المركز الصحي غدوة الخدمات تفوق الإمكانيات

المركز الصحي غدوة الخدمات تفوق الإمكانيات

فسانيا / مبروكة فتحي

لعل خدمات الصحة وما يتعلق بها من أهم الأهداف الحيوية لأي دولة تهتم بمواطنيها وتعمل على إسعادهم وتيسير سبل الحياة الكريمة لهم ، فدولة مثل ليبيا التي خرجت لتوها من حكم شمولي ووجدت نفسها تعاني تردي خدمات الصحة وتوفيرها ، لان الصحة تأتي بعد الأمن مباشرة من حيث التراتبية ولكن قد يكون بإمكان الخدمات الصحية أن تقف في طابور الأولويات ، فصحة المواطن في مناطق ليبيا أولوية قصوى ومركز غدوة الصحي يقدم خدمات صحية لتلبية هذه الأولويات رغم النواقص الموجودة به

تخصصات عدة

ومن جهته أوضح : السيد الصالحين مسعود أحمد مدير المركز الصحي غدوة

أن مركز غدوة الصحي من أحد المراكز الصحية العاملة في بلدية سبها وقد كان في السابق مستوصف فتح في سبعينات القرن الماضي ثم بعد ذلك رقى إلى مركز يحتوي أقسام عدة منها الطبيب العام والباطنية  وحجرة الجراحة والطوارئ وأسنان وجراحتها وقسم المختبر والقبالة والصيدلة وقسم التطعيمات والتحصينات وقسم الأشعة .

وأشار: أن هذا المركز يضم عدد اثنين من الأطباء العامين في الفترة الصباحية بالإضافة إلي إمكانية استقبال حوادث وتقديم الإسعافات الأولية وتقديم كافة خدمات الأسنان وجراحتها .

وأضاف: أنه يوجد نقص في بعض الأدوية وخصوصاً أدوية الضغط والسكري والتخدير والمضادات الحيوية وهناك أيضاً نقص في بعض المعدات الجراحية كأسلاك خياطة الجروح ومعدات الجراحات الصغرى وبالإضافة إلى عدم توفير الزي الطبي من الجهات المختصة .

نقص في المحاليل

وقال :أنه يوجد نقص في المحاليل الخاصة لتشغيل أجهزة المختبر وعدم توفير جميع التحاليل لديهم بحيث يتوفر تحليلCBC  وتحليل السكر ويوجد تحاليل أخرى ولكن لنقص المحاليل أدى إلى توقفها حالياً وسيارة الإسعاف تشتكي من عدة أعطال ومتوقفة في عدة الأحيان.

وأعرب الصالحين : أن قسم الأشعة يواجه الكثير من الصعوبات منها تذبذب التيار الكهربائي مما يؤدي إلى عطل متكرر في جهاز الأشعة وعدم وجود مولد لتوليد الكهرباء ، بالإضافة إلى أن تحميض صور الأشعة يتم بالطرق القديمة .

ونوه : أنهم خاطبوا الجهات المختصة بأكثر من مراسلة من دون فائدة تذكر ، فالمركز يعاني كثير من النواقص سواء في الكوادر الطبية والأدوية كما ذكرنا سلفاً

وأكد : أن العمل مقسم لورديات أحدها صباحية والأخرى مسائية حسب توقيت المعد الإداري وفي شهر رمضان المبارك يتم إضافة وردية ثالثة .

جميع التطعيمات متوفرة

وجدد تأكيده : بما يخص التطعيمات فإنها متوفرة والمركز خصص يوم واحد في الأسبوع وهو الأربعاء وأحياناً يومان في الأسبوع وحالياً هنالك نقص في التطعيمات كحال المراكز الطبية الأخرى ويتم استقبال حالات من خارج المنطقة شرط إحضار البطاقة الخاصة لتطعيم الطفل .

وخلص الصالحين إلى القول : ما تبقى لنا هو مساعدة بلادنا والرقى بها للأفضل ولو كانت الإمكانيات بسيطة ومسؤوليتنا هي مساعدة بلادنا من النفق الذي توجد به ورغم كل المعوقات والظروف التي تواجهنا نشتغل بما يمليه علينا ضميرنا .

وأوضحت بدورها الممرضة مسعودة سنوسي : بأن المركز يستقبل حالات الجرحى والحوادث على الطرقات العامة وتقدم للحالات البسيطة الإسعافات الأولية واللازمة ، وأما الحالات المستعصية فيقدم لها ما يلزم من إسعافات ويقومون بنقلها وتحويلها إلى المراكز القريبة من المنطقة سواء إلى سبها أو تراغن ومرزق .

لا يوجد مصرف للدم

وأشارت : أنه لا يوجد مصرف للدم لحالات الطوارئ ولا يوجد إمكانية لإجراء عمليات كبرى لأنه غير مجهز فتصنيفه كمركز صحي لا يتيح له أكثر من هذه الخدمات ودولياً يعتبر هذا اختصاص المراكز الصحية .

وأضافت : أنه يوجد إمكانية إجراء عمليات صغرى كفتح الخراج أو فتح على جسم غريب وخياطة الجروح  …..الخ .

وأكدت : أنه يتم استقبال حالات الولادة الطبيعية ويقومون بمراقبتها لعدة ساعات بعد الولادة بحيث عدم توفر قسم التمريض الخاص للحالات النسائية بعد الولادة وأما الحالات المتعسرة يتم تحويلها للمراكز الطبية الأخرى .

وجددت تأكيدها : بأن عدم تفهم المواطن من خارج المنطقة لهذه النواقص يجعل الممرضة تقوم بعملها بقلق وانزعاج فهو يعيق سير عملها بالشكل الصحيح ، ولكن بتعاون وتفهم بعض المواطنين بأن البلد يمر بظروف استثنائية ساعد ذلك في أداء العمل المناط بهم رغم النقص والظروف الأمنية .

نقص في الكادر الطبي والأدوية

ومن جهتها أوضحت الممرضة نجوى فرج : أن المعاناة من نقص في الكادر الطبي والأدوية تعتبر الإشكالية الكبرى التي أثرت سلباً على أداء الممرضات في هذا المركز فإشكالية المرتبات زادت حجم المعاناة بالمركز ، والطبيب هو المسؤول عن المريض ولكنه يحمل التمريض على متابعة أكثر من حالة طارئة في اليوم وكلهم لديهم طلبات يجب على الممرضة تلبيتها لهم فكيف تستطيع التوفيق بين كل هذه الحالات .

وأضافت : تجد الممرضة في أخر الدوام منهكة ولا تقوى على عمل أي شيء وتجد المرافق إذا أتى مع المريض لا يفعل لمريضه أي مساعدة عندما تطلب منه تجده متذمر من سوء معاملة التمريض ولا يدري أن هذه الممرضة لديها حالات عديدة يجب الإشراف عليهم لوحدها .

وأكدت : أنه ممكن للممرضة أن يأتيها وقت لا تستطيع حتى الأكل إلى أن ينتهي دوامها وتتذكر أنها لم تأكل من عشائها البارحة وهذا كله لأجل تطور منطقتنا وتحسين الأوضاع بها .

وجددت تأكيدها : أنه على الرغم من كل الظروف إلا أنهم قدموا الكثير من الأعمال التي تجعلهم راضين عن أنفسهم .

أراء المواطنين :

وبعد محادثة عدد من الحالات المقيمة بالمنطقة أوضحت لنا السيدة أسماء م 65 سنة مسئولة منزل : أنها تذهب بصفة يومية للمركز لتفحص نسبة السكر لديها وتدخل لتراجع الدكتور الموجود هناك للتأكد من سلامتها من ارتفاع السكر لديها ولتطمئن على صحتها .

وأضافت : أنها تقوم بمعظم التحاليل بالمركز ولكن هناك نواقص بالتحاليل تذهب لمدينة سبها لكي تكملها ، ولكنها أثنت كثيرا على ممرضات المركز وعلى اهتمامهم بالمرضى وعلى مساعدتهن لها بشكل خاص .

وأكدت : أن هناك حالياً نقص في الأدوية وخاصة أدوية السكر وبحكم أنها مريضة سكر فإنها بحاجة لهذا الدواء بشكل مستمر فتضطر لشرائه من أماكن أخرى لمداومتها على أخذه .

ومن جهتها أوضحت السيدة ن ح 35 سنة موظفة : أنها وضعت طفلتها الأولى بالمركز ضمن طاقم من الممرضات والقابلات معروفات بالمنطقة ، وقد وضعت طفلتها بشكل سليم وآمن رغم النواقص الموجودة .

وأكدت : أنها تعبت كثيراً في وقت الوضع وبعده بسبب هذه النواقص ولكن القابلات أعطوا كافة مجهوداتهن للمحافظة على سلامتها وسلامة طفلتها ولكن رغم كل المجهود المعطى تعبت كثيراً .

ومن وجهة نظري الشخصية وعلى الرغم من الأحداث التي تعيشها البلاد إلا أن المراكز الصحية تشتغل ورغم كل هذه النواقص وتقدم خدمة المرضى وفق الإمكانات المتاحة وهذا أعتبره جهاد حقيقي وعلى الرغم مما يتعرض له الأطباء والممرضين من مشاكل لانتهاكات لحرمة المركز وكل هذا لم يؤثر على خدمتهم في أداء مهمتهم الإنسانية وهي خدمة المرضى في المنطقة ، وبالرغم من المعوقات التي تواجههم من الذين يضعون العصا في العجلة لإيقاف مسيرتها وهكذا كوادر بلادنا لم يتركوهم يخدمون بلادهم ولو بنواقص كثيرة فإنهم سوف يحققون الكثير .

 

 

 

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :