عثمان البوسيفي
. هذه البلاد كتب عليها أن تعيش سنوات عجاف وفي كل مرة تكون الانتخابات هي حلم الشعب المقهور والحالم بحياة أفضل لكنها لا تعرف أن الانتخابات ليست هي من يصنع غدا يحلم به البسطاء وربما تكون مجرد إعادة لتدوير نفس النفايات السابقة وإن كانت بأسماء جديدة مع التقدير للعدد الصغير الذي يهتم بوجود تغيير حقيقي على أرض الواقع لكن السؤال المستمر هل تحدث الانتخابات وسط كل هذا الكم الكبير من المليشيات وتجار الأزمات وبيادق الخارج؟
والأسئلة تتوالى لو حدث وأقيمت الانتخابات كما تريد سيدة العالم أمريكا هل تستطيع صناعة وجه آخر لهذا البلد النائم على ثروات طبيعية وتخلف شديد وفساد جعل من البلاد مضرب مثل في الفساد والدمار؟ . البعض يعتقد أن الانتخابات ربما في حدها الأدنى تأتي بأوجه جديدة تستطيع حلحلة ما نحن فيه من مشاكل تنمو كل يوم وتزداد دون وجود لحلول واقعية . البسطاء يرغبون في رؤية رئيس تأتي به صناديق الانتخابات حتى وإن كان مجرد ظل في وجود بلطجية يعملون لصالحهم فقط وصالح من يساهم في استمرار وجودهم . البسطاء همهم الأول كيف يتحصلون على طعام يسد أفواه صبية صغار لا يعرفون أنهم ضحية واقع بائس وعشرية بائسة أتت لتحصد ما تبقى من أحلامهم البسيطة جدا .
الصراع يتواصل من أجل زيادة المرتبات عند شرائح معينة تتحدث عن ظلم طالها ويحيل كثير من القوة البشرية إلى قطاع عام مهترئ يحصد جل ما تنتجه البلاد من نفط والبقية يستحوذ عليه اللصوص وقطاع الطرق . في الوقت الذي يحلم فيه البعض بوجود الرئيس هناك بؤساء حلمهم بنزين لسياراتهم المتهالكة ورغيف خبز في سباق لا يتوقف عن رفع سعره وفي كل مرة يرتفع سعره يلجأ البسطاء إلى السماء علّ ربها يفرج عنهم فيما وكلاء الله على هذه الأرض يسرقونها مع مطلع كل شمس .
في ظل غياب تام للأجهزة الضبطية التي تصرف دائما هل من مزيد من المال ليذهب سيارات وأثاث. الحكومة الحالية التى أتت لتمهيد الطريق للانتخابات قامت بالتمهيد لنفسها وصرفت قرابة العشرة مليار دينار في ثلاثة أيام من أجل عودة الحياة لجسد ميت ..