل بالحمول تميد
مراحيل عقلي النيل والفيّوم
وغابت عليّا نجوع وأماعيد
شيوخ(الفايد)وين طاب اللّوم
وديمة الهنادي في القديم جديد
وأهل (الربائع ) وطنهم معلوم
ومازال قدامي الطريق بعيد
لا أثر ناقه لا فحل يزوم
…………………………
على عيونهم مغلوب
والعقل من كُثر الشقاء مجدوب
غابوا الغوالي والغلا والصوب
وسخي ياعلي لدياركم معزوم
لِجت البِحيرةوجابني المكتوب
وشمة مسارب جُرة المرحوم
حروب تمحي كل يوم حروب
ومطروح مرسى دوم للمظوم
طرالي كما طالب ظهر مطلوب
نصرت وطني وللعدو متهوم
وصبرت فِ النطرون صبر أيوب
سريب ناقتي
خاطم عليها حسوم
ومن بير (بومنقار)للجغبوب
بأن وطن ساكن بالغلاء موسوم
………………………
(طبرق) عزيز نجيها
بيوت الكرم والعز بمواليها
وأم الرزم والقلب
في ضواحيها
شعاب الجبل والعلو و البطُوم
وديمه المخيلي ربيعها كاسيها
حضنهَاجَبلها تحت ظل خشوم
عبيدات يوم الخيل ونواصيها
صوان يقدح فِ صخر صمصوم
(بر البَلط ) و العود ومراعيها
لا عقال يحكم لا جمل مخزوم
……………………….
لبيار عندي دار
ودار الشهيبي للسبيل مزار
غربة أيامي يا عزيز اقدار
سيرة نداوي مايروم الرُّوم
وياسعد من جاور عزيز الجار
(عواقير) فزعه من خيار القوم
(وادي المرا)وسلوق والمنقار
سريب الفواخر للعرب مفهوم
وين الرحى والنار تلقى زرار
رحلة مذيبل في السرير يحوم
ويامغربي يادليل كل أشوار
ورفقة زويِي عالوَفاء مفطوم
حماضة(عقيلة)والخريف أبدار
وطن الشوائل غاليات السوم
مراحات(بير بلال) وأم حوار
وين العجاج يضم بالمزموم
سيمة جدودي عالرقاب أسطار
(والدال)بيدي ناقشة مرسوم
وغابت الجُرة ونَاقتي والنُار
لاسيمتي بانت ولا المختوم
…………………….
في البساط يمدوا
وديمه ورانا القافيات يعِدُو
ليام دوله يغزلوا ويسدو
خيل المنايا داهمات دهوم
وديان جارف فِالسدود يهدوا
زمزم و بي وتلال و الكمكوم
وتبقى المناهل للعزاز يودُوا
دفع لِحنِيوه وشميخ والمردوم
نياق الحمايد يقطعوا ويعدو
تشبح ذراها طافرات شحوم
(وديانها والكَاف)وين يحدو
السيق وروَاوس وَعر معلوم
والكاف قصة ظل فيه يمدوا
جود نَاصره فوق الوطى مرقوم
و(أهل الحماده)بالجميل يردو
ترحل وتنزل والدليل نجوم
مزازات من رأس الجبل (لَغدُو)
وراها ذراري عِقدهم متموم
(علوان) شاهد حق كيف تحدو
وشاهد عليهم بيتنا (المهدوم)
على ناقتي حتى المسارب سدُّو
بين العزايل (سِرهَا مَردوم)
