فسانيا : عمر بن خيلب.
لأول مرة في ليبيا، تتحول مدينة بنغازي إلى منصة عربية للإعلام، مع انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي الأول للإعلام العربي، الذي يجمع نخبة الإعلاميين والصحفيين العرب في حدث يمثل محطة مفصلية في مسيرة الإعلام الليبي والعربي الحديث.

ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل استقرار نسبي وأمن يتيحه الواقع الميداني، ما يعكس الجهود المبذولة من قبل القوات المسلحة الليبية لتوفير بيئة آمنة تتيح للقطاع الإعلامي ممارسة دوره بحرية ومهنية، وإبراز صورة حقيقية للبلاد أمام العالم.

يمثل المؤتمر فرصة لإعادة تشكيل الهوية الإعلامية الليبية من خلال عرض التجارب الناجحة في الإعلام التقليدي والرقمي، ومناقشة التحديات التي واجهها الإعلام الليبي خلال السنوات الماضية، وبحث سبل تأسيس إعلام مهني قادر على نقل الخبر، وبناء الثقة مع المجتمع، والمساهمة في تعزيز التواصل العربي المشترك. ويعكس الحدث أيضًا أهمية التعاون والتكامل بين الإعلاميين العرب، واستلهام أفضل الممارسات، ورفع مستوى الأداء المهني عبر ورش عمل وجلسات حوارية متخصصة.

تكتسب جلسات المؤتمر هذا العام عمقًا إضافيًا من خلال لجنة صياغة الجلسات الحوارية، التي تضم كفاءات إعلامية ليبية بارزة، يمثل المؤتمر أكثر من مجرد تجمع إعلامي؛ إنه محطة استراتيجية لإعادة تشكيل الهوية الإعلامية الليبية، واستلهام أفضل التجارب العربية، وتعزيز التعاون بين الإعلاميين العرب.
ويكتسب هذا الحدث عمقًا إضافيًا من خلال لجنة صياغة الجلسات الحوارية، التي تضم أبرز القامات الإعلامية والصحفية الليبية، وهي: ‘أ. سالم الهنداوي ‘ كرئيس للجنة، ‘د. عرفات معيوف ‘ مقرراً، إلى جانب الصحفية ‘ سليمة بن نزهة’ ، والإعلامية ‘عفاف عبد المحسن’ ، والإعلامي ‘ باسم جمل ‘ ، ما يضمن أن تكون محتويات الجلسات موضوعية، ومهنية، ومرتكزة على واقع الإعلام الليبي والعربي، مع التركيز على التجارب العملية والرؤى المستقبلية.

تتناول الجلسات الحوارية موضوعات محورية تتعلق بدور الإعلام في مناطق النزاع، وحماية الهوية الوطنية، وتعزيز المصداقية في الإعلام الاقتصادي والرياضي، بالإضافة إلى قراءة معمقة لدور صناع المحتوى في العالم العربي، وكيفية دمج التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي مع الرسالة الإعلامية لتعزيز التأثير وتوسيع نطاق الوصول.
ويعد المؤتمر أيضًا منصة لإبراز تجارب إعلامية نسائية بارزة، من خلال جلسة خاصة مع الإعلامية ‘مي شدياق ‘، التي سلطت الضوء على تجربتها في مواجهة التحديات المهنية، لتصبح نموذجًا للإصرار والاحترافية، ورمزًا لقوة الإعلام وقدرته على مقاومة الصعوبات، وصناعة خطاب إعلامي متوازن وجاذب.

ويشارك في رعاية المؤتمر مجموعة من المؤسسات الوطنية والدولية، ما يعكس الاهتمام بتعزيز البنية التحتية الإعلامية وتطوير الكفاءات المحلية، إلى جانب فتح آفاق التعاون مع القطاع العربي. ويطمح المشاركون إلى أن يسهم المؤتمر في تعزيز الإعلام الليبي كمنصة مهنية قادرة على تقديم محتوى موثوق، والمساهمة في استقرار المشهد الإعلامي العربي، وترسيخ ثقافة الحوار والتفاعل البناء بين الإعلاميين والمؤسسات والمجتمع.
يمثل المؤتمر في مجمله خطوة نوعية نحو إعادة بناء الإعلام الليبي، وجعله لاعبًا فاعلًا في المنطقة، وقادرًا على التواصل الفعال مع الجمهور العربي والدولي، من قلب مدينة بنغازي، ليكون منصة لإبداع إعلامي عربي يتجاوز الحدود التقليدية، ويجمع بين المهنية والجرأة والهوية الوطنية.














