النعرات القبلية

النعرات القبلية

أخي المسلم لا شك أن عقيد التوحيد تجمعنا ودار الاسلام تؤوينا لا فخر الا بطاعة الرحمن لا عزة ولا كرامة إلا بالأيمان فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة لغيره اذلنا الله ” من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً ”

معشر المسلمين أننا في بلادنا هذه نعاني قضية اجتماعية بسببها انتشرت البغضاء ومنها حصلت الأحقادولأجلها رفعت الشعارات الشيطانية وتعددت الحزبيات العنصرية ووجدت لها رواجاً عند ضعاف الايمان واستغلها الاعداء ابشع استغلال لم تدخل في مجتمع الا فرقته ولا في صالح إلا افسدته ولا في كثير إلا قللته ولا في قوي إلا ضعفته ما نجح الشيطان في شيء مثلما نجح فيها داخل هذه البلاد شب عليها الصغير وشاب عليها الكبير وتبناها حثالة من المجتمع فما تمر في شوارع هذه البلاد إلا وجدت جدران المدارس والابنية الحكومية إلا وعليها شعارات الجاهلية القبلية المقيتة نحن كذا وكذا ونفتخر لنسبه كتب أنا مسلم وأفتخر مع إنه لا يجوز أو لا يكاد يخلو مجلس من مجالس اليوم إلا من رحم الله ألا وتدلى القبلية المقيتة ويروج لها ويدافع عنها هي وان كانت على باطل ويكاديموت عليها عبيه  عمياء   وإذ بهذه المجالس السوء سواء في المطاعم أو الشوارع وغيرها إذا انتهكت محارم الله في هذه المجالس لا يلقون لها بالاً  وربما يتذكرون بها   وقد تجد من يسب دين الله ويشتهر بدينه النبي صلى الله عليه وسلم فلا يلقي لها بالا وما إن تكلمت في القبلية الجاهلية فنجده قد احمر وجهه واشتد غضبه لنسبه  يكون في قهره دين الله هذا الغضب وما ذلك ألا لبعدهم عن ذنبهم وهذا الغضب أما فخرا بالحساب وإما طعن فالأنساب وإما الفخر بالأرض والتراب وأما الفخر باللون والعرق أيها المسلمون الوصية الجاهلية وما بها الإسلام اشد محاربة ولكن للأسف هناك أناس  كلما خبت نارها جاء من يشعرها بحذر من نسيانها والقفل عنها ويزرع الفتنة في قومه ويقوي نار الثارات والنعرات ،إنها العصبية المقيتة إنها وعي الجاهلية تأصلت وترعرعت فيمن رق إيمانه  وضعف يقينه ولمس على قلبه وغفل عن أصله وحقيقته وربنا سبحانه يذم أهل المحبة الجاهلية (قال تعالي : إذ جعل الذين كفرو في قلوبهم المحبة حمية الجاهلية)

روي حذيفة رضي الله عنه” عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال (كلكم  بنوأدم وأدم خلق من تراب ولتنهيقوم يفتخرون  بإبائهم أو ليكوننا أهون علي الله من الجملان ،والجملان هيرويةمعروفة كالخنفساء  وروى الترمذي  عن النبي صلى الله عليه وسلم :-أنه قال :- أن الله قد أذهب عنكم غيبة الجاهلية وفخرها بالإباء أنما هو مؤمن تقي أو فإنه شفى الناس  بنو أدم وأدم خلق من تراب ولا فضل العربي على عجمي إلا بالتقوى أيها المسلمون أنزعوا هذه العصبية من قلوبكم أفتؤمنون  ببعض الكتاب وتكفرون ببعض “قال تعال”وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا “لا لتعفروا قال المفرونات .

هذه لأنه حسمت موضوع الثقافي..فبالله عليكم إن هذه العصبية القبلية كم سفك دماء المسلمين بسببها  وكم قتل من قتل ظلما وعدوانا  والله إنها لا تزيد إلا سفك دماء المسلمين المعصومة  ولا تزيد إلا الفوضى  وانتهاك الأعراض وسلب الأموالولا تزيد إلا النزعات والثارات  التي تنشأ من خلالها  تملكك للأس  وقطع لصلة الرحم وعداوات لا تجهد عقباها في لدنيا والآخرة.

أيها المسلمون إن الله يرفع العبد المؤمن بالتقوى وأن كان أقل الناس نسابا

يقول صلى الله عليه وسلم ” رب أشعت أغبر  مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه يرفع بالأبواب لا يزوج ولا ينكح.

إن هذا اللواء الذي رفعه الإسلاملينتقد  البشرية من العصبية للجنس والعصية للأرض والعصية القبلية العصية للبيت وكلها من الجاهلية عاربة من الإسلام.

وإن المسلم العاقل ليقف حائراً أما هذه الجاهلية التي تستهدفأخوة  الدين وتقدم بالاعتصامبالكتاب والسنة أما  بإنارة التراث القبلية أو تنقص الناس  وإنه لزداد العجب من أناس يفخر لشيء لا جهد ولا كسب له فيه  ويسخر من إنسان في أمر لا حيلة له فيه فربناخلق الأبيض والأسود وهذه حكمة الله يقول شيخ الإسلام لأبن ثيمتة رحمه الله كل””ما خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة فهو من عزاء الجاهلية بل لما اتهم مهاجرين وأنصاري فقال المهجري ياللمهاجرينوالأنصاري ياللأنصار غضب الرسول  صلى الله عليه وسلم غضباشديدا فقال “”أيدعون الجاهلية وأنا بينأظهركم”

عباد الله أيها ألإباء أيها المربون اتقوا الله في أنفسكم لا تنشئوا صغاركم على التعصب والافتخار لغير الإسلام بل ربوهم على المبادئ الكريمة والخصال الحميدة

التي دعانا إليها ديننا الحنيف خير الأديان أما أنت يا من تطعن في الأنساب وتفتخر بالأحساب يامن حقرت الناس وتقصع ألا تعلم حقيقتك أن أولك نظفهمذرية وأخرك جيفة قذرة ألم نخلقكم من ماء معين فعلام الكبر والتعالي “فإذا نفخ في الصور؟؟

فاتقوا الله عباد الله واحذروا وساوس الشيطان فأنه يكيد بكم ليغرق شملكم (قال صلى الله عليه وسلم “أن الشيطان قد آيس  أن يعبده  المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحرش بينهم وأخرجه مسلم في صحيحة

نعم ولله إنك لنجد الرجل يقيم شعائر الدين ويبكي من خشيته الله وفيه خير كثير ثم نجده بعد ذلك قد ملئ قلبه بالعصبية  فلأجلها يحب ومن أجلها يعادى  يقول صلى الله عليه وسلم “الحب في الله والبغض في الله  من أوثق عرب الإيمان حسنه الألباني.

والحب من العبارات فيجب علينا أن لا نحب إلا من يحبه الله وأن لا نبغض إلا من يبغضه الله سبحانه “”وما أجمل  لو كان المسلم يدعوا لدينه وينصح ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في قبيلته وأهله  فزرع الخير الكثير.

 

 

قال الشاعر:-من العصبية والنسب

خذلت أبا  جهل أصالته  *******   وبلال عبدٌ جاوز السحب


أيها المسلمون أن العالم الإسلامي اليوم تحتاج الكثير من بلدانه  أمواج غاشية من الفتن والشرور تحرق الدين وتحرق العقل والبدن  الفتن لا تبقى ولا تذر فتن قطعت الأنفس والتمرات

وأنهبت  الأموال والممتلكات وأحرقت المدن والأرياف  فتن أصبح المسلم في فزع وأمم بل أفزعت الرجال والنساء والصغار والكبار  أنها الفتن …

أيها المسلمون لا خير فيها أبدا ً إنها الفتن التي فرقت بين الجار وجاره وبين الصديق وصاحب فتن قطعت أوصال الترابط بين ذو الأمام  وبين القبائل والعشائر.

فإن الفتن إذا أحلت بأرض قوم لا تحبب الظالم  فقط  وإنما تصيب الجميع ويصلى بنارها وحرقها وبؤسها الكبير والصغير  الذكر والأنثى  الحاضر البائد والصالح والطالح  قال تعالى:- {اتقوا فتنة لتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}

أيها المسلمون إننا ومما نراه في بلادنا من شرور هذه الفتن ويا الله كم جرت هذه الفتن على المسلمين من شر عظيم وفساد عريض وضرر محقق فكم من الأنفس زهقت وكم من امرأة ترملت وكم من أطفال يتموا وشردوا وكم من جسد أصيب وكم من متجر سرق ونهب وكم من المراكب سرقت و أتلفت ودمرت وكم من قطاع الطرق قطعوا الطرق وسلبوا الأموال من عابري السبيل وكم من المجرمين عاثوا في الأرض فسادا وأخرجوا والأمر من ذلك أنها أصبحت حديث المجالس فلا يكاد يخلوا مجلس من ذكر هذه الفتن إلا وفلان قتل وفلان سرق ومؤسسة دولة سرقت جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه رضي الله عنهم : نعوذ بالله من الفتن ماظهر منها و ما بطن , {نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن}

أيها المسلمون أن هذه الفتن والشرور التي أخلت بالأمن وكثرت الجريمة بجميع أنواعها إن هذا دليل على أن هذه الفتن لا خير فيها  وان عاقبتها وخيمة …

أيها الناس أن علامات قرب القيامة  الظاهرة  وأشراط الساعة  كثرت الفتن بين المسلمين ونشوب القتل والإفتنال بينهم  حيت جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن “النبي صلى الله عليه وسلم “قال: لا تقوم الساعة حتى تطهر الفتن وكثر الهرج قالوا ما الهرج يا رسول الله قال القتل القتل ” وهذا ما نعيشه ليوم

ونشاهده  صباحاً ومساءً  حتى صار حديثاً في كل وقت وحين .  يقول الله  سبحانه وتعالى {“إن الله لا يغير ما بقوم  حتى يغيروا ما بأنفسهم } أيها المسلمون إذا أردنا الخروج مما نحن فيه من الفتن والبلايا أرجعوا إلى ربكم وتوبوا إليه وتضرعوا إليه.

يزيل عنا كل ضيق وفتن وبلايا  قال تعالى {ولو أن أهل القرى أمنواواتقوا لفتحنا عليهم بركات  من السماء والأرض فإذا كثرت الذنوب والمعاصي ولا أمرا بالمعروف ولانهي عن المنكر  فيحل الخراب عباداً الله .

وعن الأسباب المزيلة للفتن الأخذ بالأسباب في جميع وخاصة المسؤلون من الآباء  والأخذعلى أيدي السفهاء والظلمة حتى لا تزيد الفتن وتسفك الدماء  قال صلى الله عليه وسلم “{لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم } وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم.

أحمد عبد الله عريدة

 

 

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :