تراثيات

تراثيات

أ :: عبدالله زاقوب

الحلاقة المؤتمر الوطني لحلاقة الشوشة

إثر عودة صهري الحاج محمد ابوقصيصة من رحلة علاجية بمدينة مصراته قاربت الشهر، وأثناء قيامي بزيارته وجدت احد أبناءه يقوم بواجب حلاقته وبعد الاطمئنان علي صحته وعن الرحلة ومقتضياتها…..سألته عن تاريخ الحلاقة بهون منذ أنوعى ذلك! علماً بأنه من مواليد عقد الثلاثينات. فقال : أعي ان عمك الجنجان، كان يعمل بالحجامة والكيو يداوي العلل والأمراض بالاعشابكذلك هو حلاق شعبي اي انه يقوم بحلاقة الوجه والراس بالموسى دوناستعمال اي مطهرات اومواد تنظيفويتقاضى مقابل ذلك العمل، قرش ،عن الكبير والصغير على حدٍ سواء ببيته بالجهة الشرقية من المدينة القديمة.

وعمل بها ايضاَ الحاج عبد القادر عبد الجليل وابنه الحاج جمعهعلى سبيل التطوع واعانة الناس…..وأما من كان يقوم بالحلاقة بالجهة الغربية فهو الحاج عبد الله الحلو فهوالحلاق، المعتمد ، حيث كان يقطن بالقرب من منزل آل الحاج أحمد اي منزل الشيخ كامل. قبالة منزل الحاج حمد قرينقو. وكان من عادته ان يتركقبضة من الشعر بمنتصف الرأس دونحلاقة للأطفال والصبيان وبطلب من بعض الكبار تسمى،، الشوشة،، حيث كان بعض العوام يطلقون اويضفون عليها شيئاً من التبجيل والحفاوة وربما يغلو بعضهم إلى درجة القداسةوكانت هذه الظاهرة او العادة منتشرةبمعظم القرى والارياف الليبية وعند التحاق الكثير من الليبيين بالوظائف والاعمال المدنية والعسكرية عقب نهاية الحرب والمقاومة ضد التواجد الإيطالي بالثلاثينات والاربعينات لاحظ الايطاليون الوضع الصحي لهولاء العاملين حيث يتفشي،، القمل والصيبان ، على أطرافهم وملابسهم ومراعاة واستجابة لشكوى الموظفينوالقادة الايطاليون رأى الحاكم العام الإيطالي بليبيا ،، بالبو ،، الدعوة لعقد مؤتمر عام للعلوم الدينية والاجتماعيةبتاريخ 7 يوليو 1937 م في هون باعتباران بها قيادة المنطقةالوسطى والجنوبية،، حضره هو ومجموعة من كبار اعوانه والكولونيلموتشا وحضره من الليبيين قاضي القضاة وقضاة (…) طرابلس ودرنة ومصراته وبنغازي وهون وحشد من الموظفين والاعيان ، عُقد المؤتمر بهنقر ، كبير بالمطار وكان من بين المواضيع المطروحة موضوع الشوشةوراي الدين فيها. ،،

1. حيث أدلى احد المسؤولين الايطاليون من الإدارة الصحية رأيه وادلى العلماء برايهم بأنالدين بريء منها وليس له علاقة بما يدعي البعض بشأن ارتباطهابالجانب الديني. ونتيجة لاحتكاك كثير من المواطنين والعمل مع المدنيين الايطاليون بعديد الوظائف والمهن فكان السيد أبوبكر مرسوكة اول من زاول مهنة الحلاقة حيث قام بفتح محل لذلك ولعل أبناء جيلي يذكرونمحل العم أبوبكر الواقع بالسوق قبالةمبنى البلدية،، السجل المدني حالياً ،،وقاموا بالحلاقة عنده.ومن ثم زاول هذه المهنة العديد من المواطنين ومن بينهم الاستاذ الراحلمصطفى ميلاد والعم العربي محمد العربي، والحاج صالح ابوقصيصة الذي عمل بالحلاقة بسبها ايضاَ ثم عاد لهون ثانية مفتتحاَ محله قبالة ورشة العم محمد عبد الله للنجارة حيث ادخل كثير من التحسينات والتطوير والميكنة وأنواع المطهرات والعطور ومواد التنظيف وقام فيما بعد باستجلاب الحلاقين من مصر وتونس الذين تولو هذه المهنة بعد انسحاب الليبيين منها وطوال العقودالتالية ….

1 _ الاقتباس من كتاب ذكريات وخواطر _ مصطفى السراج، أثناء تواجده معلماً بهون أعوام 36 _ 1938 م

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :