بُغية

بُغية

شعر / المهدي الحمروني

ربما علىَّ التوقف عن الكتابة طويلاً
لأنني أبتغي نصاً سهلاً وصعباً
واضحاً وغائراً
بكراً ومكابداً
قليلاً وكثيراً
حاشداً وشفيفاً
محدوداً وبلانهاية
مثل صحراء ولِدتُ فيها ولم أَخبُرها بعد
كحنين على سنام ناقة مدبرة
وصهيل على صهوة جواد مقبل
ناعم كغزل في هودج
عاطر كهمس في خباء
زاهد في حدو النقد والتأويل
عفيف عن النشر والذيوع

نص معتزل وعابد
لايتبعه الغاوون
كرجل صالح هيامه حكر
على وادٍ وحيد

نص محفوف بالطلاوة
أهرُمُ في رعاية كنفه واصطفاءه
ليواسي عمراً طريداً
عن وطن مهدور ومبذور كوهم في نطاف سذاجة الأخيلة
ومُختزلٍ في قلق الأسئلة الحاسرة عن خيبة الصبا

نص كلازمة درويش فصيح
مُفتَتحٌ لابتهال مجاذيب
خاتمةٌ لدعاء معتكِف ظليم

جدير باستشراف مجرة حسنك
واكتشاف درب الضوء المشير لتباشيرك
فاتن تُقطّعُ الأنامل من تجليه
وتُقَدُّ الأدبار في ضباب إسداله

نص مُصفّى لمزيج من أشباهي الأربعين
مطابق لي في ذروة نشوة عابرة
محاكيٍ لاشتهاء التوق لشفاه النبيذ
ظاهر كمبتدأ لهفة العناق
مستتر كخبر مذاق القبل
كصوتك في غفوة ضحى مترف وكسول
وكأنت في صباح مؤنث بإشراقك
وأنا في ليل مؤثت بك

________

_______________________
23 كانون الأول 2019م

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :