تواجه تحديات مالية وأمنية ” الإذاعات المسموعة في سبها “

تواجه تحديات مالية وأمنية ” الإذاعات المسموعة في سبها “

تقرير : منى توكا شها

. آمال في المواكبة وواقع يمنع المواصلة

للإذاعات المسموعة مكانة خاصة عند الشارع السبهاوي، حتى في ظل الظروف الصعبة والمعيقات التي تحد عمل الإذاعة واستمرارها وتتسبب في الكثير من الأحيان في انقطاعات وتوقفات بشكل دوري، تارة بسبب أمور اقتصادية وأخرى أمنية وأحياناً فنية.

ومع كل هذه العراقيل ازداد عدد الإذاعات المسموعة في مدينة سبها، ولكن  كيف تستمر هذه الإذاعات في العمل والمحافظة على بثها و نوع البرامج التي تختارها.

عقبات

يقول علي أحمد المبروك مدير فرع قناة ليبيا الوطنية بالمنطقة الجنوبية:”إن الصعوبات التي تواجههم كراديو هي لوجستية بالدرجة الأولى من دعم مادي وتطويرٍ للأجهزة، مشيراً إلى أن المواد التي تبث حالياً عبر راديو الوطنية سبها هو خطاب محلي خدمي، و عدم ربط الإذاعة مع الإذاعة الأم  بسبب تأخر الربط من البريد المركزي بطرابلس ( وصلة الفايبر المسموعة) .

وأضاف أن هناك صعوبات أيضاً في تدريب  الكوادر وتأهيلهم لعدم وجود الإمكانيات رغم أن القناة الأم بدأت فعلاً في تطوير وتدريب الكوادر الإعلامية بما فيهم إعلاميّ الفروع على الصعيد المرئي متمنياً أن يشمل ذلك المجال المسموع.

وأوضح المبروك أن إذاعة ليبيا المسموعة هي صوت الوطن الرسمي ويفترض أن تكون مربوطة مع كل الفروع في الوطن وبما أن الربط تأخر حاولوا  كفرع المنطقة الجنوبية البث على صعيد المنطقة  خطابا محليا ينقل صوت المواطن ويطرح المواضيع الخدمية بعيداً عن السياسة  رغم قلة الإمكانيات وعدم وجود تفويضات مالية للفرع منذ 2013.

وواصل المبروك:”مايميز  الوطنية أنه بالإمكان استماع الراديو على الموجات (fm_ _sw  __fm)، مشيراً إلى  إمكانية استماع الراديو حتى عن طريق تطبيق خاص يتم العمل عليه عن طريق صفحة الراديو على موقع  التواصل الاجتماعي الفيس بوك.

وأكد على ضرورة دعم الفرع من قبل القناة الأم من ناحية تطوير استيديوهات الفرع والصيانة والإمكانيات التسييرية.

من جانبه يقول إبراهيم علي رمضان  مدير راديو رمضان الخاص  :” انطلق الراديو في البث منذ  1/6/ 2013م  وهو راديو ذو طابع ثقافي فني صرف يبث برامجه 24/24 ساعة .

وتحدث عن الصعوبات التي تواجهه قائلاً:” في البداية كانت المشكلة استمرار انقطاع التيار الكهربائي والذي قد يصل إلى 6 ساعات متواصلة في بعض الأوقات ، وحلت المشكلة بواسطة المولد الكهربائي ولكن سرعان ما خرجت مشكلة التزود بالوقود،  مشيراً إلى أن هناك صعوبات  فنية تتمثل في ذوي الأقلام والحناجر فهي شبه معدومة .

برامج منوعة

و بخصوص نوعية برامج راديو رمضان يقول :”برامجنا متنوعة وجلها ثقافية وفنية بحثة ، وأيضاً يتخللها البرامج الحوارية”.

ويشير إلى الصعوبات في الاستمرار قائلا ً إن:”في البداية كان الاعتماد على المولد الكهربائي ، ولكن عند شح التزود بالنافتة ، تم الاستبدال والاعتماد على الألواح الشمسية وحلت المشكلة” .

وفي حديث عما يميز راديو رمضان لفت إلى وضوح الصوت المرسل “سيتريو” و  تميز المذيعين المتمكنين من أدواتهم من حيث الصوت ومخارج الحروف والإعداد الجيد في البرامج والجودة والإتقان بالإضافة إلى المنفذين على احترافية عالية في إدارة البرامج وبالتحديد المباشرة ” على الهواء مباشرة” من حيث اختيار الأنغام المناسبة والمتماشية مع الموضوع أيضا الإخراج الممتاز للحلقة ،والتوازن في أصوات الضيوف عند إدارة الحوار فلا تسمع صوتا يعلو على الصوت الآخر .

وتابع من حيث البرامج  يتميز رمضان بوجود برامج لتعلم اللغة الإنجليزية ،والفرنسية سواء للمبتدئين أو المتوسط وحتى المحترفين، وذلك عن طريق مدرسين أكفاء في ذات المجال ، أو البرامج المعدة سلفاً، ووجود برامج ثقافية همها الأول إيصال المعلومة للمتلقي “المستمع” والتي تكون معتدلة في الطرح وبسيطة الفهم.

وكذلك الومضات والإعلانات الإرشادية بالمجان في مواضيع عدة ” مثال ترشيد الكهرباء – حول جائحة كورونا – مع منظمات المجتمع المدني في الانتخابات والتوعية بها …..إلخ

وأضاف:”تميزنا بطرح برامج فنية تحليلية متخصصة ، تتناول بالنماذج مادة معينة عن كتابة المادة إلى تلحينها إلى أدائها من قبل المطرب أو المؤدي وكان ذلك في برنامج ” بين طيات الموسيقا الشرقية”.

وأشار رمضان إلى أنهم يأخذون  بعين الاعتبار أي استفسار أو رأي أو نقد يرد  من أجل التحسين في سبيل استمرار الراديو بطريقة مثلى لأنها في البداية والنهاية للمستمع الكريم ،لافتاً إلى أنه لولا ذلك ما استمر الراديو إلى 10 سنوات من البذل والعطاء دون توقف إلا في الظروف الخارجة عن الإرادة ” انقطاع التيار الكهربائي”.

وعن وسائل جذب المستمعين يقول إبراهيم رمضان إن الوسيلة الأولى في الجذب هي نقاوة ووضوح الصوت واختيار الأنغام وبثها في وقتها المناسب دونما انقطاع تزعج المستمع فقد يكون النغم له ذكرى معينة أو حدث يعيش معه اللحظة .

أما الوسيلة الثانية عن طريق البرامج المباشرة للمشاركة وإبداء الرأي عن طريق الهواتف أو الرسائل القصيرة sms أو وسائل التواصل الاجتماعي ، إلا أنه انخفض معدل المشاركة في الآونة الأخيرة عن ذي قبل بشكل غريب ولم تعد المشاركة إلا للدخول على السحب من أجل قيمة معينة فقط ، في الوقت التي كانت المشاركات تناقش موضوع الحلقة والتي كانت جميعها إيجابية وتصب في صلب الموضوع والذي بدوره نخرج به بتوصيات من خلال المشاركات.

ويوضح أن رسالة الراديو  تبصير العباد بما هو دوماً جديد في التكنولوجيا وإيصال المعلومة المفيدة والهادفة لإرساء دعائم الثقافة والمعرفة بالإضافة إلى مواكبة الركب الذي تخطانا آلاف الأميال من حيث العلم والمعرفة والتي أصبحت متوفرة بأيسر الطرق وأيسرها الاستماع وبالمجان عن طريق الراديو أو المشاهدة عن طريق الهواتف الذكية والتشابك بالنت لتعزيز المعرفة.

و خص إبراهيم رمضان “فسانيا” بتصريح  وهو بأن الراديو يجهز قناة خاصة على اليوتيوب يُبث فيها جميع البرامج التي عمل عليها الراديو منذ عقد من الزمن  لتكون متوفرة ومتاحة.

فرصة شبابية

و يقول مسعود خالد ”  مدير راديو الأثير الخاص ” عن إذاعته أنها منصة شبابية هادفة لمنح فرص للشباب لخوض تجربة العمل الإعلامي و دعم أفكارهم و طرح برامج هادفة تغير من واقع الإعلام وتحسينه ويقدم برامج شبابية، اجتماعية، ثقافية، منوعة، موضحاً أنه يواجه صعوبات في الدعم المالي لتسديد رواتب العاملين به وتحسين الإمكانيات.

ويشير إلى أن ما يميز الأثير هو نمط التقديم السلس الذي يواكب التطور وظهور البودكاست الذي يعتبر منافس الراديو  و الدعاية عبر السوشيل ميديا، لافتاً إلى أن الإعلام لا يزال وسيلة إقناع وتغير بثقافة المجتمع ومساهم في حل القضايا الاجتماعية.

كما المديرون يعاني العاملون في مجال الإذاعة العديد من الصعوبات حيث تقول ريماس القسام مقدمة ومعدة برامج راديو وتلفزيون إن أهم مشكلة تواجه الإذاعة هي غياب توحيد الخطاب حيث أنه مع كثرة الإذاعات أصبح لكل منها خطاب وطريقة مختلفة عن الأخرى وهذا ما جعل الأمر يبدو صعباً وسبب تشتتا للمستمعين.

 ومن جهة أخرى لا يوجد تحفيز لعمل الراديوهات المحلية أو للكوادر التي تعمل بها أو جسم يكون مسؤولاً ومنظماً بالدرجة الأولى لعمل  الراديوهات بشكل عام أو المواد التي تقدم بها.

وعما إذا كان للراديو نفس الأثر عند الناس تقول:” في الماضي كانت الإذاعات وبالأخص الراديوهات المحلية هي الأكثر استماعا لأنها تعتبر الأقرب للمستمعين ولما يحدث من تطورات في المجتمع من أخبار محلية أو دولية فكان استماع  الأفراد  لغرض مواكبة الأخبار والاستفادة من المعلومات المطروحة والاستماع للأعمال الغنائية ولكن الآن ومع تطور العصر وانتشار السوشيل ميديا أصبح تداول الأخبار أسرع سواء أكانت صادقة أم كاذبة وأصبحت الأعمال الغنائية متاحه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وترى أنه لايزال الراديو المحطة الرئيسية لبعض الأفراد ولبعض سائقي المركبات وربات البيوت ولا يزال يحتل المرتبة الأولى في خانه الأقرب إلى المجتمع.

ويقول حمزة السنوسي معد ومقدم برامج راديو :”إن الصعوبات التي تواجه العاملين في مجال الإذاعة هي مادية و أمنية”.

ويرى حمزة أن الراديو يجاهد في ظل تأثير وسائل التواصل الكبير والخطير لكن لايزال له جمهور رغم قلتهم.

ويتابع أنه عندما يستمع إلى الراديو في مكان ما يتساءل الناس مندهشين هل يزال هناك من يستمع إلى الإذاعة؟ ولكن في الجانب الآخر أرى الكثير من السيارات في الطريق يستمعون إلى موجات الراديو.

ويرى السنوسي أن للراديو مستمتعين كثر وأنه يستذكر عند دخوله لأحد المتاجر قال له صاحب المتجر هل أنت حمزة مذيع راديو الشروق؟ عند تأكيدي قال إنه تعرف علي من الصوت.

أما المذيعة براديو الأثير سماح المهري ترى أن الراديو لا يزال حتى الآن يحافظ على مكانه، لكن في المنطقة الجنوبية يحتاج الراديو لمواكبة التطورات والالتفات  لحاجة الجماهير وفق عصر التكنولوجيا ووجود البودكاست الذي يشكل منصة صوتيه حره تساهم في نقل الأفكار والثقافات بطريقة سلسة.

أفكار قديمة

وأكد أن مايعيق العاملين في هذا المجال بالجنوب، تكرار البرامج القديمة ورفض الأفكار الجديدة، والرواتب للعاملين بهذا المجال تعيق البعض بالعمل به رغم شغف ومحبة المجال مما يجعلهم يتجهون لوظائف أخرى.

وتتابع للحفاظ على مكانة الراديو وجمهوره نحن نحتاج لمواكبة العصر وتطوراته و فتح مجال للأفكار الجديدة ومنح الشباب فرصة للتجربة وإحداث تغير وضمان حقوق العاملين به.

ومن جهته قال مدير راديو سبها المحلية أبوبكر علي أبو شريعة التي عادت للبث بعد توقف دام سنتين  ” الإذاعة شهدت فترة توقف بسبب الظروف التي تعانيها الإذاعات المحلية على مستوى ليبيا ومنذ 2011‪ متوقف عنها الدعم من قبل وزارة الإعلام أو أي جهة معنية”

ويضيف ” أن الانقطاع من حين لآخر لقلة الإمكانيات الفنية ولكن هذه المرة للاستئناف تواصلنا مع المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون الليبي حيث تم دعمنا ببعض التجهيزات التقنية”.

ويتابع” الصعوبات الأخرى التي تواجه الإذاعات هي إنتاج البرامج التي تحتاج إلى مذيعين ومنفذين ومعدين وهذا يتطلب مصاريف مادية، ولكن بإمكانياتنا البسيطة تواصلنا مع مجموعة من المثقفين والأدباء و الناشطين والإعلاميين وكذلك الشباب الجدد وذلك لإعطائهم مساحات يقدمون فيها البرامج، وتكون المساحة مشتركة حسب القطاعات كقطاع الزراعة والثقافة بالإضافة إلى الإعلاميين المستقلين ريثما تتحسن ظروف الإذاعة “.

و يشير إلى أن مصدر الدخل الوحيد للإذاعات هو الإنتاج الإعلاني ولكنه مصدر ضعيف وساند بسيط ولا يغطي التكاليف والمصاريف الإنتاجية للبرامج حيث يحتاج إلى ميزانية كبيرة لتغطية الخارطة الإذاعية.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :