ذكر الكاتبان جايسون باك وريهانيون سميث، في تقرير على موقع “بوليتيكو” الأمريكي، أن الاقتصاد الأوروبي على وشك الحصول على دفعة من النفط من مصدر غير متوقع، ففي 28 سبتمبر الماضي، أعلنت منظمة الدولة المصدرة للنفط (أوبك) عن اتفاق لخفض الإنتاج النفطي .
وإذا تم تنفيذ هذا الاتفاق، سيساهم هذا القرار في رفع أسعار النفط والضغط على الاقتصاديات المتعثرة التي تعتمد على النفط في جنوب أوروبا، خاصة إيطاليا وإسبانيا والبرتغال واليونان، ولحسن حظ القارة العجوز، قد يستمر النفط في التدفق.
وقد ضمنت ليبيا -إضافة إلى نيجيريا وإيران – الإعفاء من تخفيض الإنتاج النفطي، بما أن حصتها في السوق هي أقل بكثير حاليا مما كانت عليه قبلا، وقد ساهمت التطورات الأخيرة في البلاد في إعادة الإنتاج النفطي والقدرة الإنتاجية للبلاد .
وقد حصل يوم 11 سبتمبر الماضي تحول في موازين القوى في البلاد، وهاجم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر (المعين من قبل مجلس النواب ) منطقة الهلال النفطي وسيطر عليها، ومنذ ذلك الوقت، استؤنف الإنتاج النفطي في البلاد .
وما لم يحدث تحول جذري في التحالفات الإستراتيجية، سيتواصل ذلك في الأشهر المقبلة، وبالنسبة لليبيا، تبدو الحوافز لزيادة الإنتاج عالية، خاصة وأن اللاعبين الرئيسيين في البلاد سيستفيدون من تدفق العائدات النفطية.
الاقتصاد الليبي في وضع صعب
وبين الكاتبان أن الاقتصاد الليبي في حالة صعبة، وتمثل زيادة الإيرادات خبرا جيدا لحكومة الوفاق الوطني المتعثرة، ورغم أن انتصارات حفتر لم تشكل خطوة كبيرة نحو الوحدة الوطنية، فهي تشير إلى تحالف اقتصادي.
و مع سيطرة الجيش الليبي على الموانئ النفطية، تغيرت الامور للافضل ، وأمن ذلك اتفاق لتصدير النفط تحت إشراف المؤسسة الوطنية للنفط.
هذا وقد استؤنفت يوم 21 سبتمبر الماضي الصادرات النفطية من راس لانوف للمرة الأولى منذ 2014، كما استؤنفت يوم 6 أكتوبر الجاري أيضا من ميناء الزويتينة، وهناك مؤشرات على عودة ميناء السدرة للعمل قريبا .
إضافة إلى حقول نفطية أخرى، وقد كلفت الحكومة المؤسسة الوطنية للنفط بالقيام بأعمال الإصلاح والصيانة اللازمة، كما تفيد تقارير بعودة المتعاقدين الأجانب للعمل في ليبيا.
انتاج النفط يشهد نموا حذر
ويشهد الإنتاج النفطي حاليا ارتفاعا، حيث وصل في أوائل أكتوبر الجاري إلى 500 ألف برميل يوميا، مقابل 260 ألفا في أغسطس الماضي، وتتدفق العائدات عبر مصرف ليبيا المركزي، وتقول المؤسسة الوطنية للنفط أن لها مخططات بزيادة الإنتاج والصادرات إلى 900 ألف برميل يوميا بحلول نهاية العام .
لكن قد تنخفض هذه الأرقام مرة أخرى، نظرا للوضع غير المستقر في البلاد، ولكن هناك سبب لتصور أن ذلك لن يحدث، فمع تهميش تنظيم “الدولة”، يستفيد اللاعبون الرئيسيون في ليبيا من تدفق النفط، وهو خبر سار بالنسبة لأوروبا، التي تعتمد إلى حد كبير على النفط الليبي.
المصدر :: ليبيا ايوان