تجليات

تجليات

عثمان البوسيفي

الأمن

النهار يتسع لكل شئ عندنا من قتل الروح الى انقطاع الكهرباء ساعات والوطن تحول الى مقبرة كبيرة تتسع مع كل صباح تدفن فيها الارواح والاجساد وتموت أحلام البسطاء على سور المقبرة المتهالك الذي يشي بالبؤس ويضم رفات الاغنياء بعد موتهم خارج أسوار الوطن وتلك هي الخاصية التى يشترك بها الفقراء والاغنياء الذين غادروه على أرجلهم وعادو إليه في توابيت .. الوطن صار مقبرة أولئك الذين ضاعت أرواحهم الزكية سمفونية جميلة هتفت لها القلوب قبل الحناجر حين اشتد الطغيان بالمكان وتحول الى جهنم رغم اتساعه وإمكانياته التى تتيح للضعفاء حياة جميلة غير تلك التى عاشوها .. الشعارات الكاذبة احالت كل تلك الرؤى الى مجرد رماد تدروه الرياح في كل وقت فقد توسد اللصوص والبلطجية الوطن وأحالوه الى مقبرة حقيقية يموت فيها البسطاء وهم أحياء دون كهرباء ودون كل سبل الحياة فيما يغادرون هم الى دبي وأسطنبول والقاهرة وغيرها من العواصم الهادئة والخالية من كل صخب في قصورهم المشيدة بعرق الذين تنقطع عنهم الكهرباء دون أن يعرفو السبب .. الاحباط تسلل بكل ثقله الى النفوس التى كانت حتى وقت قريب حالمة بالحرية وتغيير الحال الى حال يليق بالإنسان لكنه للأسف الشديد وقعو في شرك الفوضى العارمة التى استغلها التجار المتحولين الى مرتزقة كل همهم الاستفادة من حال المكان المبعثر وظل البؤساء ضحية للمناضلين المزيفين .. القتل لم يتوقف وفي كل نهار نسمع أخبار القتل وانتقال فلان وأحبته من عالم الدنيا الى عالم الاخرة ويتركون خلفهم الاسى والألم في رحيل مجاني في ظل أنتشار المليشيات والعصابات المجرمة التى عبثت بكل شئ ولم يبقى للأسف أي شئ لم تعبث به .. ما يقع من قتل في بنغازي وفي الكفرة وفي سبها يدفع للجنوح الى كم الاسئلة المتراكم في محاولة بائسة لإيجاد إجابة شافية تشفي غليل المتسألين عما يحدث من قتل .. للأسف الحكومات المتعاقبة لم تفعل شئ وظلت كل وعودها براقة في اللون فقط وغير ذات جدوى وظل المواطن يحلم فقط كيف يحافظ على حياته في بلد مبعثر لم يلملم حتى الآن ..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :