انتخابات المجالس البلدية ما بين:( مواطنون يعزفون عن التسجيل ، و ركود الأنشطة التوعوية)

انتخابات المجالس البلدية ما بين:( مواطنون يعزفون عن التسجيل ، و ركود الأنشطة التوعوية)

هل يصل الليبيون إلى طموحهم السياسي؟

استطلاع : زهرة موسى

 باشرت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات منذ مطلع يناير 2024  الماضي  استعداداتها للبدء في انتخابات  المجالس البلدية (المجموعة الأولى) و سيتم خلاله انتخابات 60 مجلسا بلديا في مختلف مناطق ليبيا،  ضمن 106 مجالس  مخطط انتخابها هذا العام .

ولكن على الرغم من الأنشطة التوعوية التي أطلقتها المفوضية و مؤسسات المجتمع المدني إلا أنه لم يشهد إقبالاً كبيراً للمواطنين على التسجيل و لهذا أصدرت المفوضية  قراراً بتمديد فترة التسجيل حتى السابع من يوليو الجاري ، لإتاحة الفرصة أمام المواطنين للمشاركة في الانتخابات البلدية.

عزوف عن التسجيل.

يقول الإعلامي ” نصر امغار ” إن دور المجتمع المدني هام جدا في نشر الوعي الانتخابي و توعية المجتمع إلا أنه كما نشاهد على الواقع لايزال دور المجتمع المدني ضعيفا في هذا المجال كون أغلب المواطنين غير راغبين في المشاركة لأسباب عديدة وهذا يصعب مهمة مؤسسات المجتمع المدني في تأدية مهمتها بالشكل المطلوب ، و لهذا على المجتمع المدني إيجاد وسائل توعية بديلة عن التي يستخدمها منذ فترة من الزمن.

و يضيف ” أبرز التحديات التي تواجه النشطاء في  التوعية الانتخابية عدم رغبة المواطن في المشاركة الانتخابية و عدم الإقبال على حضور البرامج التوعوية سواء ندوات أو ورش عمل ويرجح أسباب ذلك أن المواطن فاقد للثقة تجاه المجالس البلدية بسبب ضعف الأداء و تلبية طموحاته بتوفير الخدمات اللازمة، و هذا الأمر سيساهم بشكل مباشر في عزوفهم عن المشاركة أو التسجيل.

و تعتقد ” الصحافية عزيزة محمد” أن مؤسسات المجتمع المدني تقوم بعمل نشط جدا جدا  مواكبة لكل التحديثات للعملية الانتخابية ، و تسعى لبذل جهد كبير في رفع مستوى الوعي السياسي  للمواطنين.

و أضافت ” المشكلة لا تكمن في قلة الوعي ولكن  تكمن في أن الناخب لم يعد مهتما بالمشاركة في هذه العملية و هذا أمر واضح إذ تابعنا أرقام المسجلين حتى الآن.

و أعربت ” تشهد المنطقة الجنوبية  هذه الفترة موجة من الحر تكاد تمنع الفرد من الخروج و المشاركة بأي نشاط كان ، و عن نفسي لن أرغب في الخروج في هذا الطقس حتى للإدلاء بصوتي.

و يقول الناشط المدني ”  أحمد التواتي ”  ساهمت مؤسسات المجتمع المدني في رفع مستوى وعي المواطنين ولكن ليس بشكل كبير لازال الناس يحتاجون  إلى التوعية بشكل مكثف خاصة هذه الفترة مع إقبالنا على انتخاب المجالس البلدية.

فقدان الثقة بالمفوضية

مضيفاً ” بأن عديد التحديات تصعب على النشطاء مهمة التوعية و أهمها  تجديد الإشهار للمنظمات أو الجمعيات بسبب تعطيل التجديد فإنه يصعب عليها التعاون مع جهات أخرى لإطلاق برامج التوعية و ذلك بأن المؤسسات تفقد شرعيتها حتى يتم تجديد إشهارها ، و أيضا الخوف من تأخر المفوضية الانتخابية في موعد بدء الانتخابات ، و كذلك عدم وجود دعم حقيقي للمجتمع المدني أيضا يساهم في تقليص دوره على أرض الواقع.

مشيراً إلى أن ” دور المجتمع المدني بات ضعيفا بسبب عزوف المنظمات في تسجيل المراقبين في مفوضية الانتخابات ورغبتهم الجادة في إنجاح العملية الانتخابية، وكذلك التجارب السابقة لاننسى أن عدم التأخر في بدء  الانتخابات في وقتها أثر كثيراً على الرأي العام ، وبسبب فقدان الثقة لدى المنظمات وكذلك انعكس على المواطنين وأصبح هناك عزوف كبير في التسجيل ، و على الرغم من ذلك فإن هناك  بعض مؤسسات المجتمع المدني التي لا تزال رغم كل المعيقات تسعى إلى إرشاد وتوعية المواطنين عن أهمية التسجيل و الإدلاء بصوتهم في الانتخابات.

ركود في مجال التوعية.

ذكرت ” الناشطة المدنية  مريم مشمور ” في العام 2023 كان دور مؤسسات المجتمع المدني ممتازا ، و نشاطها بارزا في مجال التوعية الانتخابية و كان ذلك واضحا للجميع ، و لكن في العام 2024 يعتبر نشاطها ضعيفا جدا و يوجد ركود بشكل عام في برامج التوعية الانتخابية .

و أردفت ” قد يعاني النشطاء عديد التحديات التي قد تصعب عملية التوعية منها عدم تقبل بعض المواطنين لفكرة الانتخابات أساساً ، على الرغم من أن الأعوام الماضية كانت زاخمة ببرامج التوعية إلا أنه حتى الآن توجد فئة كبيرة من المواطنين أصيبوا بخيبة أمل  من التجارب السابقة للانتخابات لعدم مصداقية الأشخاص الذين تم انتخابهم.

و أكدت ” برامج التوعية ساهمت في عرض المعلومة  و إيصالها للمواطن و لكن للأسف أثرها على الواقع غير موجود لأنها فقط أوصلت المعلومة و لم تساهم في تطبيقها، و حتى الآن مع قرب موعد الانتخابات فإن التسجيل لا يزال ضعيفا للغاية.

و أوضحت ” حواء بادي ” مؤسسات المجتمع المدني دورها مهم من ناحية توعية المجتمع بضرورة المشاركة في انتخاب من يمثلهم في المجالس البلدية ، و قد ساهمت بالفعل في نشر الوعي و من خلال تجربتي الشخصية فأنا اكتسبت الوعي الانتخابي من خلال برامج التوعية.

أشارت إلى أن ” أبرز التحديات التي تواجه نشطاء المجتمع المدني في التوعية هي كيفية إقناع المجتمع بالتسجيل و الانتخاب ، وذلك بسبب الخذلان المتكرر،  فكم من شخص ينتخب و يعطي وعودا و بمجرد توليه المنصب لا يفي بوعوده، هذا أبرز تحدٍ يواجهنا كنشطاء في الحملة التوعوية للعملية الانتخابية.

و أفادت ” عفاف التركي ” لا يخفى على أحد الدور الحيوي الذي تلعبه  مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز المشاركة في انتخابات المجالس البلدية ، كما أنه يعتبر  حلقة وصل بين المواطنين و الجهات السيادية.

و أضافت ” ساهم النشطاء برفع مستوى وعي المواطنين بنسبة 50% و ذلك من خلال  تنظيم حملات توعية وتثقيف المواطنين حول أهمية المشاركة في الانتخابات لتسهيل الوصول إلى المعلومات الانتخابية للمواطنين وتسهيل الحوار بين المواطنين والمترشحين.

و ذكرت” من واقع تجربتي فإن العمل في مجال التوعية يصحبه عدة صعوبات  منها صعوبة الوصول للمناطق المهمشة أو القرى البعيدة والضغوط والتهديدات من جهات سياسية أغلبها مستفيد من عدم توعية المجتمع بأهمية الانتخابات، ونواجه أيضا صعوبة إقناع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات.

و أفادت ” نجوى الزوي إعلامية “دور المجتمع المدني ضعيف جدا ، ولم تعد كما السابق خاصة في العمل على التوعية الانتخابية ، و بينما من المفترض العمل على تغيير الفكر المنتشر لدى المواطنين حول  عدم أهمية الاختيار الصحيح و أهمية المشاركة أساسا في العملية الانتخابية .

أضافت ” البرامج التوعوية المكثفة تساهم بشكل كبير في حث المواطنين على المشاركة الصحيحة ، فأذكر أن عديد المؤسسات تعمل في الفترة الماضية على التوعية من خلال التعاون مع الوسائل الإعلامية ، من خلال إعداد حلقات في الراديو و غيرها ، و لكن نشاطها قل مع الوقت ، بينما المفوضية العليا للانتخابات فهي نشطة جدا خاصة هذه الفترة تطلق العديد من الأنشطة التوعوية المختلفة.

سلبية المواطنين.

ذكرت أن ” من أكثر الأمور التي قد تصعب على النشطاء عملية التوعية هي سلبية  المواطنين وعدم القدرة على إقناعهم  بالمشاركة ، و كذلك عدم تقبلهم للتوعية  ضنًا منهم أن النشطاء يسوقون للتوعية لاختيار أفراد معينين ، و الأمر عكس ذلك تماما ، و أيضا أن المواطنين يرون إخفاق اختياراتهم السابقة و يخافون إعادتها مجددا .

تقول إحدى ” سفيرات التوعية الانتخابية بالمنطقة الجنوبية  ” بدأنا بعملية التوعية من قبل فتح التسجيل و كنا نعمل على توعية المواطنين حول آلية ربط الرقم الوطني برقم الهاتف ، و استمررنا بأنشطتنا التوعية بعد فتح التسجيل و ذلك لحث المواطنين على التسجيل و على الرغم من أن العمل على التوعية مكثف هذه الفترة إلا أنه  بحسب الأرقام و الإحصائيات المنشورة  من المفوضية فإن التسجيل  لا يزال ضعيفا بعض الشيء ، أتمنى جدا أن يعي المجتمع أهمية التسجيل  و أنه بدون التسجيل لن يستطيع أي مواطن الإدلاء بصوته ، فصوت واحد يمكن أن يصنع فارقا باختيار الشخص المناسب من عدمه.

أضافت ” من خلال عملنا كسفيرات تعاونا مع مؤسسات مجتمع مدني مختلفة على مستوى البلاد من اجل الوصول لأكبر قدر ممكن من المواطنين ، و لكن هذه الفترة كان من المفترض أن نشاهد حراكا أكثر نشاطا لمؤسسات المجتمع المدني في التوعية الانتخابية عكس الواقع الذي يؤكد ضعف عمل المؤسسات بهذا المجال.

ذكرت ” زينب  محمد ناشطة مدنية  ”  يعمل النشطاء بكل جهدهم للرفع من توعية المواطن في المجال الانتخابي ، و لكن على الرغم من ذلك فإن وعي المجتمع لا يزال ضعيفا ، فهناك ضعف في التسجيل و حتى الأفراد الذين أقدموا على التسجيل فإن ذلك راجع إلى  انتخاب  صديق أو قريب، وليس من أجل اختيار الفرد الذي يمثل طموحهم وتطلعاتهم في المجلس، لذلك فإنني أرى أن البرامج الانتخابية للمرشحين لن يكون لها دور فاعل في الوقت الحالي، ولذلك لن تنجح المجالس البلدية ولن تحظى بثقة المواطن.

أضافت ” و نشهد أيضا  انعداما للثقة بين المواطن والسلطات التنفيذية بسبب انعدام الخدمات الأساسية وعدم تنفيذ تلك السلطات برامجها السياسية التي أعلنت عنها وتعهدت بتنفيذها قبل الانتخابات السابقة ، و لهذا فإن هذه المرحلة تحتاج جهودا جبارة من المفوضية و النشطاء لإرجاع ثقة المواطن و فهمه أهمية المشاركة و التسجيل .

ارتفاع نسبة تسجيل النساء.

نشرت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عبر صفحتها أنه ” تحت إشراف وحدة دعم المرأة أطلقت سفيرات التوعية الانتخابية بداية من تاريخ 25 يونيو 2024 حملة طرق الأبواب، لتحفيز النساء على التسجيل في سجل الناخبين لانتخاب المجالس البلدية المستهدفة في المجموعة الأولى، حيث قامت السفيرات بزيارات إلى البيوت والتجول في الأحياء السكنية من أجل التواصل مع النساء وتحفيزهن على المشاركة في التسجيل.

وشهدت فعاليات اليوم العاشر من حملة طرق الأبواب ارتفاعاً في نسب تسجيل النساء، حيث ارتفعت نسبة النساء المسجلات بسجل الناخبين إلى 25% من عدد المسجلين الكلي بسجل الناخبين، بعد أن كانت نسبة النساء قبل بداية إطلاق الحملة 15% من عدد المسجلين الكلي بسجل الناخبين.

وشاركت في حملة طرق الأبواب عدد (23) سفيرة توعية في البلديات المستهدفة، حيث ساهمت السفيرات في توضيح طريقة التسجيل وتقديم المعلومات الكافية حول عملية انتخاب المجالس البلدية.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :