- إبراهيم حسن / سبها
في المساء وقبل غروب الشمس وأنا في طريق عودتي إلى البيت . رأيت عجوزا يجلس بالقرب من المخبز الذي اعتدت شراء الخبر منه . كان مشعلا الغليون ويقول بعض الكلمات لا أعرف إن كانت شعرا غزليا أو رثاء لشخص ما .لكن الدمعة كانت واضحة في عينيه ..اقتربت منه فقلت له ..هل يمكنني مساعدتك أو التخفيف عنك؟قالي: كيف يمكنك مساعدتي بعد ما فقدت فلذة كبدي؟ .. بدأ بكلام قائلا كان لي ابنا، وحيد أمه وأبيه هو أملنا الوحيد في هذه الحياة في يوم من الأيام ذهب إلى تلك الحرب الملعونة “حرب الإخوة ” وبعد أيام من ذهابه تلقيت خبر وفاته انطفأ ذلك المصباح الذي كان يضيء حياتنا ..وبعد فترة من الزمن بدأ جرحي يلتئم ..وأتعود على الحال الذي أصبحنا به . أتى أحدهم وقال لي إن الدولة قررت تعويض وإعطاء الأسر مبلغا من المال مقابل ابنهم الذي فتكت به الحرب. قلت له ما أقبح ما أتيتني به وتبا لهذه الدولة أكان من الأفضل لها واللائق أيضا إعطاء هذه المبالغ لابني قبل أن يموت لكي يبني بها مستقبله ويكون أسرة.. قالي لي إن الله لا ينسى أحدا وأنا متوكل عليه اذهب في طريقك ولا تخف على ابني.