( فسانيا / نعيمة المصراتي / 20– 3 – 2017 ) ….
لا أريد الخوض في التفاصيل أو أقول نثراً أدبياً عن الدين والأخلاق والإنسانية …. تذكرون قصة السيدتين اللتان عثر على جثتهما واللتان أعلن اختفائهما مع أربع أطفال في 25 – 9 – 2016 حيث عثر على الجثتين بدون الأطفال البنات ثم عثر على طفلة وطفل من الأربع وهم أخوة أبناء إحدى السيدتين بعد أسبوع من العثور على السيدتين مقتولتان .
القصة باختصار للطفلتين التي تم العثور عليهن في 19-3-2017 :
الأطفال بنتان شقيقتان إحداهما في عمر 5 سنوات والأخرى 4 سنوات فقدتا مع والدتهما وصديقتهاوابنها وابنتها ، في 25 سبتمبر 2016 وبمنطقة غوط الرومان شرق تاجوراء تم العثور على جثت السيدتين بدون الأطفال وبعد أسبوع تم العثور على أبناء إحدى السيدتين بالقرب من مستشفى الجلاء بطرابلس وفي 19 مارس 2017 ثم العثور عبى على الطفلتين ,
حيث تم العثور عليهما بعد نحو 6 أشهر في مكب للقمامة بالقرب من السفارة المصرية يبحثن عن آكل ولم يعد يعين شيء تم الإبلاغ عنهما بمركز شرطة الأوسط ثم زاوية الدهماني والذي بدوره قام بإحالتهما لنيابة تاجوراء بعد تم التعرف عليهما واتضح أنهما يعودان لإحدى السيدتين اللتان وجدتا مقتولتان بغوط الرومان بتاجوراء باعتبار الواقعة حصلت هناك .
تقول جدتهما :
لقد وجدناهم في حالة يرثى لها ونفسيتهما مدمرة وأصبحن عصبيتان جداً وعلى جسدهما أثار تعذيب كلاهما جسمها محروق بآثار السيجارة في قدميهما في أجنابهما وظهريهما لا يستطيعان المشي بطريقة سليمة والمعتادة قبل الاختطاف تعرضا لحالة اغتصاب لا يستطعن الحديث بشكل جيد بعكس ما كانتا عليه قبل الاختطاف فهن الآن دائمي الصياح والبكاء وطلب الأكل بعصبية ويتصرفان في الأكل بطريقة غريبة جداً شعرهم أصبح كالحجر يحتاج لقص بمقص غليظ باختصار في حالة يرثى لها نفسياً جسدياً ولا أستطيع وصف حفيداتي اللواتي كانتا يعجا حيوية ونشاط وطلاقة في اللسان وذكاء كغيرهما في سنهما كأطفال ، مشيرة جدتهما أنه سيتم عرضهما على الدكتور الشرعي .. وأضافت جدتهما : أن جدهما توفي بعد مقتل والدتهما واختفائهن بأسبوع من تأثير الصدمة ،
وقالت وهي في حالة يأس وبؤس وصدمة ومشاعر مختلطة بالحزن والفرح : ما ذنب هؤلاء الأطفال تسرق منهم براءتهم ما الذي اقترفوه حتى يحدث لهما هذا ولوالدتهما وصديقتها ؟ أين نعيش نحن ؟ أين نحن ؟ كيف ولما يحدث هذا ؟ ولما ؟ 6 أشهر ماذا حدث لحفيداتي حتى يعودوا بهذه الحالة المزرية النفسية والجسدية ماذا فعلوا بهما ؟؟؟ حتى كادوا ينسوا أنفسهما إن لم يكن فعلا تناسوا أنهما أطفال وأين كانوا؟ ولماذا جاءا بهذه الحياة البائسة ؟ 6 أشهر جعلتهما وكأنهما ولدوا من جديد في مكان غير إنساني وحضاري وهذا عالمهم ؟ هؤلاء المجرمون فعلوا بهما هكذا حتى ينسوا كل شيء وأين كانوا وجعل منهما بالكاد يدركن أي شيء ، فعل إجرامي دمر الأسرة بالكامل ابنتي اختطفت وقتلت وخطفوا معها بناتهما ، لا تعلمون حجم المأساة النفسية التي تركوها عندنا وعند أقارب ابنتي وبناتها وصديقتها رحم الله ابنتي ورحم الله صديقتها وعشنا أيام عصيبة لا ندري أين هن وهل هما على قيد الحياة أم لا لدرجة كنا نتمنى اتصال من المجرمين لربما يطلبون فدية كما اعتدنا في هذه السنوات تخيلوا حجم المأساة فقدان أطفال وموت والدتهما مرمية في إحدى الغابات مقتولة .. ثم تستدرك وتقول : الحمد الله أنهما وجدناهما على قيد الحياة وبالكاد تعرفا علينا وتذكروني .. ولكن لن أسامح من اقترف في حقهما هذه الأفعال المشينة التي تدل على وحشية وهمجية أصحابها لن أسامحهم في الدنيا ولا في الآخرة عند الله سبحانه وتعالى العادل القوي الجبار الحق الذي لا يظلم عنده أحد وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم حسبي الله ونعم الوكيل فيهم .( فسانيا / نعيمة المصراتي / 20– 3 – 2017 ) ….
الصور والفيديو إلتقطا في يوم الاثنين 20 – 3 – 2017 بمستشفى القلب بتاجوراء أي بعد 24 ساعة من العثور عليهما .
