أشرف القرقني
إلى أبي النّاصر الذي رآني في الظّلام. وفي قلبه كان نور.
أوّلَ مرّةٍ نظرتُ في عينِ أخي فلم أرَني، نبحتُ
-وبقوّة تشقّق لها جليدُ السّماء المُحتجبُ-
لكنّ العابرين في مسالك المدينة
ضحكوا معا…
نُباحًا
إثر آخر،
بنيتُ برميلي الأسود،
وسكنتُه
معي
وأسكنْتُه كلّ الحكايات التي أوصلتْني
إلى هنا،
الألمَ الذي
يمشي بين النّاس
وقاحةً
البردَ الذي يخزني
في عيون الأشراف
فأغرز فيه أنيابي
وأضحكُ
حتّى يجفّ نهر الدّموع في داخلي
كلّ كلمة يقذفني بها أثينيٌّ تُسكِنُ جمرةً
في بئري العميقة
أنا ديوجين ابنُ سينوبْ
طُردتُ من مدينتي الأولى لأنّني أحببتُ أبي
ومعًا صنعنا أموالا لم يَسُكَّها أيُّ جنديّ أو حارس
ومعًا
سلكنا الطّريق التي
تخرُج من البيت والوطن
ومعًا
رسمنا اسميْنا
معًا
كلٌّ على حدةٍ
صنعتُ من ألمي مدية
غرزتُها في بؤس الآخرين
فسقطتُ أنا
فيما تابعوا طرقُهم إلى فراغ أسيادهم
أنا ديوجين ابنُ عْلَڨْ
أو أشرفُ ابن سينوب
لا أحد يعرفني حقّا
وقد عرفتُني في وجوه النّاس جميعا
وحدي بكيتُ
ووحدي دفنتُ دموعي في أرضٍ
لا يصلُها
حتّى اللاشيء