هل أصبح أطفالنا ضحايا لأفلام الكرتون ؟

هل أصبح أطفالنا ضحايا لأفلام الكرتون ؟

تقرير :: زهرة موسى

تشير الكثير من الدراسات إلى التأثيرات السلبية التي تخلفها مشاهدة أفلام الكرتون على الكثير من الأطفال بينما يؤكد مهتمون أن سلوك ونفسية البعض منهم وحتى مستواهم العقلي والفكري تأثر بشكل سلبي حيث أصبح البعض منهم عدوانيون أو انطوائيين ، رصدت فسانيا في هذا الاستطلاع أراء بعض الأهالي و أخصائي نفسي للوقوف على أهم تداعيات الموضوع ……..

قالت ” أم موسى ” يجلس أبني موسى البالغ من العمر خمسة سنوات ساعات طويلة أمام  التلفزيون و إذا كان يشاهد  الأفلام الكرتونية لا يحرك ساكنا  ولا نسمع له صوت  في البداية كنت سعيدة بعدم إزعاجي وهدوئه فكنت أكمل أعمالي المنزلية في وقت أسرع  و لكن بدأت ألاحظ عدم حبه الاختلاط بالأطفال إلا نادرا وحتى إذا ذهبنا إلى زيارة منزل جده يجلس أم لمشاهدة الأفلام الكرتونية أو يلعب بالمكعبات ولا يختلط مع الأطفال و أحيانا يبدأ في تقليد ما يشاهده  من شخصيات  كرتونية ويصرخ مثلهم ويقص القصص التي يشاهدها ويغير نبرت صوته و يمثلها ، و بالرغم من هذا لم أشعر بأن الأمر خطر عليه ، وبدأ يتحدث بلغة العربية الفصيحة كما يتحدث الشخصيات الكرتونية و عندما أناديه أحيانا  لا يرد عليً بالرغم من يقيني بأنه سمعني إلا أنه لا يجيبني ، وهكذا لا حظ إخوتي تغير أسلوب تعامله حتى مع أخته الصغرى فكان لا يضربها أبدا ولكن مؤخرا أصبح عدوني جدا وأحيانا يبدو حنونا توجد تناقضات واضحة في  اسلوبه ، ومنذ أسبوعين تقريبا مرض و أخذته وذهبت إلى طبيبة أطفال  وعند كشفها عليه بدأت تتحدث إليه و لاحظت تحدثه بلغة الفصيحة ولاحظت طريقة تعامله معها فنصحتني بإبعاده عن  التلفاز لفترة  و أن أدخله روضة أطفال حتى يحتك بمن في عمره لأن ما يشاهد من الأفلام الكرتونية بدأت تؤثر بشكل سلبي على عقله وإن لم أحاول حل هذه المشكلة فقد يسبب له التوحد وأنا منذ ذلك الوقت  أحاول إبعاده عن  التلفاز قدر المستطاع  .

مراقبة سلوك الطفل

تابعت ” على الأم دائما مراقبة أسلوب الطفل وسلوكه فأن وجدتي طفلك بدأ ينطوي على نفسه ولا يحب الاختلاط بالأطفال عليك  بالإسراع إلى مراجعة طبيب مختص في الوقت المناسب حتى لا نندم بعد فوات الأون،  نحن الأمهات أحيانا إن وجدنا ما  يشغل الأطفال ويلهيهم ونجدهم سعداء بهذا الشيء  ندعهم وشئنهم ، ربما هذا هو الخطاء الذي وقعن فيه العديد من الأمهات ولم  يلحظن سلبيات الموضوع  حتى أصيب أطفالهن بالتوحد  والعزلة .

شخصيات خيالية

قالت ” مبروكة عبد السلام ” لم أكن أصدق بأن للتلفزيون تأثير  سلبي  على الأطفال حتى رأيت مؤخرنتيجة كثرة مشاهدة قنوات المخصصة للأطفال ، إحدى قريباتي لديها طفل صغير يبلغ عامين تقريبا  ومنذ صغره و أمه  تشغل له التلفاز على قنوات  الأطفال واعتاد مشاهدتها  لدرجة أن هذا الطفل لا ينهض من أمام التلفاز  ولا يمكن لأي شخص أن يقوم بتغير المحطة  فهو جالس أمام التلفاز منذ أن ينهض وحتى ينام  ولا يفارقه أبدا  وبدأ الطفل لا يختلط مع الأطفال ويحب العزلة  ويبقى داخل الغرفة جالس أمام قنواته المفضلة ولا يبرح مكانه أبدا .

