ثقافات

ثقافات

  • أ / عمر رمضان

كتب الأستاذ “صلاح حمودة” منشورا على صفحته أبدى فيه بعض وجهات النظر في بعض المسائل التي طرحتها في المنشورين الأخيرين ولأنها وجهة نظره هي التي أحترمها ولا أصادرها وأخالفها ولا ألغيها فقد وجب أن أتناول أنا بشيء من البيان وجهة نظري فيما قال ــــــــ هو يرى / وهو على حق / أن الفصل بين السياسة شيء عسير إن لم يكن مستحيلا فـــ الثقافة / في بعض ملامحها/ سياسة والسياسة / في بعض وجوهها / ثقافة ولكنهما ليسا شيئا واحدا فــ هما لايلتقيان حتى يتوحدا ولايفترقان حتى ينكر أحدهما الآخر وأنا لاأرد هذا القول وهذا الفهم ولكني / مع ذلك كله / أرى التوازي بينهما يولد منظوما منغوما ولانستولده نحن ولادة قسرية فــ يكون “نشاز” أرغم إرغاما على أن يكون في غير مكانه الذي هو فــ أنا في منشوري عن “غهمال التوثيق” للرواد والأعلام في الثقافة والفن والرياضة لم أتحدث عن دولة ولاعن نظام ولا عن حكومة .. بل كان كل حديثي منصبا على “التوثيق” النقابي والاجتماعي الأهلي فــ إقحام ” نظام الجماهيرية هنا في تعليق على منشور لم يتطرق مطلقا إلى “الدولة” بغض النظر عن اسمها ورايتها وزعيمها هو (كلام) في نفس “المعلق ” وليس في “صلب “المنشور ولاهو من ضمن موضوعه محل التعليق وقديما قالوا ” اللي في عقلك تخرب اوجابك” فـــ القاريء قد يقرأ ما في نفسه وليس ما الحروف وبالتالي فهو يعلق على ما في نفسه ولايعلق على شيء طرحه كاتب المنشور حتى يستحق التعليق والتصحيح والتوجيه والتسديد ـــــــ وهو يقول لي مافحواه إن نظام “معمر القذافي” سيطر على الثقافة وسيسها وسيرها ويستشهد بــ الثورة الثقافية” وأنا أبحث / في نفسي / عن علاقة هذا بما كتبته أنا عن لوم النقابة وأقارب وأصدقاء ومعارف الرواد في عدم توثيق سيرهم “الذاتية” ومع ذلك فـــ “الثورة الثقافية” كانت ضرورة من ضرورات “مرحلة التحريك والصحوة” لمجتمع خامل عشش فيه “الموروث” حتى صار فكره في الكتب وتفكيره في عقله كله مجرد” موروث” وهو موروث غالبه تم في “عهود العجز والفقر والجهل والاحتلال” فهو يعبر عن “خمول وعجز وتسليم ” ويمتليء بالخرافات والاوهام وحتى الجيد منه كتبه كاتبوه في “عصر الجمود” وهو ممتليء بــ “التقعيد والتعقيد” حتى تحولت كثير من الكتب إلى مايشبه الألغاز في عسر صياغتها وعقم معانيها كما نجد في “دروشة الصوفية” وحكاياتهم المليئة بالتخاريف وماترك “المشعوذون” من الإسرائليات و”طلاسم السحر” وكتب الجدل العقيم والاختلافات التي لاحد لها وماذا في ذلك ..؟؟ هي ثورة سياسية أرادت أن تغير مجتمعا وأن تستفزه للتفكير والدرس والبحث فـ جاءت “رجة الثورة الثقافية” فكانت في وقتها مجرد جرس يستنهض العقول وأنا لاأقول إن “الثورة الثقافية” كانت خيرا كلها .. كلا فقد ضاعت فيها مراجع لاتعوض ومخطوطات نادرة المثال عالية القيمة نعم لم تكن خيرا كلهافالكمال لله تعالى ولكنها لم تكن شرا كلها فالشر المطلق شيطان رجيم مرجوم وأنا ـــــ وأنتم تعرفون ــــــ أعرف أن الأمر يحتاج وقفة أطول ولكني أراه أوضح من أن يتم بيانه لمن شاء أن يفهمه ولافائدة في شرحه وبيانه لمن كان في دواخله يرفضه ولكني أقول باختصار “معمر القذافي” ليبي /عربي / مسلم / افريقي ولاشك أن هذا كله كان له الأثر الكبير في “سلوكه” وممارساته بغض النظر عن ثقافته الموسوعية التي تظل أحيانا كثيرة على الرف كــ عادتنا جميعا في أن نقول غير مانفعل وأن نفعل شيئا لانعرف لماذا فعلناه لأنه مزروع في “اللاوعي ” عن طريق البيئة والمحيط ثم الحاشية فيما بعدولكنه لمم يكن “ملاكا” كما نرسمه نحن عشاقه ومحبوه وليس شيطانا مرجوما كما يشوهه كارهوه كان “زعيما عربيا” فيه كثير من عيوب الزعماء وفيه كثير من حسنات رفيعة في شخصه وفي سلوكه وفي ثقافته الموسوعية وفي حبه لبلاده وتمسكه بأصالتها وحريتها واستقلالها مما لم يكن زعماؤنا العرب يتمعتون بشيء منه والتاريخ شاهد وشهيدوليس الحب جريمة ولاتهمة حتى أنكر الآن أنني أحب معمر القذافي شخصا وفكرا وكتبت عنه الأناشيد والأغاني تمثل قناعة وتمثل حبا وهو حب لاينفعني أنا ولايضر غيري وأنا رجل لايعبر عن حبه ورأيه إلا بـــــ “الحرف” تعبيرا سلميا عن نفسه ويحترم الجميع .. وأنا بعد هذا كله “شايب” وأعرف / بلا تلقين ولاتعليم ولانصيحة/ أن هذا كلام ليس أوانه الآن فـ نحن في حاجة إلى خطاب المصالحة والوئام بلا شخوص ولازعامات ولا أجندات ولاشعارات فارغات بل هي ليبيا .. وليبيا وطن الجميع وأم الجميع وحب الجميع فإن اختلفنا في الرؤية الشخصية توحدنا في حب ليبيا وإن كان لكل منا رؤية وهوى فـــ الرؤية الواحدة هي الوطن والهوى هو مستقبل الأولاد والأحفاد ـــــــ أما أنني أنا كنت في “المراقبة الإذاعية” فذلك ليس تهمة حتى أنكره ولاهو جريمة حتى يذكرني بها غيري .. نعم كنت في المراقبة .. ونحن درجنا على أن في كل إذاعة تتبع الدولة مراقبة بل وحتى القنوات الخاصة تراقب من النواحي الفنية ومن النواحي الذوقية ومن النواحي الأخرى التي تتعلق بالآداب العامة والدين وسياسة الدولة والصنعة الفنية للمادة التي نراقبها بل كنت في المراقبة وكنت عضوا في “لجنة النصوص” ولكني أقول للأستاذ صلاح ولغيره .. يشهد كل الذين عرفوني وخالطوني وتعاملوا معي وتعاملت معهم في كل اللجان وكل المسؤوليات (وأغلبهم ولله الحمد أحياء ) أنني لم أسيء يوما إلى أحد بأي معنى من معاني الإساءة أو الظلم أو شيء مما يكره المتعاشرون وأما الأغنية التي يشير إليها السيد صلاح ويقول لي إنك كتبتها بعد خطاب “زنقة زنقة دار دار” فــ هي تقول كلماتها حرفيا ( هذي ليبيا الحصن المنيع // وطن الخير والشرف الرفيع يامهد الأبطال / شرق وغرب وجنوب وشمال دون ترابها نفنوا حلال / يدافع دونها الطفل الرضيع يا أغلى حبيب / انتي أمنا مش للغريب لكن عيب مابعداش عيب / بين الخوت حرمتها تضيع هذي هي الأم /ها اللي دونها يرخص الدم هيا عرضنا وهيا الحرم / واللي يخونها واطي وضيع ) هذه هي الأغنية التي يذكرني بهات الأستاذ صلاح حمودة وهي أغنية لو فكرت الآن أن أكتب نغما لــ بلادي فلن أكتب أفضل منها وعلى ///فكرة أنا كتبتها عام 2010م وملحنها ومطربها الفنان رمضان كازوز يعرف هذا ويعرفه كل من خالطني عن قرب

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :