ثورة فاس (1465- 869 ) ومالاتها

ثورة فاس (1465- 869 ) ومالاتها

  • علي ضوء الشريف

في العام 1465م – 869هـ نشبت ثورة محلية شعبية في مدينة فاس بسبب ظلم أحد الوزراء ، أطاحت بآخر سلاطين الدولة المرينية [1] ، وقد تميزت الثورة كونها أنهت 215 سنة من حكم المرينيين في فاس ( 1244- 1465 ) ، حيث قام الأشراف الأدارسة بالثورة ضد آخر كبير وزراء سلاطين الدولة المرينية والذي كان ذو أصل يهودي وهو الرجل ذو النفوذ القوي “هارون بن بطاش اليهودي” المعين من قبل عبدالحق الثاني المريني ، تم إعدامه بقطع رقبته ، كما تم تقريبا ذبح جميع الجالية اليهودية في فاس خلال الثورة [2] . بعد إعدام السلطان المريني تم مبايعة محمد بن علي العمراني الجوطي نقيب الشرفاء الأدارسة كسلطان على مدينة فاس [3] [4] ، ومع ذلك فقد نشب صراع على السلطة بين الشريف الإدريسي والوطاسيين برئاسة أبوزكرياء محمد الشيخ المهدي الوطاسي ، فحدثت معركة بينهما في مكناس ، فانتصر الشريف على الوطاسي ، فجمع الوطاسي جيشاً من جديد لمنازعة الشريف العمراني حكم فاس ، وتم محاصرة فاس بشكل متقطع لمدة سنتين حتى تم الإطاحة بحكم الشريف في العام ( 1472م – 875هـ ) من قبل أبو الحجاج يوسف بن منصور بن زيان الوطاسي ، وخرج الشريف العمراني فاراً إلى تونس التي بقيت محله ومقامه هو وشيعته العمرانية بأجمعها ، ولم يرجع منهم إلى فاس إلا فرع واحد هم أبناء عمومة النقيب محمد بن علي بن عمران وهم أبناء عمه النقيب محمد بن عمران ، وحدث هذا الرجوع من تونس إلى فاس سنة 960هـ ، والراجع من العمرانيين هو أحمد بن علي بن علي بن محمد الفقيه بن محمد بن عمران ، ولقب بعد رجوعه إلى فاس بـ أحمد التونسي ، وقد سلمت له برجوعه النقابة من جديد وسكن دار جده إدريس الأزهر التي كانت من القيطون ، لهذا سموا بأهل دار القيطون أو القيطونيون ، ويذكر أن لقب القيطونيين هو لفرع أحمد التونسي بن علي بن علي بن محمد الفقيه بن محمد بن عمران ، ويوجد فرع آخر من محمد بن عمران بفاس هو من ضمن الراجعين مع أحمد التونسي وهم أبناء عبدالله بن علي بن محمد الفقيه بن محمد بن عمران الذين يلقبون بالعمرانيين حتى اللحظة ، ومن تاريخ ( 1472م – 875هـ ) الذي سقط فيه الحكم العمراني لفاس أصبحت فاس تحت حكم زهور بنت منصور بن زيان الوطاسي أخت أبوالحجاج ، وقد حكمت زهور مدينة فاس مدة عام كامل ، حتى سلمت الحكم لأبي زكرياء محمد الشيخ المهدي الوطاسي في شهر رمضان عام 876هـ الذي دخلها بداية شهر شوال من نفس العام ، ويذكر أن فاس لم تسقط في العام 875هـ بيد أبوزكرياء رغم سبق حصاره لها لأنه انشغل بالحملة البرتغالية على عاصمة حكمة أصيلة واعتقال زوجتيه وابنه مما استدعاه توكيل ابن عمه أبوالحجاج بأمر حصار فاس وإخضاعها له ، لهذا شاهدنا في العام 876هـ عملية تسليم واستلام سلمي لحكم فاس بين زهور الوطاسية وابن عمها أبوزكرياء الوطاسي [5] . …………………………… المراجع : 1 – البروفسورة “إليزابيث ألو إسيشي” ، تاريخ المجتمعات الأفريقية إلى 1870م ، ط : جامعة كامبريدج ، ت 1997م ، ص 190 . 2 – الدكتور “حاصل محمد حداد” ، يهود الدول العربية والإسلامية : التاريخ والمشاكل والحلول ، الناشر : شينقولد ، ت : 1984م ، ص 75 . 3 – المؤرخة “أميرة كي بينيسون” ، الجهاد وتفسيراته في المغرب ما قبل الاستعماري : العلاقات بين الدولة والمجتمع خلال الفتح الفرنسي للجزائر ، ط : صحافة ، ت : 2002م ، ص 19 . 4 – الدكتور “هيرمان ليونارد بيك” ، إدريس الثاني ، أحفاده من فاس والسياسة الشريفة لسلاطين مرين ، 656-869 / 1258-1465 ، الناشر : مطبعة بريل – مدينة ليدن – هولاندا ، ت : 1989م ، ص : 250 – 255 . 5 – أبي العباس شهاب الدين أحمد بن خالد بن حماد الناصري الدرعي السلاوي ، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ج 2 ، ط : دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان ، ت 1971م : ، ص 184 – 185 . ثورة فاس ( 1465م – 869هـ ) ومآلاتها . في العام 1465م – 869هـ نشبت ثورة محلية شعبية في مدينة فاس بسبب ظلم أحد الوزراء ، أطاحت بآخر سلاطين الدولة المرينية [1] ، وقد تميزت الثورة كونها أنهت 215 سنة من حكم المرينيين في فاس ( 1244- 1465 ) ، حيث قام الأشراف الأدارسة بالثورة ضد آخر كبير وزراء سلاطين الدولة المرينية والذي كان ذو أصل يهودي وهو الرجل ذو النفوذ القوي “هارون بن بطاش اليهودي” المعين من قبل عبد الحق الثاني المريني ، تم إعدامه بقطع رقبته ، كما تم تقريبا ذبح جميع الجالية اليهودية في فاس خلال الثورة [2] . بعد إعدام السلطان المريني تم مبايعة محمد بن علي العمراني الجوطي نقيب الشرفاء الأدارسة كسلطان على مدينة فاس [3] [4] ، ومع ذلك فقد نشب صراع على السلطة بين الشريف الإدريسي والوطاسيين برئاسة أبوزكرياء محمد الشيخ المهدي الوطاسي ، فحدثت معركة بينهما في مكناس ، فانتصر الشريف على الوطاسي ، فجمع الوطاسي جيشاً من جديد لمنازعة الشريف العمراني حكم فاس ، وتم محاصرة فاس بشكل متقطع لمدة سنتين حتى تم الإطاحة بحكم الشريف في العام ( 1472م – 875هـ ) من قبل أبو الحجاج يوسف بن منصور بن زيان الوطاسي ، وخرج الشريف العمراني فاراً إلى تونس التي بقيت محله ومقامه حتى وفاته هو وشيعته العمرانية بأجمعها ، ولم يرجع منهم إلى فاس إلا فرع واحد وهم أبناء عمومة النقيب محمد بن علي بن عمران وهم أبناء عمه محمد بن عمران ، وحدث هذا الرجوع من تونس إلى فاس سنة 960هـ ، والراجع من العمرانيون هو أحمد بن علي بن علي بن محمد الفقيه بن محمد بن عمران ، ولقب بعد رجوعه إلى فاس بـ أحمد التونسي ، وبرجوعه سلمت له النقابة من جديد ، وسكن دار جده إدريس الأزهر التي كانت من القيطيين ، لهذا سموا بأهل دار القيطين أو القيطونيين ، ويذكر أن لقب القيطونيون هو لفرع أحمد التونسي بن علي بن علي بن محمد الفقيه بن محمد بن عمران ، ويوجد فرع آخر من محمد بن عمران بفاس هو من ضمن الراجعين مع أحمد التونسي وهم أبناء عبدالله بن علي بن محمد الفقيه بن محمد بن عمران الذين يلقبون بالعمرانيين حتى اللحظة ، ومن تاريخ ( 1472م – 875هـ ) الذي سقط فيه الحكم العمراني لفاس أصبحت

فاس تحت حكم زهور بنت منصور بن زيان الوطاسي أخت أبوالحجاج ، وقد حكمت زهور مدينة فاس مدة عام كامل ، حتى سلمت الحكم لأبو زكرياء محمد الشيخ المهدي الوطاسي في شهر رمضان عام 876هـ الذي دخلها بداية شهر شوال من نفس العام ، ويذكر أن فاس لم تسقط في العام 875هـ بيد أبوزكرياء رغم سبق حصاره لها لأنه انشغل بالحملة البرتغالية على عاصمة حكمة أصيلا واعتقال زوجتيه وإبنه مما استدعاه توكيل ابن عمه أبوالحجاج بأمر حصار فاس واخضاعها له ، لهذا شاهدنا في العام 876هـ عملية تسليم واستلام سلمي لحكم فاس بين زهور الوطاسية وابن عمها أبوزكرياء الوطاسي [5] . …………………………… المراجع : 1 – البروفسورة “إليزابيث ألو إسيشي” ، تاريخ المجتمعات الأفريقية إلى 1870م ، ط : جامعة كامبريدج ، ت 1997م ، ص 190 . 2 – الدكتور “حاصل محمد حداد” ، يهود الدول العربية والإسلامية : التاريخ والمشاكل والحلول ، الناشر : شينقولد ، ت : 1984م ، ص 75 . 3 – المؤرخة “أميرة كي بينيسون” ، الجهاد وتفسيراته في المغرب ما قبل الاستعماري : العلاقات بين الدولة والمجتمع خلال الفتح الفرنسي للجزائر ، ط : صحافة ، ت : 2002م ، ص 19 . 4 – الدكتور “هيرمان ليونارد بيك” ، إدريس الثاني ، أحفاده من فاس والسياسة الشريفة لسلاطين مرين ، 656-869 / 1258-1465 ، الناشر : مطبعة بريل – مدينة ليدن – هولاندا ، ت : 1989م ، ص : 250 – 255 . 5 – أبي العباس شهاب الدين أحمد بن خالد بن حماد الناصري الدرعي السلاوي ، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ج 2 ، ط : دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان ، ت 1971م : ، ص 184 – 185

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :