بقلم :: عبد السلام سنان
حين تُدهِشُني أمسيات الأقحوان، تتربع عشتار على مملكةِ الضوء، تهُزُّ رِمْش الكبرياء، تتهاوى فُحولة اللغة وتتشظى حروف البيان، أمُجُّ من غليوني حقول تبْغكِ الفاخر، أشْعلُ قصائدي من بياضِ اللوز، أتدثّرُ بصُراخِ غيْمةٍ رمادية الإمْتلاء، تُبلّلُ شِفاه السنابل برشاقةِ الحبور، أرْكضُ فوق مسامات النبض المُرْتبك من أجيجِ العابرين، في كفّكِ قرنْفلة لقّحتْها أنفاسي وأيْنعها سلامي، تشْهقُ فوق رُكامِ الضوء، غرابة الدِفْق تذهلُ بوْصلة الشعور كالزقاقِ الذي تعثّرتْ فيه طفولتي، أصَفّفُ خُطواتي نحْوكِ كعصْفورٍ تائهٍ عن سرْبِ الضحكات، أحْشو أنفاس الثرثرة في ظِلالِ الصمت السادر كخِنْجرٍ مجيد، سأقيمُ لكِ في كلِّ نافذةٍ عيد وأكْتبُ لكِ ألف قصيدة، لأجُزَّ من روحكِ جذور الحزْن، هيّا املأي دِلاء العهد ببلاغتكِ الخجولة، فوق حِممِ الشوق ستُزْهرُ أصايص الوداد، لن تذبل يا بعيدتي بتلاتُ الروح، أنا من يضمّدُ نزْف ليلكِ الغارق في أنين نبْضكِ الخائف .!