الى متى يا ترى و كم سنخسر ؟

الى متى يا ترى و كم سنخسر ؟

بقلم :: عمر الطاهر 
عن يميننا شعب ارض الكنانة و هم عشرات الملايين ، و عن شمالنا ارض الجزائر و هم عشرات الملايين ، و جنوبنا ارض السودان ( النيجر ، تشاد ، سودان الخرطوم ) و هم عشرات الملايين .
و أمامنا ما وراء البحر في بلاد ( الكفر ) مئات الملايين .
و نحن الليبيون على هذه الارض الواسعة ، الملأى بالخيرات و الغنية بالموارد و نحن لا نتجاوز ملايين تعد على أصابع اليد الواحدة .
و النصف منا مهاجر او مهجر و مابين مدينة و مدينة مسافة بحجم دولة او تزيد .
و لكن هذه الارض الواسعة التي بوركت في خيراتها ، و تنوعت و تعددت فهي تكفينا لنعيش بكرامة و ترف و تكفي الأجيال التي تلينا .
هذه الارض بخيراتها المباركة الوفيرة و كأنها أضحت لعنة ، و لم تعد الارض على اتساعها تحتمل ان نعيش عليها معا ، كمثل جيراننا الملايين على ارضهم او مثل الصينيين و الهنود على أعدادهم التي تجاوزت المليار نسمة .
و نحن برغم الدين الواحد ، و رغم المذهب الواحد الا ما ندر ، و رغم التاريخ الواحد ، و العادات و التقاليد الواحدة و رغم اللسان الواحد الا من ابى .
اصبحنا ألد الأعداء لبعضنا ، و اكثر تنكيل لبعضنا ، و اكثر ظلما و قهرا .
لم تبقى جريمة في الدنيا عرفتها البشرية الا و فعلنا في بعضنا بمثلها و انكى منها ، و لا وصفا ذميما تناهى الى الأسماع الا ووصفنا به بعضنا ، لم نوقر شيخا او كبيرا ، و لم تشفع الطفولة للأطفال ، و لا الأنوثة للنساء و لا الضعف و الشيخوخة لكبار السن ، فكلهم كان هدفا مستباحا ، و عدوا مبينا .
لم نعرف للقتال شرف ، و لا للأسرى حقوق ، لا للعهد وفاء ، و لم نعد نسمع لمن يقول ( خلوها بشرف ) . رحمة الله عليه .
ترى من يقود هذه الحروب ؟
من يدفع الى هذا التدني ؟
من هو الذي أنحدر و لا زال ينحدر بنا الى السقوط ؟
من يقودنا الى الهلاك ، الى الخزي ، الى العار ؟
من يسير بنا الى المجهول ؟
من هو الذي يسطر بنا ملحمة الذل و الهوان ؟
هل هم الثوار ؟
هل هم المجلس الانتقالي ، المؤتمر الوطني العام ، البرلمان في طبرق ، المجلس الرئاسي و حكومة الوفاق ، مجلس الدولة ، ام الحكومات المستنسخة الأبدية الخالدة التي لا تنتهي و تحيا بعد موتها ؟
ام هو مفتي الديار ام المستشار ، ام هو حفتر حامي حمى الديار ، ام الشركسي و السويحلي و مصراتة التي أبت الا ان تكون لليبيا ربا و دينا و نهجا و مسار .
لماذا هذا الشعب يظلم بهذا المقدار ؟
و هو الذي لم يتخذ من ألقاب الشعوب سوى شعب المليون حافظ للقرآن .
شعب تشرف بحفظ كتاب الله و تفوق بين شعوب الارض بحفظ القرآن و اشتهر به .
إذن من هم هؤلاء ؟
من اين جيء بهؤلاء ؟
من اين جيء بالمغول ؟
اين ذهبت أخلاقنا ؟ اين تركنا ديننا ، اين انسلخنا من اصولنا ؟
لماذا نحن لسنا نحن ؟
لماذا يقودنا أراذلنا ؟
و الى متى يا ترى و كم سنخسر ؟

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :