اكدت جريدة “كريستيان ساينس مونيتور” الامريكية ان جهود الوساطة الدولية والإقليمية فشلت في حل الأزمة الليبية، “والجمع بين الفرقاء الليبيين”، وقالت ربما يستطيع رجال الدين الليبيون التوسط وحل الخلافات العالقة بين جميع الأطراف.
ورأت الجريدة الأميركية في افتتاحيتها أمس الأحد، أن رجال الدين ربما ينجحون في حل الأزمة، وقالت إن معظم الليبيين يقدرون أي دور قد يلعبه رجال الدين لحل الأزمة، ولفتت إلى استطلاعات للرأي تقول إن ثلاثة من كل أربعة ليبيين يعتقدون أن القيادات الدينية والعلماء يجب أن ينخرطوا بشكل أكثر جدية في مرحلة الانتقال الديمقراطي.
ولفتت الجريدة إلى تقرير أعده مركز السلام الأميركي حول سبل دعم الشخصيات الدينية، وزيادة دورهم لتعزيز الديمقراطية والتوافق الوطني، وهو تقرير اعتمد على استطلاعات للرأي لليبيين بين العامين 2014 – 2016.
ووجد التقرير الأميركي أن غالبية القيادات الدينية في ليبيا منحازة لهذا الطرف أو ذاك لكسب الثقة، وأصبح الخطاب الديني مسيسًا ومصدرًا للاستقطاب.
ودعت الجريدة الأميركية الدبلوماسيين في الغرب إلى التعاون مع القيادات الدينية التقليدية المحلية للمساعدة في تحفيز السلام، إذ يرى كثير من الليبيين أن تلك القيادات تملك «صفات الاعتدال والمساواة، لجذب الأطراف المتنافسة وإقناعهم بالانضمام للمفاوضات». مضيفة أن “التجارب والمصالح المحلية هي الأكثر تأثيرًا”.
وقالت الجريدة “في بعض الأحيان خلال النزاعات المسلحة، على رجال الدين البقاء محايدين بدلاً عن اتخاذ مواقف منحازة من بعض القضايا، وفي حالة ليبيا، يمكن لرجال الدين الموثوق فيهم الاضطلاع بمهام الوساطة، وربما يستطيعون إقناع الأطراف المتنافسة للتخلي عن السلاح من أجل تحقيق توافق وطني شامل وسلام دائم”.
ولفتت الجريدة إلى خطورة الوضع في ليبيا، وقالت إن “ليبيا ليست بلدًا هامشيًا يمكن تجاهل الأحداث داخله. فالصراع الليبي جذب القوى الدولية مثل الولايات المتحدة وروسيا للتدخل، إضافة إلى القوى الأوروبية التي تسعى جاهدة لوقف تدفق المهاجرين منها، مع انتقال تداعيات الحرب الأهلية إلى الدول المجاورة مثل تونس”.