بهجة التوت 

بهجة التوت 

بقلم :: عبد السلام سنان 
موسيقى الغياب .. تسكن شُرْفة إنتظاري المرير، وهَجْرُكِ قطّع أوصالي، وأنتِ كقصيدةٍ عرجاء، تسيرُ حافية القدمين على حصى دقائقي النائمة، تربضين على قارعة ثخومي الشاهقة، توغلين في ترف سكوني، تُدشنين مراسم قهوتي الحائرة، يُراودُني هسيسكِ كما نايٍ تعبث به أنفاسي، أرصُفُ معابر شوقك بزهدي، وحضورك يجوسُ فضائي اللعوب، تزرعين الصفا كما ملامح الصُبح الغرير، أودعتُكِ قلب محارتي القرمزية، أتَشَبّعُكِ حُمْقاً ووهْمَاً، وأملاً بعيدا يتربصني، ومساربُكِ موغلةً صوب روحي، تكتظُ غرفة ذاكرتي بعُنْفِ إرتحالك، ولا يزال يدور في خلدي، نصفٌ من سؤالٍ، يهوي على كتف عُمُري، أحمل أوزاره، يظل ينخر دقائقي الحُبْلى بالإنتظار، حتى نهاية المدى، سألتقيكِ في غفلةٍ من زمنٍ، كملامح مدينتي الجائعة، أرى عينيك طفلا ملائكي، غيبوبتي تُلاحق هذياني المحموم ..!! ويشطر طيفُكِ سكينتي نصفين وأنا، أحلامُكِ الغفْلى على وسادتي تُمطر، ما عُدتُ أحتمل غُصّة الفراق الأثيم، ولا أشتهي شيئا البتة، منذ ألف سنةٍ ضوئيةٍ أو يزيد وأنا أكتُبُكِ في عنوان الغياب وفي قاع فنجان قهوتي السحيق، ظهيرتي ينتابُ ناصيتها صُداعٌ صفيق، مُرٌّ ذيّاك الذبيب، يجُرُ أرتال الوحشة، لأقبية حُلُمي كي لا أراكِ، أنْزُفُ بين بُعْدُكِ والصقيع العتيد، ندائي إليكِ يظلُ في خُشُوع، وذات مساء بليل يُزهرُ وجهك من أحداق اللهفة، ينثر أريجه على وجنة القمر، أغمُزُ للبيادي الشاسعة أن ترنّمي، أروي هشيم نسياني، فقد تجمّدت في عينيك كل فصول الشتاء، تَحُجُ وشوشة الفراشات إلى مدائن قلبك، يتربص مخاض الفقد بأنين الإشتهاء وجاذبية الحسرة تلوكني قهراً، أنثري بقايا يقيني على جدائل الوقار، هشّمي جرار الغربة، وأقطفي عناقيد البهجة، يا شفيفة التماهي أنتِ كطعم عمبرٍ، علِق بشفةِ فنجاني،لن أبْدي الحكمة في وليمة جنونك، دُليني يا بعيدتي على أثر لوشمٍ يُفضي إلى نهدك المتضور جوعا، أما آن لقصائدي الولهى، أن تجذبك قسراً، من رموش يُتْمُكِ؟ وتحُطُ برحالك على قصور أقداري..!!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :