شعر :: المهدي الحمروني :: ودان الجفرة
امنحيني حديثًا لظفائرك
على ناصية القمر الزاهي
بصدغ الاكتمال
ربما أغفو على نهدك
بقصيدي العابد
حين أُسلّمُ بأن لا تاريخ
للنساء قبلك
رُدّيني لسمرٍ قديمٍ آمنٍ إلى
السّحَر الناسك
لعل نقاء الرمال يعود
وتصفو المساءاتُ إلى عهدها قبل
نفير الحروب
أرى في ظفيرتك انشقاق الأرض عن
أول النخل
تشرقين كفوح الطين في بواكر الصبح
تتأودين كتشكل الفخار في هدأة النار
تسفرين كمبتدأ الزيتون عقب الطوفان
تضوعين كمنابت العشب في هطول
المطر العاشق
لأن قوامك هو التكوين الأزلي
لتضاريس الكوكب
على نحرك شقت الملائكة
فيض سر الأنوثة
وختمت موضع الدهشة في ذمة الافتتان
ولأنك كآلهةٍ موكلة بإلهام
الشعراء بحقيقة الخالق
امنحيني مايُرتّب صلاة هويتي
بزوايا مختلفةٍ من لوحتها
كل إطلالةٍ لك تليق بالعظمة
لهذا كان جديرٌ بكِ المنأى عن الوصل
ظَلّي راهبةً عن المساس
إبقي حلماً عصيّاً عن صحوة
الظفر والتناول
وتجلّي في الكلمات المُعجزة
وأوحي نوبةً من شعرٍ وهذيانٍ
في مديحك
لأسمو
وتقبلي توبةً مؤمنةً بكِ
عن الصعلكة
وانصتي
لبكائي