شاركت وزيرة الثقافة و التنمية المعرفية بدولة ليبيا، يوم أمس الاربعاء7 ديسمبر2022، في أعمال الدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية، وتنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
واكدت ” وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية الأستاذة مبروكة توغي ، خلال كلمتها في افتتاح فعاليات المؤتمر على أن هناك عشراتُ القضايا الحيويةِ اليوم التي تهمُّ حياةَ مجتمعاتِنا ومستقبلَ أجيالِها في حاجةٍ إلى مبادراتٍ من نُخَبِنَا الثقافية ذلك أن دورَ المثقفِ ووظيفتَه المنوطةَ بِهِ في هذه المرحلةِ أن يكونَ له موقفٌ ورأيٌ ملتزمٌ تُجاهَ القضايا التي تهم محيطَهُ ومجتمعَهُ موقفٌ ورأيٌ قادران على إيجادِ حالةٍ من اليقظةِ والوعيِ العامِ بأبعادِ تلك القضايا تأثيراتِها على حياةِ الناسِ وواقعِهم المُعَاش .
وأضافت ” في بلادنا ليبيا وفي ظلِ الظروفِ التي مرت بها تَحَتْمَ علينا كوزارةٍ للثقافةِ والتنميةِ المعرفيةِ العملُ على صعيدِ نشرِ ثقافةِ الحوارِ البنَّاءِ والمصالحةِ الوطنيةِ والتعايشِ السلميِّ ومكافحةِ التطرفِ الفكري إلى جانبِ عددٍ من المشاريعِ التي تَنْطَلقُ في مجملِها من ثقافتِنَا ومن واقعِ حالِنا الراهن آخذين في الاعتبارِ مُتطلباتِ المرحلة بِمَا يُعززُ الثقافةَ المجتمعيةَ لمختلفِ مكوناتِ الشعبِ الليبي وَبِمَا يَدْعَمُ الانخراطَ الجمعيَّ في مجالاتِ الثقافةِ المختلفة تنميةً وحفاظاً ونشراً.
و أوضح ” نحن هنا اليومَ لِنُؤكدَ أولاً على أهميةِ تظافرِ جهودِنَا من أجلِ الحافظِ على ثقافتِنا باعتبارِها طوقَ النجاةِ من تياراتٍ وعواصفَ دخيلةٍ على مُجتمعَاتِنَا فثقافتُنا هي خطُّ الدفاعٍ الأولُّ الذي نحمي بِهِ مجتمعاتِنا من تلكَ الثقافات التي قدْ تَتَسببُ في انهيارٍ اجتماعيٍ واقتصاديٍ وسياسيٍ وفكريٍ لهذا الحاجةُ تبدو محلةً وعاجلةً إلى وضعِ أسسٍ لتخطيطٍ ثقافيٍ سليمٍ وفي كلِ الجوانب حتى نضمنَ مستقبلاً أفضلَ لشعوبَنا
ولنؤكدَ ثانياً على أن مؤتمرنَا هذا والذي يأتي في وقتٍ حرجٍ يسعى فيه العالمُ إلى ترسيخِ أسسِ ودعائمِ الثقافةِ الخضراءِ كأساسٍ للحفاظِ على التوازنِ البيئيِ ومجابهةِ المخاطرِ والتحدياتِ التي باتتْ تُتهددُ توازنَ واستقرارَ حياةِ ملايينِ البشرِ في ظلِ التدهورِ البيئيِّ الكبيرِ والتغييراتِ المُناخيةِ التي تُلقي بضلالِهَا السلبيةِ على معيشةِ وغذاءِ بلْ ومستقبلِ الأجيالِ الحاضرةِ والمقبلةِ.
واشارت في ختام كلمتها انَّ دولةَ ليبيا تُرحب بالانضمامِ الى أيةِ جهودٍ جماعيةٍ تفعْمَلُ على ترسيخِ الثقافةِ الخضراءِ كأساسٍ لمواجهةِ التحدياتِ البيئيةِ القائمةِ وتُعَزِزُ من قدرتِنَا الجماعيةِ على الصمودِ أمامَ مختلفِ الأَزْمَاتِ الاقتصاديةِ والبيئيةِ والاجتماعيةِ هذا وتضمن جدول أعمال الدورة الثالثة والعشرون من المؤتمر مناقشة مجموعة من البنود. وتم في البداية اعتماد توصيات اللجنة الدائمة للثقافة العربية والتي عقدت اجتماعها مطلع ديسمبر الجاري.
كما وناقش المجتمعون الموضوع الرئيسي للدورة الحالية بعنوان “الثقافة والمستقبل الأخضر”، والذي عكس أهمية العمل من أجل تطوير سياسات ثقافية خضراء وأكثر استدامة.
كذلك ألقى المؤتمر الضوء على مواضيع أخرى كمراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتحديثها، برنامج سفراء الألكسو وخطة عمل لتسجيل المزيد من عناصر التراث العربية غير المادية على قائمة اليونيسكو للتراث غير المادي للإنسانية.