تطالعون هنا ملخص لدراسة مهمة أعدها قسم الدراسات والتوثيق بمركز دراسات الجنوب الليبي للبحوث والتنمية حول :
تنظيم داعش في الجنوب الليبي مؤشرات الخطر وأحتمالات المستقبل!!! نشر ملخص الدراسة في الصفحة الخامسة من عدد فسانيا الصادر هذا الاسبوع … متابعة طيبة
عندما يمد الضحايا رقابهم لحد سيف دواعش القاطع ، ويختار الداعشي قطع الرقاب عن طيب خاطر ممنيا نفسه بالذهاب للجنة هو ورفاقه ، محروقين وملغمين مقابل ان يرسلوا أعداء الله الى النار ينتحرون او يستشهدون مسرعين، في بالهم متيقنين أنهم بعد تحولهم لرماد ،مباشرة سيحضنون الحور العين الجميلات ، وسيشربون من أنهار العسل المصفى وقوارير اللبن والنبيذ اللذيذ، تلك قناعتهم التي وعدهم بها زورا مفسرا التنزيل على هواه من يمسك بمقبض السيف وهو متكئا على تعاليم الإسلام السمحة كما يراها هو تعاليم تنادي بالقتل وتنبذ التسامح والعفو السلام، هذا السياف الفاجر الذي يتفاخر بقطع الرؤوس يكتفي بالعيش في جنة الدنيا تاركا لذوي الرقاب الممدودة وعن طيب خاطر أيضا جنة الفردوس الأعلى في الاخرة !!!. هنا توصيف الحالة المتكررة بشكل دائم لا يجدي .. والاجدى البحت عن أسبابها وعن المستفيد من استمرارها؟ وكيف يمكن انقاذ ما تبقى من الرقاب ؟
صحيفة فسانيا تنفرد بنشرها ملخصاً وافيا لفصل عنوانه تنظيم الدولة في الجنوب ،وهو جزء من دراسة متميزة أعدها قسم الدراسات والتوثيق بمركز دراسات الجنوب الليبي للبحوث والتنمية حول “تنظيم الدولة في المنطقة الغربية والجنوبية ” فلنتابع:
…لاتوجد معلومات ميدانية موثقة، حول ما اذا كانت هناك خلايا لداعش في المنطقة الجنوبية، التي تشهد صراعات عرقية وقبلية واسعة بين الفينة والأخرى، تشمل مدنا رئيسية مثل الكفرة و أوباري وسبها،كما لم يعلن التنظيم في اي اصدار إعلامي له عن وجود ولاية تابعة له في الجنوب اللييبي .وربما يكون سبب عدم اعلانه خوفه من القبائل المسلحة تسليحا جيدا التي تملك خبرة طويلة في استخدام الاسلحة و الاستنفار الدائم بسبب المشاكل القبلية والعرقية ، اضافة الى ان تمركز التنظيم داخل مدن بعيهنا في حنوب البلاد لايخقق مكاسب من أي نوع للتنظيم ،بل ربما سيسبب خسائر اكثر من تلك التي يطمح لتحقيقها .
وتدل بعض المؤشرات أن مايهم تنظيم داعش في الجنوب الليبي هو حقول النفط التي يقع الأكثرية منها في المناطق الجنوبية الأقرب للساحل منها للصحراء ، وتحديداً مركزه الرئيسي في سرت الذي يمكنه تمركزه فيها من الوصول للحقول بسهولة ويسر أكثر من تمركزة في خلايا وسط مدن مهمة في الجنوب الليبي .يذكر أن داعش سيطرت في وقت مبكر من شهر مارس 2015م على حقلي المبروك والباهي جنوب شرق سرت ونقلت للعالم كله من هناك تفاصيل ذبح بعض العاملين الاجانب في الحقلين ،كما سيطرت داعش على أقدم الحقول النفطية في البلاد وهو حقل الظهرة الواقع جنوب غرب سرت .
ورغم المؤشرات السابقة فأنه لايجب أن لا يركن الليبين الى الاطمئنان على سلامة جنوبهم ، فرغم ان المنطق والاسباب
تشير الى انه ليس من مصلحة داعش ان تستقر في الجنوب ،إلا أنه لاشك لدينا أن التنظيم يملك منسقين او مندوبين عنه في مناطق الجنوب، فالأسلحة التي تصل الى التنظيم عرب الطرق المختلفة والمقاتلون القادمون من مالي ،السودان،ينيجيريا والجزائر لابد لهم من محطة توقف وعبور لييصلوا مركزهم في سرت بأمان ، لذلك فالصحراء الليبية تعد من أفضل الطرق التي يمكن من خلالها المرور لسرت ؛ ويستلزم المرور عبر هذه الصحراء أشخاص لهم خبره، كما لا نستبعد مشاركة مرتزقة بيع السلاح وتهريب البشر والمخدرات من تهمة مساعدة داعش ولو اكن ذ لك دون معرفة حقيقة داعش باعتبار ان مايهمهم المبالغ المدفوعة مقابل تعاونهم .
لكن المؤشر الأخطر في تواجد داعش بالجنوب هو تعاونهم مع تنظيم بوكا حرام ، فيحسب الشهادة الميدانية التي تحصلنا عليها من سرت حول معلومات مؤكدة مفادها أن قافلة من 6 سيارات مسلحة وبكامل تجهيزاتها وصلت لسرت من نيجريا مما يعني التعاون بين وتنظيم داعش .
وبعد أن إنتهى تواجد داعش فعليا في صبراته، فمن المتوقع خلال الأيام القادمة أن يتسلل لليبيا عبر منفذ ذهيبة بأوراق مزورة بعض مقاتلي داعش المتمركزين في تونس ليتجهوا عبر الصحراء من الحدود التونسية الى بنى وليد وبعدها الى سرت ،كما يمكن جداً أن يكثف تنظيم داعش من عمليات تجنيده لمقاتلين في السودان ومالي وتشاد والنيجر ويرسلهم بسهولة الى وسط ليبيا عبر الجنوب المفتوحة حدوده بلا تحكم ولا مراقبة…!!! وهذا ماسيدعو التنظيم الداعشي إلى الإسراع في إنشاء مراكز سرية لاستقبال المنضمين إليه لتكون هذه المراكز مصادر خطورة لايستهان بها فربما تتحول مراكز العبور هذه إلى أماكن تمركز رئيسية وهذا أمر ممكن الحدوث.
ورغم أن سيطرة داعش على مناطق جنوب سبها تعتبر صعبة جدا في ظل انقسام النفوذ في هذه المناطق بين قبائل التبو والطوارق القوية ، الا في حالة نجاح داعش في الوصول إلى اتفاق ما مع التبو لايعلم أحد إمكانية جدوثه من عدمه ،وحتى ذلك الوقت يظل التهديد الأكبر لداعش في الجنوب على تلك المناطق التي لاتشهد تواجداً عسكرياً كبيراً سواءً كان قبلياً أو تابعا للدولة .
منقول بتصرف من قسم الدراسات والتوثيق بمركز دراسات الجنوب الليبي للبحوث والتنمية