- محمد خليفة العكروت
في بدايات القرن العشرين والى بداية الخمسينات ، كان اللباس الغالب على الليبيين هو ثوب ابيض فضفاض واسع الاكمام مع عبا صوف حمراء او جرد صوف واحيانا عمامه وهناك طاقيه بيضا ، واحذية من اطار السيارات وجلود الابل والبقر ، وكان اللباس رغم فقره الاّ انه نظيف ،، بداية الخمسينات الى نهاية الستينات ، عشرون عاما ، بدأت تظهر على الليبيين علامات الانتقال في الزي ، حيث انتشرت البدلة ( العربيه ) والجرد الابيض النظيف وتلاشت العبا والثوب واسع الاكمام ، وانتشرت في المدن البدل الافرنجيه والاحذيه ( الكنادر ) الجيده ، وانتشر الشعر الحاسر المحلّق وتناقصت الطاقيه البيضاء ، تحسن المظهر العام في تلك الفترة تحسناً ملحوظاً .
اتت فترة السبعينات وما تلاها ، واصبح هناك استهزاء وتحقير للبدلة الافرنجيه ، حتى اصبح من يضع ربطة عنق مثاراً للسخرية والنقد بل وربما جره من ربطة عنقه ، وحل اللباس المعروف ( بالسفاري ) الثوري ، مع عدم تهذيب الشعر ، وتضاءل ارتداء البدلة العربية الليبييه وحل محلها اللباس السعودي والجلابيه السعوديه كدلالة على الابهة والكبرياء والوجاهة ، ولم يعد اللباس والهندام والحذاء محل اهتمام ، بل في بعض الاحيان ، اصبح الهندام محل انتقاد باعتباره تخلف برجوازي رجعي يخالف الفكر الثوري الذي يعتبر ذلك ترفاً يخالف الفكر الاشتراكي المتقشف .
الفترة بعد 2011 ، فترة لا قيود فيها ولا شروط ، ولا حدود ولا معايير ، اختلط فيها كل شيء بكل شي ، اصبحت ( الفرعه ) الشورت ، والفانيله ( تي شيرت ) وشبشب الحمام ، هي العلامة الفارقة المميزة للقوة والشراسة والوجاهة ، وزادت ظروف الحياة الامور سؤاً وتفاقم الوضع وخرج عن السيطرة ( الذوقيه في الهندام والمظهر ) واصبح المجتمع لا يأبه للمظهر العام ولا يعيره اي اهتمام ، بل اصبح ارتداء البدلة الفرنجيه وربطة العنق والحذاء اللماع ، علامة على ان مرتديها في طريقه لاجتماع رسمي او لاستقبال ضيف اجنبي .زوروا وزارة الخارجية والبنوك ، لتعرفوا مدى تدني مستوى الذوق العام وانهيار منظومة الالتزام بالمظهر والهندام .هذه عشر السنوات ، قضت على اي بقية باقية من ذوق في اللباس او المظهر والهندام .