و أضافت ” الآن أيقنت أن كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده  ، فكثرة مشاهدة تلك  قنوات جعلت من الطفل شخص منعزل لا يحب أن يختلط بأحد و أصبحت حياته كلها مرتبطة بشخصيات خيالية لا وجود لها .

الاكتشاف المبكر للمرض يساعد على الشفاء

أفادت “حفصة احميد ” إحدى صديقاتي كان لديها طفل  أصيب بالتوحد  وهذا الطفل يبلغ الآن حوالي العشر سنوات، في البداية لم تكتشف الأمر ولكن بعد أن بلغ ما يقارب خمس سنوات بدأت تظهر عليه علامات التوحد مثل العزلة والغضب و انطوائية ، وكان منذ سنواته الأولى يجلس لساعات طويلة أمام الأفلام الكرتونية مما أثر سلبيا على عقلية الطفل فأصبح لا يتحرك من أمام التلفاز وحتى في ساعة انقطاع التيارالكهربائي يغضب كثيرا  لدرجة أن أهله قاموا  بشراء مولد كهربائي حتى يشاهد أفلامه الكرتونية ، ومع مرور الوقت ازداد الطفل انطوائية وأصبحت أمه تشعر  بخطورة الأمر فقررت أن تستشير طبيبا نفسيا ، وفعلا باشرت في العلاج وحاليا باتت النتائج تظهر وبدأ الطفل أكثر اندماجا مع الأطفال الأخرين و باتت أقل عدوانية، وتحسن  وضع الطفل  ولا زال حتى الآن يتلقى علاجه و الحمد لله بات وضعه يتحسن  فكما قال الطبيب فإن الاكتشاف المبكر يساعد كثير  في العلاج بشكل أفضل .

 

رأي الاخصائي اجتماعي

الأخصائية الاجتماعية ” عائشة عبد السلام ” قالت التلفزيون يعد من أكثر الوسائل الاتصال تأثيرا على الأطفال وذلك لما يحويه من  صور وألوان و رسوم ، وكما أنه يركز على مخاطبة حاستين السمع و البصر ولهذا حتما سيكون له تأثيرا أقوى وأسرع من الوسائل الأخرى خصوصا أن التلفاز أصبح جزء  هام جدا في كل منزل ، و أصبح له دورا فاعل في تربية الأطفال .

تأثير على نفسية الطفل

و أضافت ”  بعض الأطفال يكثرون  من مشاهدة التلفاز  لساعات طويلة  ، وهذا حتما سيكون له تأثير على نفسية الطفل  و عقله  وأصبح بعض الأطفال عدوانيون بسبب تقليدهم للمشاهد العنيفة في الأفلام ، ولهذا بات التلفاز يشكل خطر على الأطفال  وشغل فكر الكثير من الأهالي  يقلقون على أطفالهم خصوصا بملاحظة تغير سلوك أبنائهم  .

تضاءل ملكة الخيال

و أشارت ” كما أن الطفل عندما يكثر من هذه الأفلام تقلل عنده ملكة الخيال لآنه يقلل الاعتماد على خياله وفكره وذلك لاعتماده على أفكار وخيالات جاهزة من خلال ما شاهد من أفلام فينحصر فكره في تلك المشاهد مما يسب خمول في ذهنه .

وذكرت ” أما لطرق العلاج ” فأهمها  ملاحظة سلوك الطفل ومتابعته ، وتقليل من  مشاهدته بأوقات محددة حتى يحد من تأثيره السلبي ، وكما أنه يجب على الأهل مراجعة الطبيب النفسي إذا لاحظ تغيير في سلوك كعدوانية أو انعزال أو غيره من السلوك  الغير اعتيادي.

ونوهت ” ليس من المنصف أن  نحكم على  أفلام الكرتونية بأنها سيئة أو جيدة  وذلك لأنها تتراوح بين الحسن والسوء لآن وسائل الإعلام  تتفاوت في نسبة تأثيرها حسب نوع الوسيلة  .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :