- محمود ابوزنداح asd841984@gmail.com
الكثير منا يكره الابرة ورائحة الدم والمستشفيات وايضا بعض الأطباء ، وان كانت الفترة الاخيرة هي زرقة وأموال أكثر منها أمانة وأخلاق . الدكتور محمد الدوفاني من الشخصيات الرائعة التي كسبت محبة الناس بسرعة بمدينة زليتن ، وكانت الأبواب تفتح اليه خارجاً حتى عرف بمدن ليبيا وايضا طريقته بالمغرب العربي . لم أنسى قبل 25 سنة تجربتي مع جارنا بالمسكن (على بعد شارع ) الدكتور محمد الدوفاني ، كنت صغير اتبع والدي عندما قمنا في ساعات متأخرة من الليل مِن قصد الدكتور محمد نبحث عن علاج أخي . ذهبنا إلى أكثر من طبيب قبل ذلك ، الا ان الأدوية زادت من حالته سوءاً ، شقيقي الذي يصغرني بسنة واحدة عانى الكثير قبل أن يرزق الشفاء على أيدي أمهر وأنقى طبيب . لم يكن الا في غاية الأدب باستقبال هائلة وتواضع كبير ، الكشف كانت ترافقه الابتسامة ، انتهى الشعور بالقلق والخوف . نعم عندما يصل الطب إلى مرحلة الثقة لاتفقد الأمل ، ولا تفكر في الأموال ، مهنة الطب هي مهنة النبل والأخلاق قبل أن تكون مهنة سلب الاموال دون داعي ودون جدوى !! لم أنسى عندما قال ( دواءه…… لا يعتقد أنه موجود بزليتن ، والمعدة ستكون فيها مشكلة أكثر في الصباح … عليكم الذهاب الى المنزل الان … وانا سوف امر عليكم ……..) تلك الكلمات بقت في أذني الى اليوم، مع ساعات الصباح الاولى طرق باب المنزل فكان الدكتور معاه الدواء …..بعد ايّام شفي اخي ولَم يذهب الى المستشفى فيما بعد إلا نادراً ، توفي اخي منير بعد سنوات ، ايقنت عندها ان الاخوة ساعد ، توفي اليوم الدكتور محمد فكانت أهم تجربة وامتحان لي في أن أهم الناس وأفضلهم ، هم أكبر من مهنة أو منصب …..يرحمكم الله ويحسن اليكم .