ثلاثية قصصية قصيرة

ثلاثية قصصية قصيرة

د. محمد محي الدين أبوبيه

١( ورود وأشواك)

 بضةٌ مرصوصة البنان ذات شعر ينسدل فوق قوام متمايل عصيّ الإتزان؛ لمحتها مع أبيها…اقتربت هامساً لها برغبة الإرتباط ومفاتحة أبيها

صارحتني: هذا غير أبي يا ابن الكرام..إنه ( بعلي) منذكثير الأيام

بثمن بخس دراهم معدودات شَرّوني أهلي…دون التفات لعُمر أو فارق مشاعر بيننا يزداد

مرار ريق حلقي يُملحُ نهر الفرات…الدُجى يستحيل العيش به أوقات ؛ فمن يتحمل سرمدية  عبوس القسمات؟ ولو خضّب المفرقَ آلافُ الصبغات فالمشيب بالقلب وليس بالخصلات

ظلت تندب وتبث الصيحات علّها تنفث ما تعتمله الجنبات لكن الشكوى قد تزيل الهم لا الأقدار.

انصرفت وهو معها وأنا بالإنتظار أتأمل كيف الورود تتلاحم مع الأشواك والتبر تباركه أيادي الإنكسار

٢( امرأة الفارس الأبيض)

أنا امرأة عربية…كل أحلامي وردية..حلّقتُ في رُبا سحرية..جاءني الفارس الأبيض خاطفاً كلَ مافيّ…استكنت إليه وخمدت آمالي…أيام العمر تمر وأصبحت وهم ماضي…صحوت من غفوتي والدماء تملأ آيادي وجسم ساكن صامت بجواري ولا أدري مابي…صرخات وابواق سيارات وأنا مُكبلة وقد تعقد لساني..آخر كلماته تطن بآذاني : هي مَن فعلت بعد أن أفرغت مالي؛ هي مَنْ انهت انتصاراتي وحياتي

٣( كهف الوهم)

سماء قريتنا تلفها أسراب الطيور مرتحلة متلهفة لعودة إلى عشها الهادئ باسطة أجنحتها..تساءلت هل قابلوا حبيبتي المسافرة منذ فترة؟..

نُكست وهل يعرفونها أم يتنبأوا بالفطرة..قلت ربما صافحوا عينيها أو ألقت هي عليهم نظرة..فأكحل عيناي بها

إنه الوهم الذي أسكنني كهف صنعته ظنون الرجعة…رجعة منتهية الآمال وغير منتظرة

تلفت يمنة ويسرة علّها أرسلت مكتوباً كأحبة الأزمنة الغابرة..وجدت سراباً وكأني أنشد ماءاً في قفرة

مددت أيادي الرجاء وأعدت الكَرّة..مرة تلو مرة

طيورنا سكنت أشجارها وبأوراقها مستترة..فأسررت إلى نفسي طالباً منها للرشد مثوبة

ربما بستان حبيبتنا لبس به شجرة لذاطيور قريتنا لم تزرها ولم ترها  فلا مكتوب ولا نظرة

دلفت إلى كهفي  أتمتع بتجرع الحسرة

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :