بركات النيل

بركات النيل

  • محمود ابوزنداح asd841984@gmail.com

نهر النيل هو السد الأخير الباقي من انهار العرب وهو أيضا الساتر لمنع تصحر المنطقة العربية ، ولو أخذنا مفهوم النيل من المنظور المادي فقط كما يفعل العقل الاسرائيلي والعاملين معه فإن قيمة النيل رخيصة لديهم ولا يستحق التصعيد والمجاهرة حول منبع الحياة . الأنهار المشتركة التي تقع بين الدول المختلفة تكون الحصص محفوظة فيما بينها وفق قرارات الأمم المتحدة ولا يجوز المساس بالمياه أو منعها دون اتفاق مشترك ولايقبل التحرك الاحادي . نقطة عالمية واضحة لمن أراد السلام ولكن غامضة لمن أراد التهرب من مسؤوليته وتأخره إلى وقت بعيد !حتى تعبئة السد وانحصار تدفق المياه عن دولتي السودان ومصر ، بمعنى أن الخطر قد يكبر ويصبح الجفاف واقعاً . ولكن لماذا مصر أعلت صوتها بدايةً ثم التزمت الهدوء والسودان فعل العكس وليبيا تنظر من بعيد !! ببساطة لأن مصر هي المتضرر الأول ولكن لن يكون الأخير ،فالسودان لها النصيب الأكبر بعد دولة المنبع ويصبح لديها ورقة تفاوض مع مصر حول النيل مستقبلاً وحول احتلال مصر لمنطقة حلايب وشلاتين حسب المنظور السوداني . الكل يبحث عن مستقبله السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، فالنيل يرسم خطوط بعيدة تطيح بحضارات كبيرة وليس فقط بدولة أو رئيس دولة متقوقع على نفسه ويرسم خطوطه هي أقرب اللغة الفرعونية التي غلب عنها الزمن وانتهت . ليبيا والنيل …. حاول القذافي رسم خطوط عريضة بمسافة النيل نفسه فقد عرف معنى انحدار النيل وعلم ان ارض الجنوب أخفض من الشمال وإذا وصل النيل ملامس الحديثين فإن النيل قادم لامحالة ، افريقيا تعلن الوفاق مع ليبيا ومصر تعلن الفراق إذ شرب 3 مليون ليبي من نهر النيل ، في زمن العطش لا مفر من أخراج النهر الصناعي من تحت الارض ، طالبت مصر بحقها فيه وأخرجت صور بان النهر الصناعي ماهو الا نهر النيل يسرق من تحت الارض . لم تفصل ليبيا او مصر في هذا القول ولكن المنظمات الدولية ومنها ناسا قد أقرت بعد أن أفرجت عن صور تفيد بوجود بحر كبير من المياه العذبة يعادل بحر الأحمر تقريباً بولاية برقة الليبية . ذهب القذافي وذهبت معه خطوطه العريضة وغيرها من الخطوط ،وجاء المنظر الجديد يرسم خطوط هي أقرب لتفريط منها عن التعويض . مع منع حمل السلاح بولاية سيناء بقرار إسرائيلي وايضا تفجر الوضع شمالاً والحرب غرباً والإضراب جنوباً فان الحصار على مصر قد أصبح خطيراً مع اعلان اثيوبيا ، صار لزاماً على مصر اعلن الخطوط الحمراء ولكن اين ؟؟؟جنوبا ام شمالاً ام شرقاً ام عند الأقل والأضعف ليبيا !! وبعد الف كيلو من حدودها؟ هل تعالج الأمر وأصبح النيل أكثر أماناً ،ولكن لماذا ليبيا ؟ هل لانها الإسفنجة التي تمتص مشاكل مصر دائماً ام انها الشرطي الذي يحمي أوروبا والمنطقة ام ان ليبيا بها منطقة نفط كبيرة وايضا مياة حسب التقارير الدولية مما اذى الى هذا الإعلان المفاجئ من الشقيقة – مصر حتى يحصل الشقاق أكثر بين الشعب الواحد وبين الدول الراسمة الخطوط والحدود بين الأخ والشقيق والصديق على أرض هي امتداد خطوط من دماء الشهداء والمناضلين الوطن قد يصبح لزاما ً عليها استقبال الاخوة اذا اصابها لاسمح الله الفقر والجوع والعطش مع انفجار سكاني او ثوري هائل

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :