تراتيل مريـــــم

تراتيل مريـــــم

 شادية القاسمي

تفك مريم ضفائر المسافات و الوقت

 و مريم إذا قابلتني تسائلني                                                                       

متى سيعود إليّ

متى سأضم الضلوع و أكسر وهج اشتياقي لطفلي الصغير؟

و مريم تحيط المسافة بلون الصباح

غدا سيعود

أكيــــــد؟؟؟

ذاك الصغير الشّريد

في وطن من ورق

و مريم تفكّ أحاجي الصّباح في ريح قهوة

و تقرأ فناجين صبرها

ما تقـــــــــــول؟؟

تقول الفناجين :

إن البياض في قلبها خالطه سواد الرحيل

و الوقت يدقّ عنيفا على بابها

و أنها ….مريم…فتاة الأصيل

ستهزم الوقت و الطرقات

****

و مريم تزرع أُصَيْصَ البِعَاد

لتقطف ثمر الغياب

و تحلم يالوجه بين يديها

تقبّله في اشتياق

و تزرع أقاليمه في العُيون

بنيّ متى ستعود

إن السنين تقاتلني و الحنين

و بعدك فاق غمام السماء

و بعدك لوّن مرجان عمري

و روّى جذور الانين

و يرن هاتفهامن بعيد

يرقص دمع مريم على ضِفّتين

و تمطر فصول اللّضَى

تعلو…فوق كل رنين

******

و مريم تكفن غربتها في الوطن

تنتظر وجهه يملأ بؤبؤيها

تنسكب روحها مع كل رنّــــة

و تسجد كل اللّغات على شفتيها

تصلّي المسافات من أجلها

صلوات الوصول

و حتى النوارس

و حتى الحمام

و الفجر و الليل

و النجمات البعيدة

تربت على قلب مريم

كوني سعيدة…..كوني سعيدة

كيف ….؟؟و كل الثنايا اليه بعيدة

و كل الشهور تنبت كالخناجر

في صدر مريم

بني متى ستعود اليْ….أضمك كما كنت طفلا

أهدهدك بالأغاني التي قد عرفت

تنام على ركبتيْ

أحكيك أسرار همي

وهمّ مريمنا اليوم همّ وحيد

ان تعتق المسافات قيد الفتى

غدا سيعود…..و هذا أكيد؟؟

تسمعها في الهاتف مرّة

و في حلمها ألف مرة

عد يا صغيري …إليْ

لا  يشرق مع الشمس … إلاك

لا لون لا أي شيء سواك

*******

و تكبر في صدر مريم

أغان أو هدهدات كانت تلاطف بلحنها ذاك الصبيّ

يكبر الطفل تزفّه للمسافة

و لا تمسك منه سوى عطر

تسأله حين تشمه كل مرة

متى .. سيكون الوصول ….متى

و تخجل من اعادتها للسّؤال

فيرجع كالصفعة القاتلة

صرير الصدى

هلمي …مريم….اقطفي من مرج هذا الرحيل

غدا

لا تقلقي سيعود إليك

فازرعي الواحات نبضا

غدا ستشرق فيك

شموس الصّبي

يعود…..حتما… يعود

ردد المدى غاضبا  ” لمَ لا يعود…”

مُدّي يديك فقط

فكّي….ضفائر المسافات و الوقت

مُدّي يديك…نحو السماء

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :