تحية واجبة و رأي في المهنة

تحية واجبة و رأي في المهنة

  • محمود السوكني

في العدد 410 من هذه الصحيفة الغراء و في صدر صفحتها الأولى و تحت عنوان ( الصحافة الورقية إلى أين؟ ) يستغرب المحرر و أحسبه رئيس التحرير السيدة الجسورة “سليمة بن نزهة” عزوف الليبيين عن قراءة الصحف ( فيما يسوّق لصفحات وهمية تنشر الفضائح و الانحدار على كافة المستويات )

و تتساءل : ( كيف نسوّق صحفنا الورقية ؟) و أتت بمجموعة من الحلول التي تراها تساعد على اقتناء الصحف التي بدونها ( لا حياة لشعب بلا صحافة ) ! بداية أعترف أنني فخور جداً بهذه الصحافية التي ناضلت باستماتة لاستمرار هذه المطبوعة في أحلك الظروف و أقساها دون سند أو معين و لم تؤثر الأحداث التي صاحبت مسيرتها رغم قسوتها على محتوى موادها و لا أرغمتها على انتهاج ما يتعارض و قناعاتها أو يخالف توجهاتها المنحازة كليا للوطن ، تلك التوجهات التي أضحت مبدأً التزمت به و لم تحد عنه قيد أنملة و هي تواجه الأعاصير التي تعصف بأعتى الرجال فإذا بها تنكسر أمام صمودها الرائع و شجاعتها الباسلة.

لست هنا في وارد كيل المديح لهذه السيدة رغم أنها تستحق ذلك و أكثر، و لكنها فقط تحية واجبة أقل ما يجب تسجيله في حق هذه الزميلة المحترمة. أما عن الافتتاحية المنوه عنها أعلاه فإنني أعتقد أن الصحافة الورقية تأسيسا على تاريخها الطويل تملك القدرة على الاحتفاظ بشغف المتلقي لاقتنائها إذا ما استجابت لمطالبه و تماهت مع التغييرات التقنية التي تنافسها و حرصت على التشبت بموقعها بتحسين أدواتها و مواكبة المستجدات التي طرأت على صناعة الإعلام و أدركت أن الصحافة لم تعد نقل أخبار الوكالات بل الظفر بسبق النشر أولاً و بالتنبؤ به ثانياً و بشرح أبعاده ثالثاً و تحليل مراميه رابعاً و خامساً … إلخ .

لا يمكن للصحافة الورقية الراغبة في الاستمرار ، التواقة إلى تحدي وسائل الإعلام الإلكترونية أن تعتمد على غير مصادرها بمعنى أوضح أن (تُكربِن) ما تنشره وسيلة إعلامية أخرى، فإذا ما تعذر عليها أن تنفرد بالخبر فلا حاجة لها بنشره بل بتمحيصه و تشريحه و تحليل جوانبه و ما يترتب عنه إيجاباً و سلباً و بهذا تكسب احترام القارئ و تظفر بصداقته. الصحافة الورقية لكي تستمر مطالبة بالاعتماد على الرأي الثاقب و التحقيق الشامل و الرؤية الشفافة التي تحترم عقلية المتلقي و تنحاز لمصلحته و تضع نصب أعينها خدمة الحقيقة لأجل الله و الوطن.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :