الصديق بودوارة
وسأحاول باتصالاتي المتواضعة مع نائب ملك الجن الذي مدد لولايته مؤخراً..
سأحاول أن أفرش لك الزقاق المؤدي من مطلع روح الدرويش
إلى نهاية أول خيبة أملٍ تصادفه.
وإذا لم يمانع.. سوف أقنعه بأن يعلق من أجلك عقود الزينة من بداية شارع المتنبي في بغداد..
وحتى مدخل مترو الأنفاق الذي يواجه مجمع التحرير في القاهرة .
تعالي فقط..
أعرف جنية مقتدرة بإمكانها أن تجلب لعينيك الكحل من قرطاجة
قبل أن يحرث الرومان أرضها بالملح بثلاث دقائق فقط.
وتستطيع بلا مشقة أن تأتي لك بالحرير من بائع صيني مات قهراً منذ ثلاثة آلاف سنة..
غير أنه لم يغلق دكانه بعد
ومازالت روحه تبيع الهدايا للسائحات بلا مقابل.
تعالي..
في المدرسة الابتدائية كانت زميلتي في المقعد حسناء من العالم الموازي
فضائية بشعرٍ أصفر
وعينين خرافيتين
سوف أتصل بها وأطلب منها أن تمسح على جبينك بغبار نجمة لم تنطفئ منذ مليون سنة ..
وسوف أضمن لك أن بريق وجهك بعد ذلك سوف يظل متقداً كقلب عاشق لا يعرف الكذب.
تعالي..
صديق قديم لي كان ساحراً فاشلاً بعض الشيء
سوف أقنعه..
أنا دائماً أقنع أصدقائي
وخاصة الفاشلين منهم
لذلك سوف أقنعه بأن يخرج من قبعة صاحب المحل المجاور
أرنباً..
ويجعل الأرنب يتحول في غمضة عينٍ إلى ثمرة فراولة
ثم إلى قصيدة مذهلة
نقرأها معاً..
وننتهي منها قبل دقيقة ونصف من خروج اليأجوج والماجوج من مكمنهم الحصين.
لنشهد معاً نهاية هذا العالم
لأودعك بعدها وأنصرف
فلا مكان لمخلوق مثلي في عالمٍ لا يهتم بمشاعر الدراويش.
تعالي فقط..
كل الأمور ممكنة
سأجلب لك تفاحة نيوتن قبل سقوطها من الشجرة بخمس ثوان..
وسوف أتصل بعفريتٍ من الجن لعله يوافق على أن يأتي لك بعرش ميسي قبل أن ينتقل من برشلونة إلى دكة بدلاء سان جيرمان
وربما سوف يرق لحالي فيستجيب لمطلبي بأن يرسل لنا صوراً حصرية
لروما قبل أن تسقط في يد البرابرة
أو لسقراط وهو يكتب
أو لأمرئ القيس وهو يموت
أو لآخر أمراء الطوائف في الأندلس وهو يبكي
أو لقلبي..
قبل أن يموت قلبه بدقيقتين.