بنغازي تصافح شمس على نوافذ مغلقة

بنغازي تصافح شمس على نوافذ مغلقة

الكاتبة القاصة ليلى المغربي :

أعول كثيرا على أن الثقافة تستطيع أن ترسخ مفاهيم قبول الأخر ونبذ الحرب والعنف

صافحت شمسهم على نوافذهم المغلقة / حنان علي كابو :: تصوير / ريم العبدلي
منذ عودتي من احتفاء “شمس على نوافذ مغلقة ” وأنا أحاول أن أرتب إلتقاطاتي ، أن أفك نشوة الحدث أنا المآخوذة ، أن أرتب أبجدية الكلمات وأن أختصر عامين ونيف في أسطر .
ليس سهلا مطلقا أن تؤسس لأرضية ثقافية هدفها سامي جدا وتستقطب وجوه جديدة تمد لها جسر من المودة وتفتح أمامها أفاق من المستقبل الواعد
تركت مؤسسة أريتي للثقافة والفنون – منظمة ليبية وطنية غير هادفة للربح تسعى لدعم وتوجيه وتسهيل الإبداع الفني والتبادل الثقافي بداخل ليبيا، ومع الدول المجاورة لها – بصمة مميزة في المشهد الثقافي الليبي ،لجديتها في الطرح والنهوض بالذائقة العامة ،
وهي مؤسسة أهلية أسسها كل من الشاعر خالد مطاوع وزوجته الفنانة التشكيلية ريم جبريل في محاولة منهما لإثراء المشهد الثقافي الليبي بشتى انواعه فقد انبثق عنها نادي أريثي للقراءة أو ما عرف ب “قرأت لك” ونادي أريتي للسينما الذي إختار للعرض يومين من كل إسبوع والذي لاقى هذا النادي نجاحا منقطع النظير من محبي الفن السابع من شرائح عمرية مختلفة كذلك من اوساط ثقافية وفنية وأعضاء السلك الدبلوماسي للعديد من الدول بعد الحرب العالمية.
وتكملة لمشروعها الثقافي أقامت مؤخرا بإصدار كتاب يضم نصوص مختارة من أعمال الشباب في مجالات الشعر والقصة من مختلف أنحاء ليبيا
وببنغازي شهد مركز وهبي البوري الثقافي أحتفاء خاص بهذا الكتاب ” وبرعاية مؤسسة أريتي وودعم دارف للنشر وبالتعاون مع مكتب الثقافة والاعلام بنغازي .
أستهلت الأمسية التي حضرها ثلة من المثقفين من طرابلس وبنغازي والبيضاء ودرنة بعزف لمقطوعة موسيقية على العود للشاب مصطفى نجم أدار الأمسية المذيع حسام الزوام وأستهلت أولى الكلمات للسيدة مدير مكتب الثقافة والأعلام بنغازي مناجي بن حليم التي كانت مقتضبة مشيرة إلى دور الأدب في الأحتفاء بالحياة معولة على دور الثقافة في دعم كل شرائح المجتمع .
وأكدت السيدة رحاب شنيب رئيس قسم النشاط بمكتب الثقافة والاعلام على أن مكتب الثقافة مفتوحا للجميع وأعربت عن سعادتها العارمة بالوجوه الشابة أيقونات للحركة الثقافية الليبية .
وفي كلمة المشتركة لكل من الدكتور خالد مطاوع والسيدة ليلى المغربي للحديث عن كتابهم المحتفى به أشارا إلى دور هذا الكتاب في لفت الأنتباه لجيل جديد من الأدب الليبي وأيمانا منهم بدورهم الخلاق .
عقب ذلك أفسح المجال للشباب المحتفى بهم لألقاء نصوصهم الأدبية والأدباء الشباب هم “أمل بنود ، أحمد الشارف ، انتصار البرعصي ، جمانة الورفلي ، سراج الدين الورفلي ،شكري البيدي ، غدي كفالة ،فيروز العوكلي ”
وأختتمت الأمسية بقصيدة شعرية مغناة حملت عنوان “لابد من ليبيا وأن طال النضال ” كلمات أحمد الزليطني ، والصادق السوسي .
وعزف وغناء مصطفى نجم –بوبكر محمد
في دردشة خاصة لصحيفة فسانيا التقيت بالأستاذة ليلى المغربي التي قامت رفقة الدكتور خالد مطاوع بتحرير الكتاب ، بالإضافة لكونها كاتبة وقاصة
” ائتلاف وميضين ”
وعن أنبثاق الفكرة وأهدافها أجابتني بابتسامتها المشرعة الأستاذة ليلى قائلة :
كان من ضمن أنشطة مؤسسة أريتي التي يرأسها الدكتور خالد مطاوع عروض للسينما ، ومن ضمن الضيوف أجانب بالإضافة إلى مجموعة من الشباب فتساءلوا عن كتابات الشباب واهتماماتهم ، فكانت من هنا ولادة لفكرة نشر كتابات الشباب في كتاب خاص ، وفي نفس الوقت كنت من مؤسسين “لنادي القراءة “فخطرت في بالي هذه الفكرة أيضا فاجتمعت الفكرتين معا وكان الدكتور مطاوع يعلم أني لصيقة لهؤلاء الشباب .
ونحن هنا نحاول أعطاء رسالة للخارج عن صورة مختلفة لما هوسائد عن الشباب الليبي ، صورة غير نمطية بعيدا عن حمل السلاح والحروب والتشكيلات المسلحة ، أيضا أدخالهم للمشهد الثقافي ودعمهم ، نحاول جاهدين أن نقدم جيلا كاملا للوسط الأدبي وفتح الفرصة للمتابعة والأستمرار .

وعن معايير أختيار للنصوص أشارت المغربي أن العدد كان كبيرا جدا “نظرا لأننا نعمل في وسط ثقافي فقمنا أنا والدكتور خالد بجمع الأسماء والأعمال ،أيضا عن طريق الأصدقاء وكنا حريصين على التنوع الجندري “شباب وبنات ” بالإضافة لفكرة المعيار الجغرافي فهذا الكتاب يقدم صورة عن ليبيا أجمع ،ولاننسى حرصنا الشديد على التنوع في النصوص الأدبية .
كما لعب موقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في التواصل والتعارف .
وعن الصعوبات التي واجهتهم أشارت أن العائق كان التأخير في تسليم المادة .
وتؤكد المغيربي أن الثقافة من شأنها أن تصنع فارقا ” تقول : أنا مؤمنة أننا كلما قدمنا أقلاما للوسط نكسب مبدعين جددا للقراءة ، أشاهد كثيرا الأنتقاءية والإقصاء والتهميش أنا ضد هذه السلوكيات والممارسات .
نعمل اليوم على التعريف بهؤلاء الشباب وجها لوجه وأتمن أن يستمروا وإذا تحصلنا على على دعم ربما نقدم جزء آخر .
فالثقافة هي قبول الآخر
أعول كثيرا على أن الثقافة تستطيع أن ترسخ مفاهيم قبول الأخر ونبذ الحرب والعنف والأتفاق على السلام وعلى وحدة ومصالحة وطنية ،يجب أن تنتهي هذه الحرب
وعن زيارتها الأولى لمدينة بنغازي تسترسل المغربي حديثها قائلة :
تزامنت أول رحلة لي مع أول رحلة لمطار بنينا بعد افتتاحه ، ومع حفل توقيع الكتاب ،لقد صافحت لنغازي بيد وباليد الأخرى شمس على نوافذ مغلقة ،أثناء تجوالي في بنغازي وجدت الشبه كبيرا بمدينتي طرابلس وكأني شعرت حقا أني في طرابلس تحمل نفس الشوارع والمعالم ،أيضا الزحام .
وتختتم حديثها معي عند سؤالي الأخير حول الأخفاقات التي تنتابها نتيجة للاوضاع التي تمر بها البلاد ؟وكيفية التغلب عليها ؟أجابتني قائلة :القراءة لدي واجب يومي من خلاله أستعيد قدرتي على التعامل مع الواقع ، الأنشطة الثقافية التي تشهدها مدينة طرابلس كمنتدى السعداوي حيث أني المشرفة على أنشطته الثقافية ،وجمعية أصدقاء الفقيه حسن ، أعادت إلى طرابلس الحياة والحيوية ،فالثقافة حياة .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :