الوشْمٌ اللعوب

الوشْمٌ اللعوب

  • عبدالسلام سنان

 أركضُ كالمستحيل عند ذاكَ الوشْمٌ اللعوب، فنتازيا تُراود مهد الخزف كالطين يناهز مجرّة الأبد وتنور الأزل يصهدُ رغيف القمح الضرير وإيماءة الريح يا سيّدي لم تقترف ذنبًا على مرآى الليل الضئيل وسؤال الضوء مقامٌ ينثال على هوْنِ النشيد وحكمة الإيقاع صهيل يدغدغ مقام الفضيلة، حتى الأسئلة المُلحّة فهي إلى زوال وعدم، وكذلك الأوطان والغيابات وربّما حتى آخِرِ الأحلام التي حملتك أيُّها الكهل إلى معارجِ الخيال، وأنا وحيدًا أمضي إلى مُنتصفِ الخُواء، أدُسُّ المعنى بين أصابع الوقت، حيث تُحلّقُ المُفردة عند لُجَجِ المجد، ذاكَ السرد الرضيع الذي قادني إليكِ يا مورينا وأنتِ ربيبة الماء، كانت الأرض محضُ ذنبٍ لا تغفره الأبديّة ولا يبتلعه العدم، يا امرأة توقّف عندها كل النثر وكل الكلام، دسّتْ حُلمها اللبني تحت شامةٍ الطين الوقّادة، وتلك اللثغة الزئبقية نوتة الملح الأبديّة، حرفٌ بليغ يفُكُّ قيده على أعتاب مدينة الريح، يمضي بلا هوادةٍ كفلاحٍ يزرع الحنطة كل ليلة لينتصر أطفال العالم على رهان الجوع والقمح ضرير، يعلم أن البداهة المُشوّهة هي فراسة مُحنّطة، يخبئُ سِرّهُ في معول الضمير، أعرفُ أنَّ كلُّ ما ينتابُ الدروب، هي انتباهات تتحسّسُ قشعريرة التراب، مورينا كائنٌ عجائبي تُلامسُ عقيدة العطش بحذافيرها إزاء موضع القدم والحصى أشواك دامية، كصرامة الضوء على جدار أملس وخدعة التعاريج اللولبية، أخيلة تُراود الصلصال عن طينه، ودُوارٌ يسحقُ جمجمة النبلاء، ظنًّا منهم أنّهم يثبتون فرضيّة دوران الأرض، حين نشقُّ صدر المُدن النيئة التي لا تغفو قبل أن تعُدَّ أصابِعُها الخمسة، حين تُبدّدُها الريبة وتُقدّدُها الظنون، نأخذ على محملِ الجِد احتيالات الحذر عند قرصنة الزُحام، روافد اللحظة الزمكانية حيث النقطة الأخيرة وشمٌ الضمير على حافّةِ العالم، حيث لا لوحة تُرشد التائهين عند هُوّة المُنزلق، إذّاكَ يصبح الرعبُ الامتدادَ المنطقيَّ للرؤية المُنغمِسة في أتون الأحجيات الشحيحة، هناك يتبوأ العدم ديدنُ الخواء وسُكونٌ فِطري لا يحتاج لتأويل، الخلود لهاث هشٌ والمجد فكرة تحتضر قبل انبعاث نطفة التّجرد من جُبِّ القاع الوميضي، سرُّ انبثاق المعرفة أيقونة الأبد الصارمة، الفهم هو العقاب المُتأصل في جريرة السفك الأزلي منذ كينونة الإنسان قبل أن يستشرف الغموض من ثنايا الوعي لتتجاوز فوضى انشطارات البرازخ الطاقيّة     

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :