- نيفين الهوني
الجزء الثاني والاخير
في ذات الوقت الذي كان يبحث فيه عن بيت بمواصفات خاصة فقط حتى يستطيع أن ينساني وينسى حياته قبلي بحاضر بطلته مسرحية زوجية سخيفة بنيت على اتفاق مصلحي ، أعتليت أنا سلم النجاح والترقي الوظيفي بإمتياز وأيضا ودون سعي مني أحَتلُ عقله برسائلي القديمة و المزعجة كما أخبركم في رسالته لبريد القراء والمعنونة ب(ماعلينا)
هههه أضاع عامان من عمره في رسم صورة نموذجية لحياته التعسة والحمدلله أنه أخيرا وجد بيتا وفق مواصفاته الخاصة والتي أجزم -لأنني أعرفه جيدا- أنها فصلت على مقاس أكبر منه ومنها ومن السبب ذاته، لازال هذا الرجل طفلا ولا يرغب في أن يكبر يوما للاسف . هكذا بدأت رسالتها هي أيضا لبريد القراء بعد قراءتها لخاطرته والتي نشرناها العدد الماضي واسترسلت :
ربما لن تكون لدي الجرأة للكتابة بتفاصيل عن حياتي ومهنتي ومكان سكناي ولا على ظروفي وباقي المعلومات والتي لا أرغب حقيقة في مشاركة قرائكم فيها لكنني أعدك أن أشبع قليلا من فضول القاريء المدقق والذي أعتقد أن لديه رغبة أكيدة في معرفة كيف هي رسائلي التي اقضت مضجعه وجعلته يبحث عن بيت بمواصفات خاصة لمدة عامين ولما هو بيت بلا مفتاح!
يا سيدتي قد عاهدت الله يوما بأنني حين أشفى من آثار ذاك النرجسي أنني لن أعود لأتكلم أو أتذكر تلك الأيام السيئة معه لكن رسالته التي بعثها لأكثر صفحة يعلم إدماني على قراءتها في الصحيفة المحببة إلى قلبي هو ما دعاني للرد عليها وخاصة بعدما شعرت بأن التشافي من مخلفات علاقتنا يلزمني بالتعبير عن شعوري الآن وقياس درجته بعد عامين من الحياة دونه.
نعم ذات يوم أحببت ذاك الشخص ونعم حلمت كأية فتاة بكل التفاصيل العادية والروتينية والمكررة والتي قد يراها البعض غبية وتافهة وساذجة جدا على إمراة في مكانتي العلمية والمهنية ونعم أيضا صارحته ذات مكاشفة وجدانية صادقة لم يقدرها ولم يحترم وعوده فيها بأحلامي معه .
لكنني اليوم وأنا أستعد لبدء حياة جديدة مع منحة الله لي بعد محنتي والتي تسببت في تغير معتقداتي ومسلماتي وفهمي للحياة ومن يعترضوننا فيها من أشخاص هم مجرد امتحان لنا وأفعالهم هي فقط دروس كونية لا أكثر فلا يرتقون لمصافنا نحن كائنات الوعي الإنساني وأرواح الأنبياء على اختلاف مهامنا على الأرض ومسمياتنا وأماكن ظهورنا وأساليب دعمنا للبشر ودفعنا للحياة .
الآن وأنا على مشارف تكوين أسرة – لن أحدثك عنها كما فعل هو لأن خصوصيتنا أهم من محاولة أذية آخرين لا ذنب لهم سوى أنهم شاركونا الرحلة ذات يوم ووضعهم القدر في طريقنا ليدعموننا وبعقلية مادية بحتة لم نفهم الرسالة وخسرنا المرسول – أخبرك عبر بريدكم أنني الان فهمت معنى الفرص التي اتاحها لي الله قبلا فقابلت عطاءه بالجحود والنكران وظللت أعاند القدر بمشاعر أحادية الطرف مع شخص نرجسي لعوب ، فهمت ماذا أراد الله اخباري حينما سمعت ورأيت وتأكدت مرات ومرات اصراره على تذوق طعام الشوارع العاري وتركه طعام البيوت النظيفة.
فهمت مامعنى الا يحبك شخص وهذا ليس عيبا المعيب أن يستمر في الكذب والخداع واستغلال عواطفك ولآن الوعي بمكمن العطب يعجل في اصلاحه استعجلت الرحيل برسائل طويلة لن أحدثك عنها وفقط سأكتفي بذكر الرسالة التي كانت محور خاطرته السابقة النشر والتي اختتمتها (ولأنك لست جديرا بي ولا بالأفضل وجب علي حظرك بعد رسالتي الاخيرة هذه فأنت لا تستحق لا بأن أندم عليك ولا بأن أدعوا الله أن يعاقبك فلا أفضل من عقاب لتاريخ رجل الا أن تكون هذه نهايته وأن يكون بيته بلا مفتاح).