هل يتجسد الحلم حقيقة
قررت مجموعة من سكان حي المهدية بمدينة سبها أطلاق حملة تبرعات لبناء مركز تخصصي للنساء والولادة والأطفال في منطقتهم خطوة جبارة في اتجاه الوطن ، اللجنة المشرفة على العمل مكونة من دكاترة ومهندسين وأشخاص ذو خبرات عالية وحتى مواطنين واعلاميين ومؤسسات مجتمع المدني من داخل وخارج المنطقة اجتمعت لوضع خطة مفصلة عن العمل الحلم الضخم الذي لن يكون مستحيل بفضل الجهود الخيرة والنوايا الطيبة وصرح لفسانيا : السيد علي القايدي مختار محلة المهدية:” أن هذا المركز الصحي سيتم انشائه داخل النطاق الإداري لمحلة المهدية فالأمر يعنيني بشكل خاص و المشروع خيري ويعتمد بشكل كامل وأساسي على تبرعات أهل الخير والإحسان في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا .
وأضاف : الهدف من إنشاء المركز هو أن يكون هناك مركز تخصصي للنساء والولادة والأطفال في المنطقة الجنوبية التي تفتقر لهذا التخصص على الرغم وجود قسم للنساء في مركز سبها الطبي ولكن بسبب قلة الإمكانيات فهو شبه معدوم ”
وأشار :” بدأت الفكرة عندما فتح قسم للنساء والولادة في محلة القرضة وهو كشك صغير بحسب التبرعات الخيرية عندها بدأنا في التحرك والعمل لإنشاء مركز متكامل على مستوى الجنوب لعلاج أمراض السكر و حاولنا أن نعطي حيز فضاء داخل محلة المهدية لتنفيذ العمل ولكن عندما تحاورنا معاً كلجنة وتناقشنا مع الشباب وجدنا إننا نعاني من مشكلة عدم وجود مركز متخصص للنساء والولادة وبعد النقاش اكشفنا حجم المعاناة ومن ثم بدأنا بشكل جديَ في العمل وشكلنا لجنة عمل وتحاورنا مع الجهات المعنية كالمجلس البلدي ووزارة الصحة والبلدية وأبدوا الاستعداد التام للمشروع وأي باب نطرقه نجد استجابة وترحيب لأن المشروع مبني على التبرعات الخيرية”
222 سرير
وأكد:” الآن بدأنا بنشر الإعلانات لتعريف أكبر عدد من الناس بالمشروع كما قمنا بمسح الأرض وحفرها وتجهيز بحفر الدور الأرضي وقد وجدنا بعض العقبات وحللناها فالمركز ستكون مساحته كبيرة وسيحمل 222 سرير من هنا جاء اسم “المركز التخصصي لأمراض النساء والولادة 222 ” على عدد الأسرة الموجودة داخل المركز ”
وجدد تأكيده :” كثير من الناس يتساءلون عن أسعار خدمات المركز ولكننا نطمئن جميع المتسائلون إن الخدمات ستقدم بشكل مجاني لأن المركز عام وستكون تبعيته لوزارة الصحة نحن مهماتنا إنشاء المركز وتجهيزه بشكل كامل وجميل من الخارج ومن ثم يسلم بشكل رسمي لوزارة الصحة ليكلف له طاقم طبي وفق المعايير الطبية والعلمية ”
الوعود الكثيرة
وقال :”هناك الكثير من الوعود لتقديم الدعم لنا وبكل شفافية في زمن انعدام المصداقية أصبحت الأعمال الخيرية شماعة للاستفادة منها مادياً ولكن الشباب القائمين على المشروع شباب وطنيون وملتزمون والأيدي الخيرة و الخفية التي قامت بمساعدتنا وتواصلت معنا بشكل فعلي وانطلقنا لوضع حجر الأساس بشكل ملموس لنثبت للأشخاص المشككون أن عملنا رأى النور اخيرا”
ووضح :” بمجرد نشر الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي أبدت الناس قبولها للمشروع وسعادتها به وخصوصاً السيدات ومدت لنا يد العون من داخل وخارج مدينة سبها والحقيقة أتمنى إكمال المشروع خلال مدة لا تتجاوز سنة ولكن بسبب الظروف المتراكمة والتي منها قلة السيولة المالية قد نحتاج سنتين لإكماله بعزم الرجال وإخلاصهم وتفانيهم في العمل”
تخوف المجتمع
وأضاف القايدي :” هنالك الكثير من المشاكل واجهتنا من النواحي المادية وكذلك تخوف بعض الناس لانعدام المصداقية من وراء الأعمال الخيرية وهي حقيقة مؤسفة فكثير من الاعمال الخيرية كانت واجهة لعمليات النصب والاحتيال وحتى السرقة ولكن عندما تواصلنا مع الناس وراءوا الجدية والحماس لدى الشباب القائمين على المشروع وبشكل ملموس وتعرفوا على الاشخاص القائمين على المشروع وعرفوا تاريخهم وسيرتهم الذاتية وطنيين أطمئن الناس وتشجعوا للتبرع .
ونوه : ارجو حقيقة أن تستلم المركز بعد تجهيزه كوادر طبية ليبية لأن وزارة الصحة تمتلك أطقم طبية ممتازة والكثير منهم لا يملكون وظيفة وهذه فرصتهم للعمل .
دور الاعلام
وذكر:” نتمنى من الإعلاميين التواصل معنا لنشر مراحل المشروع حتى يصل لعدد أكبر من الناس لمساعدتنا في جمع التبرعات الخيرية فالتغطية الإعلامية للمشروع ضعيفة و هنالك فقط لفتة إعلامية عابرة من بعض الصحفيين وهذه رسالة للإعلاميين نتمنى منهم تبني المشروع وحث المواطنين وتشجيعهم على التبرع بقدر الامكان وهي حسنة جارية قد تدفع البلاء عن المواطن ”
وأثنى القائدي :” أتوجه بالشكر لرئيس اللجنة سامي عبد النبي وأشكر أعضائها منهم مصطفى الصغير وعمر عبد السلام والمهندس الفاضل صلاح مادي وعلاء أبو الحجب وعماد أبو الحجب بمكتب الدليل الهندسي والشكر موصول للسيد ناجي مسعود ووحيد مصباح وعبد السلام الضب والشكر للجميع واتأسف إن نسيت أحد الأسماء ”
لجنة المركز
والتقينا سامي عبد النبي رئيس اللجنة المشرفة على إنشاء المركز الصحي الذي قال :” إن الظروف التي تمر بها مدينة سبها صعبة للغاية فالأقل يتم إقفال مركز سبها الطبي وهناك العديد من النساء يكن في حالة وضع أحيانا ويتعذر عليهن الذهاب لمركز سبها الطبي بسبب المشاكل الموجودة في الطرقات مما يضطرهن للتوجه لعيادات خاصة والمعروف بأن هذه العيادات غير قادرة على القيام بالعديد من العمليات مما يتم تحويلها لمركز سبها الطبي وتستمر المعاناة ”
ووضح :” من هنا أتت الفكرة وتقبلها مكتب الدليل الهندسي فقاموا بإعداد الخطط والتصاميم والسيد علي القايدى ساعدنا وكان أول من دعمنا ورحب بالفكرة وتم إحالتها للمجلس البلدي وشباب مكتب الدليل الهندسي من خيرة الشباب المعروفين بالوطنية فاقترحنا عليهم الفكرة فأنشئوا منشور مصور يتكون من أكثر من 30 صفحة فيها التصاميم والخرائط والتسليح وكل ما يخص المركز وقدمه مكتب الدليل الهندسي بشكل مجاني وقمنا بإحالته لمركز المشروعات بمدينة طرابلس ورحبوا بالفكرة وكتب عليه المالك وزارة الصحة وبدأنا بشرعية المجلس البلدي ”
وأكد ومنذ ستة أشهر بدأنا في العمل بين إعداد الخرائط والتنقل بين مدينتي سبها و طرابلس لوجود وزارة الصحة هناك واللجنة متكونة من دكاترة ومهندسين وأشخاص ذو شهادات عليا وبرعاية مختار محلة المهدية وتم استكمال جميع الإجراءات لكي يتم إحالتها للمجلس البلدي واجتمعنا لأكثر من 3 أشهر لإعداد الخرائط فقط ومكتب الدليل الهندسي أوقفوا عملهم لتجهيز هذه الخرائط ”
قصص مشابها
وأضاف :” حاليا عندما نرى صفحات التواصل الاجتماعي نجد أشخاص مشككين في مصداقية المشروع ولكن لا ألومهم بسبب الظروف التي مروا بها ولكن نجد أيضا نسبة الاقبال الكبير من كثير الناس وسيكون هذا المركز متكامل بالفحص والتصوير والعناية بالمرأة من بداية حملها إلى حين وضع جنينها وحضانات للأطفال وميزة المكان قربه من الرعاية الصحية الأولية بحيث يتم تسجيل الطفل وتطعيمه ونتمنى أن تكون به الرقابة أفضل وأن لا ينتشر به الفساد والعشوائية هذه هي أهدافنا ”
وخلص بقوله :” أنا أعتبره بداية مشروع وهنالك العديد من النماذج في بلادنا فأحد المواطنين من مدينة ترهونة استكمل مدرسة كاملة من أفضل المدارس العامة وسلمها لوزارة التعليم وكذلك حدث في منطقة جنزور تم استكمال مبنى كان حطام تبرعوا به أهل المنطقة وسلم لوزارة الصحة فهذه هي بلادنا علينا أن لا نعتمد على الحكومات الماضية أو الأتية ولكن نحاول أن نبني ليبيا يد بيد وحتى الان ولله الحمد :” ومن خلال التبرعات الخيرية المقدمة من القوة الثالثة واحد المواطنين تم اكمال عملية الحفر للدور الارضي والان تبرع احد التجار بالإسمنت والحديد للبدء بالقواعد الاساسية للمشروع بهذا التبرع والمجهود وفرت اللجنة حوالي 30 الف دينار ليبي ثمنا لهذا الحديد والاسمنت ” حيث أن اللجنة ستبدأ في توزيع صناديق التبرع على المساجد والصيدليات التي يكثر عليها التردد لجمع التبرعات الخيرية داخل مدينة سبها في ظل الظروف الراهنة من قلة في السيولة المالية وتعدد المشاكل .
أخيرا
يعد هذا المشروع الذي بدأ يرى النور فعلا في وسط ظلام التراكمات والصراعات السياسية تمثيل حقيقي للإنسان الليبي الوطني الذي يبني وطنه في صمت وبعيدا عن التجاذبات والخلافات السياسية ويثبت للوطن وللعالم أن ليبيا لازالت بإلف خير فهل سنشاهد دعم حقيقي لبناء المركز التخصصي للنساء والولادة والأطفال 222 ؟