تضم 157 نزيلة

تضم 157 نزيلة

مؤسسة اصلاح وتأهيل نساء طرابلس.. سعي حثيث لتقويم سلوك النزيلات ليصبحن فاعلات في المجتمع

(فسانيا: كوثر أبونوارة) .

تسعى مؤسسة اصلاح وتأهيل نساء طرابلس ، لتقويم سلوك النزيلات، ليصبحن صالحات وفاعلات في المجتمع الليبي، وذلك عبر تنفي مجموعة من البرامج التدريبة والإرشادية والنفسية.

وتضم المؤسسة ( 157) نزيلة، بينهن نزيلات من جنسيات أخرى وأغلب القضايا تتثمل في الزنا والقتل والهجرة غير الشرعية.

ويأتي تسليط الضوء على  المؤسسة ضرورة لأن ملف سجن النساء ونزيلاته في ليبيا لطالما كان ملفاً منسياً متأثراً بالسياقات الاجتماعية والثقافية والدينية، وبعد التطورات الدولية في مجال معاملة السجينات خاصة إصدار قواعد الأمم المتحدة لمعاملة السجينات (قواعد ﺑﺎﻧﻜﻮﻙ) .

قضايا مختلفة

وتحدث مدير مؤسسة إصلاح وتأهيل النساء المحلي العقيد طلال مصطفى الطباس في بادئ الأمر عن القانون الليبي وما نص عليه في كون السجون أماكن ومؤسسات إصلاح وتربية هدفها تقويم سلوك المحكوم عليهم بعقوبات جنائية سالبة للحرية وتأهيلهم لأن يكونوا أعضاء صالحين في المجتمع.

 ثم تحدث في الخصوص عن مؤسسة إصلاح وتأهيل النساء قائلاً : هي مؤسسة تحتوي على العديد من النزيلات الليبيات من عدة مناطق وأيضاً نزيلات من جنسيات أخرى، هذه المؤسسة يديرها مجموعة من الضابطات والسجانات ولكل تخصصها المعين في إدارة السجن، وفق ما تنص عليه القوانين، ويشرفن على ما تضمه المؤسسة من 157 نزيلة بعض منهن بأطفالهن، والمؤسسة يعمل بها أفراد أمن لحمايتها داخل أسوارها وخارجها، والعنصر النسائي يتعاملن مع النزيلات بشكل مباشر.

 وفيما يتعلق بقضايا النساء التي أدت بهن لدخول المؤسسة، وهل جميعها جنائية، أوضح الطباس قائلاً :”لكل منها قضيتها المختلفة، وأغلب القضايا تتثمل في الزنا والقتل والهجرة غير الشرعية، إلى جانب وجود نزيلات من غير الجنسية الليبية وقضيتهن ليست جنائية، فمنهن من تتبع تنظيم الدولة المتطرف والتي تم الحكم عليهن بمغادرة الأراضي الليبية، إلا أن دولهن ترفض استقبالهن”، مشيراً إلى أن كل النزيلات هنا تم عرضهن على النيابة، ومحكوم عليهن، وكل واحدة تقضي في مدة حكمها.

 وحول المناشط والبرامج العلمية والتعليمية، والتأهيل النفسي والتربوي قال الطباس :” لدينا برنامج رياضي وليومين في الأسبوع، ثم تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، وبرامج ومحاضرات ومواعظ دينية إرشادية تتلقاها النزيلات مرتين أسبوعياً، بالإضافة لدورات وبرامج للتعليم في مختلف المجالات منها تعليم الطبخ والخياطة والتطريز .

 وأشار الطباس إلى أن فكرة جميلة جداً، تمثلت في إقامة دورات للتزيين والتجميل والحلاقة للنزيلات، وهي فكرة سيتم تنفيذها قريباً جداً وستكون ضمن البرامج التدريبية والتعليمية المستمرة والدائمة.

 وأضاف” هناك العديد من الدورات المتخصصة منها دورات في الجانب النفسي، لاندماج النزيلة نفسياً، ومعنوياً، حتى تتأقلم مع الوضع الجديد الذي بكل تأكيد كان مؤثراً عليها، ولنتمكن بعدها من استكمال برامج التأهيل، فالعمل على تهيئة النزيلة يحتاج إلى دمجها أولاً في المؤسسة لأنها ستعيش فيها قصراً وسيكون الوضع صعبا على أي نزيلة وهذا طبيعي لأي إنسان فجأة وجد نفسه مقيدا، ثم تعويدهن على تطبيق القوانين المعمول بها داخل مؤسسات الإصلاح والتأهيل، كما لدينا فريق نفسي واجتماعي متخصص يكون مستعدا لأي طارئ ولأي سؤال من قبل أي نزيلة وخاصة لمن هن في البداية وحتى خروجهن.

 وتابع :”ويتم ذلك أيضاً بالتعاون مع بعض المنظمات التطوعية، والتي تساهم في تجهيز فصول دراسية تعليمية، كما يتم منح شهادات تقدير وتشجيع وتحفيز للمتميزات والمتفوقات في كل الدورات التي تقام داخل المؤسسة”.

 وعن الإمكانيات وما تحتاجه المؤسسة للقيام بعملها على أكمل وجه أوضح الطباس” هناك عديد الإمكانيات التي تنقصنا داخل المؤسسة كالفصول الدراسية والساحات الرياضية، وأماكن الترفيه، وأماكن أفضل لورش العمل الحرفية والمعامل ، والكثير من النواقص كالصيانة في المباني وتوسيعها، وخاطبنا الجهات ذات العلاقة ومنها، جهاز الشرطة القضائية للنظر في هذه الإمكانيات ولتوفيرها، وجدنا القبول وتم إعطاؤنا وعودا بتوفير كل ما يزم المؤسسة وتوفير الإمكانيات التي تحتاجها للقيام برسالتها على أكمل وجه وفق ما هو متاح، وذلك لأهمية النهوض بالمؤسسة وجعلها مؤسسة نموذجية.

من جهتها  أوضحت نائب مؤسسة اصلاح وتأهيل نساء طرابلس العقيد حنان الفيتوري أن جهاز الشرطة القضائية دائماً ما يسعى إلى تطوير كل المؤسسات الإصلاحية وتوفير احتياجات النزيل لمكان ملائم للمعيشة، يجد فيه الرعاية الصحية والاجتماعية، لتأهيل كل النزلاء للانسجام والاندماج داخل المؤسسة وخارجها، وتقبل الوضع الجديد هنا.

وقالت:” ونحن هنا في مؤسسة الإصلاح والتأهيل النساء نعمل على شقين مهمين الشق الأول هو تدريب الضابطات والإداريات والأخصائيات النفسيات،  ثانياً، لأنه كلما كان التدريب جيداً، يرفع من قدرات وكفاءة أداء أي ضابطة وضابطة صف ونساء الشرطة، والموظف أو الموظفة، في المستوى المطلوب، ينعكس بشكل إيجابي على سلوك النزيلة، وتحقيق ما نصبو إليه من خلال هذه المؤسسة، إضافة أنه قد تم تدريب عدد لا بأس به من المستجدين الجدد الذين تم تصنيفهن كشرطيات وسيعملن داخل مؤسسة الإصلاح النساء.

اخصائيون

 وعن دور الأخصائيات النفسيات والاجتماعيات في المؤسسة قالت الفيتوري :”لدينا أخصائية نفسية تتواجد يوميا، ودورها مهم ورئيسي، تبدأ باستقبال النزيلة، وبمجرد دخولها تقوم الأخصائية بفتح ملف لها، وتقوم بتسجيل كافة بياناتها، و توضح فيه النزيلة للأخصائية كافة ظروفها الأسرية، ثم بعد عدة أيام تقوم الأخصائية بإعداد البحوث والاستبيانات الخاصة بالنزيلات، والبحث عن أسباب دخولهن لهذه المؤسسة، ومحاولة الوصول إلى مشاكلهن وما تعرضن ويتعرضن له، ووضع الحلول لها، كما أن دور الأخصائية لا يتوقف عند أوضاع النزيلة داخل المؤسسة بل يتعداه إلى مرحلة أخرى هامة، وهي مرحلة خروج النزيلة من المؤسسة وما يسمى عندنا بالرعاية اللاحقة، لكي تستطيع الاندماج في المجتمع والعودة للحياة الطبيعية”.

وأضافت:” فنحن لا نترك السجينات لحظة خروجهن من السجن وحيدات، لاسيما من لديهن أطفال انقطعن عنهم لفترة وقد تكون منها طويلة، ونسعى أن تكون مهيأة حتى لنظرة المجتمع لها بعد خروجها، وتستطيع مواجهة الحياة وعدم الاكتراث لما قد تتعرض له بعد الخروج وهذا نعمل عليه من لحظة دخولها للمؤسسة لذلك نحن نسعى لتهيئتها داخل المؤسسة وبعد خروجها منها.

ونوهت إلى أنه ليس من السهل إقناع النساء بضرورة المواظبة على زيارة المعالجين النفسيين والاجتماعيين، لما لدينا في مجتمعاتنا من اعتقادات سلبية في هذا الإطار، ومع هذا لاحظنا استجابة النزيلات نفسياً، بل هناك تحسن ملحوظ من الجانب النفسي.

وعما يتداول من سوء المعاملة، وأن هناك سلوكا لا أخلاقيا داخل المؤسسة قالت :” نعمل من لحظة دخول النزيلة للمؤسسة وقضاء فترة حكمها، على ادخالها لبرامج نفسية وتعليمية تؤهلها للعودة لحياتها الطبيعة من جديد عند خروج أي نزيلة بل نطمح بأن تكون أفضل مما كانت عليه قبل دخولها، وبالتالي نحن نعمل على متابعتها حتى عند خروجها للاطمئنان على وضعها. فكيف تكون المعاملة سيئة إذا كنا نعمل على أن تخرج أفضل مما كانت عليه؟

وأضافت:” وتبقى العقبة الرئيسية والصعوبة فقط في نظرة المجتمع لها بعد الخروج وهذا نعمل عليه أيضاَ من خلال تهيئة النزيلة نفسها بالتعاون مع عدة منظمات ومؤسسات ذات العلاقة وتوعية المجتمع بأهمية الاندماج لكل من أخطأت ثم اعتدلت، لتعود لحياتها بشكل أفضل، وعلى الرغم من البرامج التي تقوم بها في المؤسسة للتخفيف عن النزلاء وتدريبهم لمقابلة مرحلة ما بعد السجن، إلا أن التأثيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية للبقاء طويلاً خلف الأسوار تظل تطاردهم حتى بعد الإفراج عنهم إلى حد التحكم في عملية تكيفهم مع المجتمع من جديد، وقد تكون سبباً في عودتهم إلى طريق الانحراف مرة أخرى، وهذا ما نسعى له بمتابعتهن حتى لا يعُدن لما كنّ عليه.

قوانين

وشددت على أن داخل المؤسسة قوانين يجب على الجميع الالتزام بها كما في الخارج وقد تكون صارمة ولكنها ضرورية للتأهيل والإصلاح والقوانين ملزمة للجميع سواء للنزلاء أو للعاملين بالمؤسسة، وبالتالي أي خرق لها يعرض صاحبها للعقوبات”.

ثم شددت الفيتوري بالقول في هذا الصدد أنه منذ أكثر من عشرين عاماً أعمل في مؤسسات الإصلاح والتأهيل وتدرجت في العمل فيها وعملت في العديد من مؤسسات الإصلاح والتأهيل في مختلف أنحاء ليبيا، وتابعت عن كثب العمل فيهم، ولم أسجل أو شهدت أي واقعة لا أخلاقية في أي مؤسسة ولم نسجل أي اعتداءات، ودائماً ما نراقب أي سلوك مشين .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :