ثغرة دفرسوار جديدة

ثغرة دفرسوار جديدة

بقلم :: سالم البرغوثي

سواء كانت ثغرة أمنية في تمركزات الجيش أم خيانة من بعض القبائل المساندة فاﻻمر سيان ، فقد وقعت الواقعة وليس لوقعتها كاذبة ، و اصبحت الموانيء النفطية في يد السرايا و قد تعمدت كتابة سرايا فقط فهي بالمنظور العسكري ليست قوات نظامية خصوصا أن حكومة الوفاق لم تعلن عن تبعيتها لها او هي من جهزها وسلحها و بالتالي فإن احتمالية أن هذه القوة هي من بقايا قوات الجضران التي جمعت شتاتها تبقى إحتمالية قائمة مع بعض التعديلات على مستوى القيادة بمساعدة دولية على مستوى استخباراتي كرسالة شديدة اللهجة للمشير بأنه ليس وحده من يتحكم في رقعة الشطرنج بعد رفضه مقابلة السراج في القاهرة وأن جيشه المبني على عقيدة قتالية غير واضحة المعالم ﻻ تمكنه من الوصول إلى طرابلس طالما أنه لم يستطع الحفاظ على الموانيء النفطية القريبة من نقاط إمداده.
واعتقد ان المشير فهم الرسالة جيدا وعليه أن يقبل الوضع القائم حاليا والتنازل عن بعض شروطه  وإما أن يهاجم الموانيء النفطية ويتحمل تبعات ما يترتب على ذلك من وضع كارثي على اﻻقتصاد الليبي مع اﻻخذ في اﻻعتبار أن الدول العربية المسانده له كمصر واﻻمارات بدأت في تغيير مواقفها منه ربما ﻻعتبارات دولية كما وأن الزعيم القبلي صالح اﻻطيوش لم يستطع إقناع قبائل المغاربة وبطونها باﻻستمرار في الوقوف مع الجيش ومساندته فيما لو أراد المشير استخدام القوة ﻻستراد الموانيء ليصبح ظهر الجيش مكشوفا ويزيد من إتساع رقعة الثغرة اﻻمنية.
ووفق المعطيات الجديدة في الهلال النفطي وتغيير قواعد اﻻشتباك فإن دول أجنبية باتت تتحكم في مفاصل اللعبة التي ﻻشك هي لعبة قذرة بمساندة محلية للوصول إلى التقسيم أو لنشر قوة سﻻم دولية في الهﻻل برعاية أممية والعودة للمشهد العراقي ( النفط مقابل الغذاء) لكن ﻻ اعتقد ان هذا الهدف من السهل الوصول إليه ليس ﻻن الداخل الليبي متماسك ومترابط في وجه التقسيم والتدخل فقط بل ﻻن هذه الدول لها مصالح متباينة ومختلفة وربما يكون هذا اﻻختلاف مصلحة وطنية لكشف خيوط اللعبة للوطنيين في الداخل وليس للسياسيين ﻻتخاذ موقف صلب في وجه التآمر الدولي واﻻقليمي.
صرت خائفا من أن يتصرف المشير بعقلية العسكري الذي يعتبر هزيمته في الهلال إنتقاص من شعبيته وشرفه العسكري وينزلق في حرب ﻻ تبقي وﻻ تذر يتم استدراجه لها من قبل دول غربية ترى فيه شبها كبيرا لعقلية صدام حسين أثناء غزوه للكويت.
وصرت خائفا من أن السيد السراج سيفقد انضباطه وتوازنه ومعاقبة المشير على تصرفه قي القاهرة بتبني موقفا يثير حفيظة برقة كما تصرف المالكي مع السنة في العراق.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :