تفاوت وجهات نظر نخبة المجتمع الليبي  بين مؤيدة ومعارضة لملتقى صناعة المحتوى

تفاوت وجهات نظر نخبة المجتمع الليبي  بين مؤيدة ومعارضة لملتقى صناعة المحتوى

تقرير:فسانيا  

  تفاوتت وجهات نظر نخبة المجتمع الليبي، من إعلاميين وصحفيين وكتاب وشعراء، وناقدين بين مؤيدة ومعارضة لملتقى صناعة المحتوي الذي أقيم مؤخراً على هامش الفعاليات الختامية لحدث طرابلس عاصمة الإعلام العربي 2022.

فالآراء المعارضة، أجمعت على أن الملقتى غيب صانعي محتوي هادفين ومؤثرين واعتمد معايير غير شفافة في الاختيار والتكريم، وأن توقيته وطريقة التنظيم غير مناسبة، بل إنه رسالة خبيثة من الحكومة لإشغال الرأي العام عن قضاياه الأساسية.

أما الآراء المؤيدة فأجمعت على أن الملتقى مهم ومفيد للساحة الفكرية والثقافية الليبية، يتيح للمشاركين نافذة لتبادل الأفكار، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي و ازدياد قاعدة المتابعين، وأن الفكرة رائعة لما فيها من اكتشاف المواهب.

نقص الخبرة:

تقول الصحفية نبيلة سالم، إن صناعة المحتوى وسيلة إعلامية متطورة لتقديم فكرة معينة أو تغطية حدث أو نقل صورة حية، إلا أن مهنة صانع المحتوى في صورتها المكتملة تحتاج إلى خبرة طويلة في مجال الإعلام وتتبعها خبرات فنية وإعلامية.

وأضافت” أن توقيت الملتقى وطريقة التنظيم ربما كانت غير مناسبة، وهذا أحد أسباب استهجان شريحة من المجتمع لهذا الحدث خاصة وأنه ينفذ لأول مره في ليبيا، أما نجاح الحدث فإن استقطابه لبعض  الأسماء الإعلامية العربية من صناع المحتوى دليل واضح على تحقيق أهداف البرنامج”.

من جهته أشاد الصحفي محمد حديد بالملتقى قائلاً :” إن الفكرة في حد ذاتها ممتازة ولكن احتج عليها الكثير من الزملاء الصحفيين لعدم درايتهم بالموضوع أولاً ولتهميشهم ثانياً وهم يعتبرون صناع محتوى إلكتروني و ورقي ولهم بصمتهم، للأسف تم التركيز على صناع من مواقع التواصل وأبرزه الفيس بوك والتيك توك واليوتيوب ،و هناك كتاب من الطراز الرفيع لم يتم دعوتهم .

من جانبه صرح محمد الرميح مدير قناة ليبيا الغد الفضائية :”أخفقت الحكومة في اختيار التوقيت كون الأحداث الدائرة في الوطن لا تتحمل عقده، فجرح الوطن أعمق، هو ملتقى فاشل بكل المقاييس ورسالة خبيثة من الحكومة بعدم الاهتمام لما يدور في الوطن من انتهاكات طالت الجميع “.

ويرى الدبلوماسي المتقاعد محمد خليفه العكروت أن الظروف لا تسمح للبلاد بتنظيم مثل هذه الفعاليات ، وأن الفكرة سابقة لأوانها ولا يعتقد أن الملتقى حقق هدفا بل أثار غضب الناس واستفزهم.

ويرى المهندس عبد الباسط قنون أن الملتقى يخدم جميع شرائح الشباب :”فبالثقافة تتنوع الأفكار لخدمه الوطن وصناعة المحتوى فكرة تتناول الواقع المعاش للشباب واليوم صارت مصدر دخل مادي ومعنوي”.

معايير المحتوى:

الفنان التشكيلي أسامة سالم يقول:”الفكرة والتوقيت ليست بالأمر المهم مادام  الملتقى يقدم جيدا ويفيد المواطن الليبي لكن السؤال الأهم صناع المحتوى هؤلاء لم أعرف أحدا منهم وما يقدمون من معلومة هل هي مفيدة أو تسلط الضوء على مشاكل المجتمع؟ والأهم ، لماذا تم استثناء بعض صناع المحتوى الفاعلين عالميا؟.

يرى أحمد الزعيليك طبيب وصحفي أن ملتقى صناع المحتوى فكرة وهمية لغرض صرف الأموال والاستعراض بالوهم كما هي العادة ، كان من المفترض بالحكومة أن تسعى لتوفير العلاج للأطفال خاصة مرضى السرطان.

بينما يؤكد راشد الأمين الأوجلي على أن الفكره في حد ذاتها جيدة لو تم دعوة من كانوا دعاة للسلام ،ومن أفادوا المجتمع بالنصائح، ومن أظهروا الوجه المشرق لليبيا ، أعتقد كان هناك عدم توفيق في إرسال الدعوات.

يقول إبراهيم حامد بن جريد  ناشط سياسي مدني:” قبل الخوض في هذا الاستطلاع وجب علينا التعريف ما معنى صناع المحتوي؟ وإلى ماذا يهدف ؟ هل تهدف جائزة صناع المحتوى إلى تشجيع الشباب الموهوبين ودعمهم ومآزرتهم عبر حث الجيل الجديد على إنتاج محتوى متميز قادر على المنافسة عالميا سواء من الناحية التقنية أم من ناحية المضمون والابتعاد عن الانحلال من خلال الاستعانة بالمراجع العلمية والمصادر الموثوقة بغية خلق أفكار مبتكرة لدى الجيل الشاب من أبناء شعبنا أينما وجدوا في كافة بقاع العالم ليبدعوا وينتجوا وينافسوا وتزداد وتتعاظم ثقتهم في أنفسهم”

وأضاف:” ولكن الملتقى لا يمت لنا بأي صلة لا شكلا ولا مضمونا فجاء مناكفة ربما أو نكاية فمن ناحية الشروط والأحكام الفنية والتقنية لا تتماشى أبداً مع قيم المجتمع وأخلاقياته”.

ويضيف أحمد محمد بازاما صحفي مستقل. “إن كانت فكرة الملتقى تهدف لنبذ خطاب الكراهية وتعزيز السلم الاجتماعي فلا ضير من ذلك؛ وإن كان المستهدف منه عدداً محسوبا على جهة معينة يظل بكل تأكيد منقوصا لأنه ببساطة أي ملتقى ضرورة تتطلب أن يكون جامعا لأكبر شريحة من الإعلاميين بجل المدن والمناطق الليبية لضمان تحقيق الهدف الموضوع منه.

بينما يقول محمد امحمد الربيعي مدير مكتب الإعلام والتواصل بجامعة بني وليد :”لم يكن ناجحا على الإطلاق لعدة اعتبارات منها عدم الاهتمام بصناع المحتوى المحليين من الخبرات الوطنية، ويفترض أنه انطلق من البلديات بمعنى أن كل بلدية تشكل بها لجنة لتنظيم الحدث ثم يكون هناك مهرجان ختامي على مستوى البلاد تفرز فيه الإبداعات من صناع المحتوى المحليين وتقدم  الحوافز للمبدعين الحقيقيين وفي مختلف المجالات.

 يقول إبراهيم بن عمران رئيس حزب السيادة الوطنية:” من حضروا كانوا عبارة عن ديكور ومجاملة ومن يترأس القنوات الحكومية غير مختصين في مجالات العمل التلفزيوني وفعاليات الملتقى دعاية لحكومة غير وحدوية ولا وطنية”.

وأضاف :” صناع المحتوى موجودون في ليبيا ولم يتم دعوتهم للملتقى إلا لمن تريده الحكومة وهم يقومون بالتعبير عن آرائهم بحرية في وسائل الاتصال المختلفة دون مراقبة بل ملتزمون بأنفسهم في عدم التشهير أو الإساءة لأي شخصية اعتبارية أو غير اعتبارية

وتابع” وكم نتمنى أن يكون لدينا كصحفيين وإعلاميين مجلسا أعلى للإعلام لا يتبع الحكومة بل للمجلس التشريعي ولا نكون أبواقا للجهاز التنفيذي، نحتاج لحرية إعلام والمدونون لا يتعرضون للاعتقالات والطمس والمنع”.

تبادل الأفكار

الشاعر هود الأماني :” أعتبره أمرا مهما ومفيدا للساحة الفكرية والثقافية الليبية، يتيح للمشاركين نافذة لتبادل الأفكار وبيئة للقاء الذي هو عنصر رئيس في بناء المجتمع.

