الندوة العملية الأولى تحت شعار (المريض النفسي معاناة وأمل)

الندوة العملية الأولى تحت شعار (المريض النفسي معاناة وأمل)

(فسانيا / مصطفى المغربي) …..

نظمت الثلاثاء 27-11-2018 منظمة (من أجلكم نتكاثف) الندوة العملية التوعوية الأولى عن المرضى النفسيين ومراكز إيوائهم تحت شعار (المريض النفسي معاناة وأمل)  بالتعاون مع مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية ، بحضور مدير عام مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية ، ورئيس وأعضاء منظمة من أجلكم نتكاثف ، ومدير إدارة الدعم النفسي بوزارة التعليم ، ورئيس لجنة زراعة الأعضاء بوزارة الصحة ورئيس قسم التثقيف الصحي ورئيس قسم الاعلام بوزارة الصحة ، ورؤساء الأقسام والوحدات بمستشفى الرازي ، وحضور مختصين في المجال النفسي والاجتماعي من عدة مراكز بطرابلس الكبرى والمناطق المجاورة ، وعدد من أعضاء هيئة التدريس وطلبة وطالبات من عدة جامعات ، وعدد من رؤساء وأعضاء مؤسسات المجتمع المدني من عدة مناطق  ، وجمع كبير من المهتمين والناشطين والمتابعين للمرضى النفسيين وحالاتهم ، إضافة لحضور عدد من الذين تحسنت حالتهم النفسية وأصبحوا مواطنين فاعلين منتجين وعدد من أولياء الأمور لمرضى نفسيين .

وافتتح الندوة مدير عام مستشفى الرازي (محمد غوار) بكلمة قال فيها : نجتمع جاهدين بلا كلل ولا ملل للحد قدر الامكان من تقليل تأثير هذه الامراض النفسية والحد منها ومن خطرها ولما تمثله لكل فرد منا وخاصة أنها يقلل من سعادة الكثير من الناس حول العالم سنويا ، ومن أجل التوعية والإرشاد ، وأضاف (غوار) قائلاً :اسمحوا لي أن أطرح عليكم سؤالاً جدياً يفرض نفسه دون تأخر هل هناك فرق بين الجنون والمرض النفسي ؟ لا أظن أن سؤالي محيراً وغريباً إذا فكرنا فيه بتمعن  نجد أن الكثير من العامة يستوي معهم لفظ الجنون مع الأمراض النفسية وهذا خطأ كبير ، فكلمة الجنون ليس لها دلالة طبية واضحة ولا وجود في الطب النفسي مرض يسمى الجنون ، لذلك يجب علينا التخلص من هذا المفهوم عند المناقشة العلمية للأمراض النفسية ، وطالب (غوار) خلال كلمته  بضرورة أن يسعى الجميع وأن يساند المستشفى  وكل مراكز الايواء لتوفير كافة الأدوية وتسخير كافة الامكانيات لعلاج أبنائنا وبناتنا ورجالنا ونسائنا وأطفالنا لأنهم جميعاً يتأملون فينا خيراً ، مضيفاً (غوار) في هذا الصدد أن السبب بسيط لأنهم أحبابكم ولأنهم أهلكم وأمانة في أعناقنا ، ووجه (غوار) التحية لكافة العاملين بمستشفى الرازي للأمراض النفسية من عناصر طبية وطبية مساعدة وعاملين وكافة الاخصائيين بالمستشفى مشيداً بجهودهم الجبارة في ظل ظروف صعبة من أجل تقديم كافة الخدمات وبالإمكانيات المتاحة .

من جانبه أوضح رئيس منظمة من أجلكم نتكاثف (محمد العجيلي ) أن هذه المنظمة هي حديثة الانشاء وهذه الندوة هي أولى أعمالها من أجل شريحة المرضى النفسيين والتي نسعد بنجاح اقامتها مع إدارة مستشفى الرازي ، وأوضح (العجيلي) أن المنظمة لا هدف لها إلا  تقديم  الرعاية الصحية للمرضى النفسيين والضغط على الحكومة وعلى القطاع الخاص من أجل الاهتمام بهم ومن أجل  توفير المأوى لهذه الشريحة للمختصين داخل المستشفى وخارج المستشفى ، منوهاً (العجيلي) بأهم أسباب بعث هذه المنظمة هو ما تم ما لاحظته وخاصة في السنوات الأخيرة ظاهرة المرضى النفسيين الشائعة في الشوارع وبكثرة ، فمن الواضح أنه  تهميش من قبل الحكومة بل وحتى من أسرهم وعائلاتهم الذين يتركون ابنائهم في الشوارع لا حسيب ولا رقيب ولا اهتمام من قبل الدولة ولا علاج ولا رعاية  لهم ، فنحن كمنظمة دورنا جمع هذه الشريحة وحصرهم وتوثيق الحالات وما هي وضعيتها  والاهتمام بهم ، والبحث وتوفير مأوى لهم سواء داخل المستشفى أو خارجه ، مشدداً (العجيلي) : أنه من المهم  ألا تبقى هذه الشريحة مهمشة ومظلومة ولا أحد يهتم بهم وهذا جزء أصيل من مهامنا كمنظمة ونحن على قدم وساق للعمل في اتجاه ايجاد حلول لهم بكافة الطرق ، مشيراً (العجيلي) أنه قد  خضنا تجارب مع الكل مع المسئولين والحكومة والأهالي والمهتمين وكل من يهمه ويعنيه الأمر من أجل المرضى النفسيين ومعاناتهم  .

وعلى إثر الافتتاح للندوة كانت أولى الورقات العلمية للدكتور (أكرم فرج) بعنوان (المرض النفسيين الخرافة والحقيقة ) ، ثم تقدم الأستاذ (صالح الولوال) بورقة  حول دور الاخصائي النفسي في رفع والتقليل من المعاناة وزرع الأمل من جديد في المريض النفسي معرجاً عن الوصم والتمييز والأخطاء الشائعة في المفاهيم ، ثم مداخلة للتوعية والإرشاد من قبل الخبير  (فوزي الهمالي) تناول فيها  الأسباب والحلول للمرضى النفسيين ثم تطرق للعادات والسلوكيات السيئة والخاطئة التي ترتكبها الكثير من العائلات اتجاه ابنائهم سواء كانوا مرضى نفسيين أو أسوياء وعدد من العادات السلبية اليومية التي يمكن أن تلافيها بشيء من الوعي والحرص الذي يقينا شر أي سلوكيات تكون نتيجتها أمراض نفسية متعددة  .

وتخلل الندوة عدة عروض مرئية من بينها عرض تحدث عن أقسام ووحدات مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعصبية وما يعانيه من شح في الامكانيات ونقص في الكوادر البشرية  المؤهلة والنقص في التدريب ورفع الكفاءة ، كما تم عرض مرئي  لحالات مرضية نفسية خارج المستشفى منها حالات مستعصية وتحتاج إيواء ومنها حالات تحتاج لجلسات علاج وهي ناتجة عن ظروف معيشية قاهرة بسبب إهمال بعض أولياء الأمور وتخليهم عن ابنائهم .

واختتمت الندوة بإقامة حلقة نقاش موسعة ومداخلات حول ما طرح من ورقات علمية وما تم عرضه مرئياً ، تميزت بالجدية والنقاش الموضوعي الذي ينصب لإيجاد حلول للعلاج الناجع لكافة الحالات سواء بالإيواء أو بجلسات العلاج المكثفة وطالبت بضرورة الضغط على صانع القرار لكي يضع هذه الشريحة في اولياته .

 المداخلات من قبل الحاضرين والمشاركين تميزت بقصص لمعاناة لمرضى مع رحلة علاجهم والتي تحدثوا عنها  بأنفسهم وبينت قصصهم اوجه التقصير حتى من بعض الدكاترة الذين قد لا تنقصهم الدراية العلمية بقدر ما ينقصهم الوعي وطريقة العلاج وذلك حسب بعض المداخلات .

حلقة النقاش لم تخلوا من الاستياء من تقصير الحكومة وإهمالها وخاصة من قبل وزارة الصحة التي أهملت جانب مرضى النفسيين بشكل واضح إضافة لانتقادات لوزارة الشئون الاجتماعية ودورها المقصر في هذا الجانب وخاصة أن الشئون الاجتماعية مع الصحة في المجال النفسي يفترض أن يكون دورهما مكمل لبعض .

المشاركون في الندوة من مختصين ومهتمين وطلبة أبوا في الاختتام إلا أن تكون لهم توصيات في هذه الندوة الأولى حول المرضى النفسيين ومعاناتهم  من أبرزها ضرورة التكاثف والتآزر من قبل منظمات المجتمع المدني لإيجاد حلول عاجلة ناجعة للرفع المعاناة على ضعاف الحال من المرضى النفسيين ، والتأكيد على دور الإعلام في ايضاح الحقيقة بكل شفافية  وماذا يجري ؟ وما الذي يمكن تقديمه لمراكز الايواء ؟ ودوره في التوعية والإرشاد وإنهاء الفكر السائد العام حول المريض النفسي , إضافة اطلاق نداء من أجل الوقوف وقفة جادة من الجميع لدعم مستشفى الرازي ودعمه ماديا ومعنويا وصيانته وتأهيل وتدريب الكوادر ، والتنويه على الدور الهام للأسرة فهي اللبنة الأولى للمجتمع ويقع عليها العبء الأكبر في متابعة ورعاية أبنائها وبناتها والكشف المبكر للأمراض النفسية ومتابعة الاخصائي في المراكز التخصصية ، والعمل من أجل  الضغط بكافة الوسائل على الحكومة للالتفاف لهذه الشريحة  وخاصة وزارتي الصحة والشئون الاجتماعية وتحفيزهم على إقامة علاقة تكاملية لإيجاد حلول عاجلة ، والتأكيد على الاستمرار في اقامة المناشط من حلقات نقاش ومؤتمرات وندوات علمية واجتماعية لمزيد من الدراسات والأبحاث في مجال الأمراض النفسية والعصبية .

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :