البانوسى بن عثمان
هذا التركي الذى نراه في هذا الزمن . وهو يتحرك ويتنقل وبتوتر ظاهر , تطفح به , وتقوله لغة جسده . وهو يحمل معه وبين يدّه الخراب , الى اينما حل . من اسيا الوسطى الى شمال افريقيا ومن شرق المتوسط الى باب المندب ومن البحر الاسود الى القرن الأفريقي , الى غيرها من الاماكن والامصار . ولكن هل هذا التركي يمتلك من الموارد الكافية بشرية كانت ام طبيعية , تمكنه من كل هذا العبث بالاستقرار والسلم الدوليين . والى ما يرجع غض الطرف عنه , من جانب الدول النافدة في هذا العالم البائس .
قراءة ذات مرّة . ما نُسِب الى مصطفى كمال اتتورك . اذ قال ما معناه :- سيكونالاتراك على استعداد تام , للعق ما تفرزه امعاء الأوربي . اذا كان ذلك يجعل من الغرب يقبل بهم كأوروبيين , ويعاملهم ويتعامل معهم على ذلك . . قد نعتقد ان الرجل , قد صدر عنه هذا القول . عندما نعرف بانه ذهب بعيدا . في مُحاكات ومُغازلة الغربى الغالب . الى الحد الذى دفع بالرجل , الى اعتماد الحروف اللاتينية , بديل عن الحروف التركيه في الكتابة .
وقد انتبهت في تقديرى . بعض الدول النافدة في الغرب – انجلترا مثلا – الى قول مصطفى كمال اتتورك . فالتقطت هذه الرغبة . هذه الامّنية التركية . هذا الانبهار التركىبالأخرالغربي . لتصنع من مادته وتنسج من مضمونه حبل الوصل ,الذى يشدْ التركي الى الغربى . وحرصت على ان يكون الحبلمشدود وعلى نحو دائم , كى لا يطاله التحلل والتفكك والاهتراء .
كنت احاول الوصول بالقول . بان العلاقة المَرَضية – في تقديرى – التى تشدْالتركي الى الغربى , قد اُسست وضُبطت وارتكزت , ومند الايام الاولى , لولادة دولة تركيا الحديثة , على هذه القاعدة * تركى يسعى ويجتهد , ويعمل كل ما بوسعه لإرضاء الغربى . كى يقبل به كأوروبي ويعامله كذلك . *وغربي مُشبع بقدر عالي من الدهاء والانتهازية . يحاول ودائما .ان يٌوظف ويستغل هذه الرغبة الأمّنية عند التركى , المقرونة بالانبهار بالسيد الغالب . في كل ما قد يعود علية بالنفع والفائدة . ولا يتورع هذا الغربىالبتة , ومتى سنحت الفرصة . عن توظيف واستغلال هذه العلاقة المَرضية , ليجعل من التركى مِنّشفة , تكّفيه وتقيّهالتلوثبأثار الأعمال القذرة .
وكان هذا الغربى ودائما . يحاول الابقاء عليهذا الحبل مشبع بقدر ملائم من الحميمية , قد يكون احد وجوهها , ضم هذا التركي الى ما يُعرف بقوات حلف الناتو . ويعززعمله هذا . من وقت واخر , برمي ما اصطلح عليه بالجزرة , مقابل كل عمل وجهد متميز , يقوم به التركى في خدمة السيد الغربى . ولكن وفى ذات الوقت لا تُفارق العصاء يده . وبعد كل ما تقدم . آلا نستطيع وسّمْ هذه الحالة , الغير سويّة , بمُتلازمة اتتورك .
كنت احاول الوصول بالقول . على الهيئة الاممية – في تقديرى -ودول حوض المتوسط , والمحيط الاقليمىوالدولى للجغرافية الليبية . الذى يسعى الى مُشاغلة التركى, على نحو مؤثر وفعّال , التوجه اولا الى معّرفة , اى الدول الغربية التى تسّتتر برغباتها وطموحاتها وراء هذا التركى . وتحاول ان تجعل منه عصاتها بليبيا وغيرها. فما التركى- في تقديرى – ليس غير صداء في شطحاته ولمزاته لرغبات وطموحات السيد الغربى .
ننبش كل هذا من مخزون ذاكرتنا , ونسّتدعيه مكتوب على هذه الصفحة , ليس فقط من اجل ليبيا , بإبعادها عن ان تكون قاعدة لوجستية لتغديت النشاط الارهابى في محيطها الاقليمىوالدولى . من خلال اعدادها وتجهيزها لتكون فضاء واسع , باتساع وعائها الجغرافى , يضم معسكرات تجمع وتدريب وتأهيل . ومخازن امداد . للإعاشةوالسلاح والعتاد حربى . وخزان للقود والطاقة الخ . بل ففى ابعاد ليبيا عن ان تكون كل هذا . تأسيس وتقّعيد , لإطلاق وتحرير خطوة في اتجاه الاستقرار والامن والسلم العالميين , في حوض المتوسط الحيوى ودوله , وتامين رقعة الشمال والغرب الافريقىالمستهدف .انتهى.