 فيما قال الصحفي عبد الحميد الأنصاري :” الملتقى همش الإعلاميين الليبيين، وصناع المحتوى الذين لهم شعبية حقيقية ولهم محتوى يمثل المجتمع الليبي، الغرض منه إرسال صورة للخارج فقط، وليس الاهتمام بالإعلام الليبي أو تكريم الإعلاميين الليبيين “.

ويعتقد الحقوقي والناشط المدني عمر محارب أن المهرجان كان عبارة عن مناورة لإشغال الرأي العام ، وسقطة أخرى تضاف إلى سقطات الحكومة التي أصبحت تتوالى!

وأضاف:” أن الملتقى بصفة عامة وبدون طابع سياسي كان سيئا وخاصة بعد أن تم توجيه الدعوات إلى فنانين بمبالغ طائلة ، كانت الدولة ومواطنوها أحق بأن تصرف عليهم  ،لم نر تواجدا فعليا لصناع المحتوى أو على الأقل تم تهميش أو استبعاد بعض من صناع المحتوى المشهورين وأصحاب المحتويات الهادفة.

من جانبه يقول الدكتور عبدالقادر الزروق غنيّة عميد كلية التقنية الإلكترونية بني وليد :”لا شيء يأتي من هذه الحكومة إلا وفيه ضياع وهدر للمال العام وللوقت  وحتى للذوق العام ،هذه حكومة أصبحت تفعل كل ما من شأنه الإضرار بهذا الشعب المسكين ، هناك أولويات عديدة كان الأولى بهذه الحكومة أن تهتم بها وتنجزها ولكنها تختار فقط ما يفيد أشخاصها دعاية ومالاً وراحة “.

وصرحت لطفية سعد أبوخزام مدير قسم ثقافة الطفل الشاطئ: ” إنه ملتقى للحالمين البعيدين عن الواقع ،الملتقى عرى ما وراء الكواليس وأخبرنا أننا في واد سحيق بينما حكومتنا في واد آخر “.

الصحفي سالم الحريك يقول  :”لا توجد أي فكرة ولا فائدة يقدمها هذا الملتقى سوى استمرار التفاهة والبهرجة الإعلامية والغاية تشتيت الرأي العام حول القضايا الوطنية الأساسية والسخط الشعبي الذي تتعرض له حكومة الوحدة الوطنية، كل ذلك يتم بتخطيط ما يسمى وزارة الاتصال والشؤون السياسية “.

أما عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام جامعة الزاوية أحمد الحراري يقول :” حضرت اليوم الختامي الذي كانت جل فقراته احتفالية بمناسبة ذكرى الاستقلال ، ولكن مع متابعتي للأيام الأولى أعتقد بأن الحدث قد لاقى نجاحا نسبياً من خلال استضافة عدد من الشخصيات والجهات الإعلامية في لقاءات حوارية توصلت لبعض النقاط الإيجابية أبرزها التعرف على الصعوبات التي تواجه الإعلاميين والصحفيين وأقسام الإعلام بالجامعات ، كذلك التعرف على محاولات إعداد مدونات السلوك الإعلامي لتنظيم الإعلام”.

ترى الناشطة الحقوقية فاطمة درباش أن  فكرة الملتقى جيدة، أما عن التوقيت فهو مؤسف جدا في ظل الظروف السيئة التي يعيشها المواطن اقتصاديا وسياسيا وصحياً ، أما المستهدفون لم يكونوا أبداً صناع لمحتوى مؤثر إيجابي.

انتشار وسائل التواصل:

ويصرح محمد حمادي علي ناشط مدني  “إن فكرة الملتقى مبتكرة و أتوقع أن تكون رائدة في ليبيا خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي و ازدياد قاعدة المتابعين لها  لكنني أعتقد أن الاختيار غير صائب فيما يخص الشخصيات التي تمّ دعوتها لحضور المحفل  حيث أن الأجدى و الأجدر هو تحليل الشخصيات الاكثر تأثيرا  عبر المنصات الليبية و يتم توظيفهم لمحاولة توجيه الرأي العام نحو الإصلاح في بعض الملفات كالمواطنة الفاعلة و المصالحة و المشاركة المجتمعية و لكن اختيار شخصيات عديدة من خارج ليبيا و دعوتها للمشاركة و إنفاق مبالغ مالية ليست قليلة في ظل تدهور الوضع المعيشي و الأمني و السياسي في ليبيا قد يجعل المواطنين يشعرون بأنهم ليسوا أولوية لدى الحكومة و أن الأحداث الإعلامية التي تخدم مصالح و نفوذ الحكومة هي الأهم.

 الكاتب فرج عبدالسلام يقول:” للأسف لم أتابع المهرجان عن كثب، وإن أعجبتني الفكرة من وراء تنظيمه ما حفزني على العزوف عن متابعة التفاصيل هو النقاش المحموم والذي لم يخلُ من سفسطة وشيطنة لهذا الحدث، وشارك فيه كثيرون ممن لا علاقة لهم بالثقافة أو الإعلام وكالوا التهم لمنظمي المهرجان ومخرجاته.

وأضاف:” أن أي نشاط ثقافي أو إعلامي هو خير من لا شيء ويكسر قليلا من الجمود والكآبة التي تحيط بنا من كل جانب، ونشكر الأقدار التي تُبعد حرّاس الدين وسدنة الفضيلة عن مثل هذه المناشط البريئة فلا يتدخلون فيها بالمنع وغيره مثلما يحدث مع جائزة سبتيموس في كل مرة”.

وفـاء دوزان  صحفية مستقلة  تشير إلى أن نتائج هذا الملتقى غير إيجابية بسبب غياب معايير اختيار المشاركين،” شاهدت العديد من صنّاع السخافة تصدّروا قائمة الحضور في غياب لعدد من صنّاع المحتوى الهادف الرصين ولا ينفي هذا حضور عدد منهم”.

يصرح  أحمد العيساوي صحفي ممارس ومتابع للشأن العام:” صناعة المحتوى الرقمي في ليبيا غير موجودة بالشكل العلمي المتعارف عليه ومن الصعب أن نطلق على صناع المحتوى مصطلح النخب وربما تجد بينهم المثقف وهذا بنسبة قد تصل إلى 2% بينهم وفقا لما نشاهده من محتوى يعرض على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأضاف :”هناك عبارة قالها “لغوستاف لوبون” تنطبق على جل صناع المحتوى وهي تقول من يستطيع إيهام الجماهير يصبح سيداً لهم، ومن يحاول إزالة الأوهام عن أعينهم يصبح ضحية لهم حيث يعد الفيديو أسرع أنواع المحتوى انتشارا وأكثرها قبولا في تسويق أي فكرة لعامة الناس .

وتابع :”صناعة وإنشاء المحتوى الرقمي بتقسيمها العلمي الصحيح تنقسم إلى عدة أقسام وأنواع مختلفة وفي العادة صانع المحتوى يقدم الحلول لا المعلومات فقط ، يتابع ويقرأ بشكل مستمر في مجاله حتى يبث منتجا ما أو مادة فكرية للفئة المستهدفة فالمحتوى والتسويق، وجهان لعملة واحدة وهذا أمر واقع لا مفر منه”.

وأشار إلى أن اختيار صناع المحتوى الليبيين تم  بناء على العلاقات الشخصية لا بالشكل العلمي الصحيح الذي له أسس ونظم تنظيم الملتقيات والمؤتمرات الدولية حتى تقدم الجوائز لمن يستحقها من خلال عدة شروط علمية وتقنية وجماهيرية”.

الترندات:

الصحفي أسامة الوافي يرى أن الفكرة بمنظور عام فكرة جيدة ومفيدة لدعم صناعة المحتوى الهادف ، ولكن ما تابعته من خلال تصريحات صناع المحتوى الجيد والمفيد يعكس تماما ما تم العمل عليه في هذا الحفل الذي شهدته طرابلس حول صناعة المحتوى ، فما هو المحتوى المستهدف من خلال الملتقى؟

إذا كان صناع المحتوى الهادف متغيبون ولهم ملاحظات حول ما تم من خلال استغلال المحتوى دون مراعاة الحقوق الفكرية لصناع المحتوى،  لم يعجبني في مضمونه فقد اختلف الأمر في معايير المحتوى المستهدف ، و الآليات التي اختيرت به المواضيع فعدد المشاهدات و الترندات لا يعني جودة المحتوى وأعتقد أن اختيار من سمي بصناع المحتوى ركز على المشاهدات وليس على المضمون رغم أن الملتقى تغيّب عنه صناع محتوى يتمتعون بمشاهدات عالية ومضمون عجزت عنه الوزارات.

يقول أبوبكر سالم الشريف موظف بديوان الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد المنطقة الجنوبية :” إن الفكرة رائعة لما فيها من اكتشاف للمواهب وصناعة المحتوي و لها دور كبير في إحداث تغييرات إيجابية داخل المجتمعات”.

يونس الصالحين محمد رئيس مجلس إدارة منظمة أثر للتنمية والتطوير يقول :” لم يكن  الوقت  مناسبا ولم يكن ناجحا لسببين: أنه أقصى أصحاب المحتوى المميز ومن لديهم تأثير على أغلب صفحات التواصل الاجتماعي ، ولم يكن هناك تعميم أو مساحة لمشاركتنا في هذا الملتقى”.

الدكتور محمد عبدالله الشريف  إعلامي وأكاديمي وشاعر يقول:”  لفت انتباهي ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الوسائط الإعلامية عما سُمي بمهرجان صناع المحتوى العربي، ما أستغربه هو ظهور هكذا مهرجانات بدون أي خطط مسبقة مما يعكس التخبط الذي تعيشه الحكومة والأجسام التابعة لها وكأن هدفها هو التسابق على إيجاد طرق لصرف المال العام ليس إلا.

تحسين التعليم

وأضاف:” نحن لسنا في حاجة إلى الاحتفاء بصناع المحتوى رغم أنني أرى أن الكثير مما يضعونه تحت هذا المسمى ليس له أي محتوى بما يعزز ويحسن جودة الحياة ،نحن في حاجة إلى الاهتمام بالبنية التحتية في تقنية المعلومات في كامل تراب الوطن، وإلى الاهتمام برفع كفاءة مخرجات التعليم في الإعلام والصحافة والفنون وكذلك بإيجابية برامج تدريبية تشرف عليها الوسائل الإعلامية سواء في القطاع الحكومي أو الخاص”.

يؤكد كمال ابوزيد كاتب ومصور فوتوغرافي:” أنا جدا مبتهج بهذا التعافي الذي وصلت إليه البلاد إلا أن ما حدث لم يكن طبيعيا من حيث الهدف والتنظيم شاء القدر أني كنت في طرابلس وكنت أتمنى أن أحضر أي فعالية من الفعاليات التي تزامنت مع وجودي في طرابلس وللأسف لم يسمح لي بالحضور لا لمهرجان الأغنية ولا أي فعالية إعلامية فقد تمثل الحضور في نخبة ومن يرضى عليهم منظم الفعالية ومع هذا فإني سعيد بهذا التحول أن أرى البندقية تحرس الثقافة كان الإخراج عموما من حيث المستوى الفني رائعا ، و من حيث المستوى الإعلامي ناجحا و على المستوى السياسي التنفيذي للبرامج الحكومية و التي يقصد منها إلهاء الشعب عن قضاياه اليومية و حقوقه الأصيلة في المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية المتردية و الاقتصادية المنهارة وعموم إدارة الدولة الفاشلة ، فإن المهرجان مجرد مظهر فارغ المحتوى و كمن يعزف و يرقص و يغني في مأتم .

وأشار إلى أن المهرجان عبارة عن تعبير حقيقي للواقع من حيث انفصال الحكومة عن الشعب و مداراة المجتمع الأرستقراطيّ على حساب الطبقة الكادحة المغلوب على أمرها ، وصورة حقيقية عن فترات الحكم المتردية التاريخية مثل عصر المماليك و الإمارات الأندلسية و نموذج عربي للدول الفاشلة الأفريقية و كذلك اللاتينية مثل فنزويلا و هاييتي

عبدالله علي عمران كاتب وأستاذ جامعي يضيف  :”ليس لدينا بصفة عامة من يمكن أن يطلق عليهم (نخبة مؤثرة) على كل الأصعدة، ولا تعد مواقع التواصل الاجتماعي من أدوات الاتصال المؤثرة في واقعنا الراهن، بل هي في الأساس لا تعد انعكاسا لواقع الشارع أما من حيث الأولويات فأغلب الظن أن الأولويات الآن خدمية وليست دعائية ومهرجانية”

الإعلامي إبراهيم الخيالي  يقول:” إن فكرة الملتقى ممتازة لكنه لم يكن ناجحا لعدة أسباب أهمها افتقاره إلى تعريف حقيقي لصانع المحتوى وما هي المعايير التي يجب أن تراعى في اختيار المحتوى المؤثر ليكون حاضرا في الملتقى، من المفترض أن يكون مميزا بالحضور وإبداعاتهم”.

تحديد الهدف

يقول الكاتب سالم مفتاح البرغوثي :”في اعتقادي أن فكرة مهرجان صناع المحتوى في ليبيا تحديدا كانت بحاجة إلى تحديد الهدف من إقامتها خصوصا وأن ليبيا تمر بفترة عصيبة من عدم الاستقرار .فالمزاج الليبي لم يكن مستعدا لتقبل الفكرة في ظل هذه الظروف المعقدة، ثم إن الاختيارات التي تم جلبها من إعلاميين عرب لم تكن موفقة نهائيا فبعض هذه الوجوه الإعلامية كانت تقدم برامج هابطة على الفضائيات العربية ولا يمكن بأي حال من الأحوال إقناع المشاهد الليبي أو المستمع بأنهم يمثلون صناع محتوى ملتزم .ولذلك جاء المهرجان دعائيا باهتا لم يصنع حدثا ولم ينجح في تقديم الفكرة بشكل مثالي، لقد أعطينا بعض ضيوف المهرجان أكثر مما يستحقون” .

عبدالله مفتاح محمد ناشط مدني يقول:” لا أعتقد أن تنظيم مناسبات من هذا القبيل ذو فائدة خصوصا مع تأزم الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد، كذلك من حيث التوقيت فهو سيء في ظل المخاض السياسي والاحتقان العسكري مما يزيد من حالة السخط وتفجير الموقف، أما بالمجمل لو تم تكريم “صناع المحتوى” على المستوى المحلي قد يكون أفضل كتشجيع للمواهب الوطنية.

الشاعرة والإعلامية حنان الهوني:” إن  الفكرة جميلة جدا ولكن لا أعرف الآلية التي تم من خلالها اختيار الصناع، وماذا قدم فيه، ولكن في المجمل أي شيء في اتجاه دعم استقرار الدولة أنا معه بقوة”.

يرى محمد أحمد أبوخريص صحفي أستاذ إعلام متعاون سابقا  أن فكرة المهرجان في حد ذاتها لا غبار عليها بشرط التنفيذ الصحيح واختيار  المحترفين من صناع المحتوى الحقيقيين، ما يخص التوقيت يرى أن الحياة يجب أن تستمر :” وبهذا فإن كان هناك إمكانية للقيام بمنشط ما فيجب أن نقيمه بشرط أن نراعي الهوية والعادات وأخلاقيات المجتمع ، والاهتمام بالعنصر الوطني بنفس القدر والمرتبة مع الضيف الأجنبي وأكثر منه.

محفزة:

الصحفي صلاح إبراهيم  يقول:” لاشك بأن مثل هذه المحافل تعتبر أمرا جيدا ومحفزة للشباب وتساهم في الرفع من الكفاءات الوطنية ولكن قبل ذلك يجب اختيار تلك الشخصيات أو ما يسمى بصناع المحتوى وفق المعايير المتعارف عليها والفائدة العائدة من المحتوى المقدم وهذا عكس ما حدث شاهدنا شخصيات لا تقدم أي فائدة ومحتواهم غير هادف بل الأسوأ من ذلك بأن بينهم من يمارس التنمر و غيرها من عادات سيئة هذا لا ينفي وجود بعض الشخصيات التي تقدم محتوى هادفا وعددهم لا يتجاوز العشرة أشخاص من بين كل هذا الجمع.

ويقول الإعلامي عبد السلام الصوفي :” دعيت للملتقى و حضرت جزءا لابأس به، كفكرة موجودة في كل العالم و بحضور رؤساء دول تتم هذه الملتقيات، أما كتنظيم يعتبر أقل من المتوسط و كثير العشوائية و لم يكن هناك معيار واضح وكان اختيار التوقيت جيد جداً يتزامن مع احتفال وطني.

ويدعم الكاتب والأديب الصدّيق بودوارة  رئيس تحرير مجلة الليبي الثقافية، فكرة الملتقى ويقول في الواقع لا اعتراض على الإطلاق على كل عمل لا يؤدي إلى إطلاق رصاص أو انتشار الفوضى ، هذا ما نريده في هذه الفترة المشحونة من تاريخ البلاد ،.ولكن  ثمة ملاحظات مهمة  ما شاهدناه من نماذج لهؤلاء الصناع ،هل هذا كل ما في جعبة المنظمين  في بلد يعيش مثل ظروفنا؟ أعتقد أن علينا أن ندقق جيدا في اختيار من يقومون بالإعداد لمثل هذه المناسبات ـ إذ أن الإعداد السيء سيكون له مردود أسوأ بكثير . وهذا بالضبط ما حصل .

وتستغرب الكاتبة فريدة الحجاجي قائلة:” في الحقيقة لا أعلم المعايير التي على أساسها تمّ اختيار المشاركين في المهرجان وإنني أتساءل قبل كل شيء ما المقصود بـ “صناع المحتوى”؟ وما نوعية هذا المحتوى ؟ هل هو ثقافي ، اجتماعي ، علمي ، سياسي ، اقتصادي أم هو مجرد مجموع “اللايكات” التي يتلقاها الشخص في هذا الفضاء الافتراضي الذي لا يعكس دائماً حقيقة الأشياء أو الأشخاص أو الأحداث؟ أما فيما يتعلق بمسألة نجاحه من عدمه فقد قرأت تعليقات بعض الذين حضروا المهرجان وجاءت في أغلبها سلبية.

مصطلح النخبة:

عبدالحكيم عامر الطويل مهندس نووي وباحث وكاتب في التاريخ الليبي يقول:” ليس لدي أي علم به فلم يدعُني أحد له ولم أقرأ إعلانا عنه رغم أنني على الفيس بوك من 2007 وعلى التويتر منذ 2013 وكان لدي قبل 2007 بسنوات موقع شخصي ثقافي سياحي استلهمت منه القناة الوطنية عدة معلومات لفائدة برامجها.

وأضاف:” ليس لدي أي علم ماذا يعني مصطلح النخبة! فلا أدري ما هي المعايير التي وضعتها لجنة التحكيم لتفرز المدونين هذا نخبة وذلك نكرة! الفكرة كانت لتكون رائعة لو تفادوا النقاط التي ذكرتها أعلاه، أي لو أعلنوا عنه وأعلنوا عن معاييرهم وجعلوا الحضور عاما ، إن توقيته بحد ذاته جعلني أخشى نواياه، فهي على ما بدى لي ليست سوى سياسية القصد منها هو تحشيد فريق إعلامي مؤيد لمنظميه في سياساتهم الداخلية والخارجية الحالية والقادمة.

الصحفي وائل أحمد يقول :”الفكرة تعتبر نوعية في بلادنا كونه لم يسجل وجود مبادرات لاحتواء وتكريم هذه الفئة من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي في بلادنا، وإن وجود جائزة لها ضوابط ومحددات وأطر يساهم في تنويع أشكال المحتوى المقدم على الشاشات دون الإضرار بأخلاقيات المجتمع الليبي، للأسف هناك لغط كثير رافق النسخة الأولى من ملتقى صناع المحتوى كون الفكرة جديدة وكان هناك تشويش قد يكون متعمدا ولكن كل هذا تم خلق له أرضية خصبة كون الجهة المنظمة غابت عنها الشفافية حول كيفية منح الجوائز والتنوع الجغرافي وجودة المدعوين، وفيما يتعلق بالتوقيت بالتأكيد الظروف الاجتماعية والمعيشية  والسياسية قد لا تسمح بمثل هكذا أحداث خصوصاً وأن المطالب المحلية والدولية تتجه إلى توحيد المؤسسات الحكومية والذهاب إلى انتخابات وحل الظروف المعيشية التي يقاسيها الليبيون وتبقى هذه الأماني هي الأمل المنظور تحقيقه على حساب أمور ثانوية.

تغيب معاناة الشعب:

يقول شعبان الطاهر أحمد مدير فرع المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان غات:” يبدو أن حكومتنا الموقرة مغيبة عن الواقع ، أو بالأحرى تحاول أن تخفي ما يعاني منه الشعب والدولة من أزمات، نحن لسنا في وضع مثالي يتطلب العيش بتلك الرفاهية ويسمح لنا بالعيش في هذا الترف والبذخ”.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :