حامل الرايات

حامل الرايات

  •  وفائي ليلا

كنت في كل العروض العسكرية

أحمل الرايات

مرات كثيرة أضعها أمام المنصة

مرات كثيرة أكون أمام العرض

المرة الوحيدة التي لم أحمل فيها راية بيدي

هي تلك التي لفوا بها جثتي، وحملوها إلى المقبرة

الجثة التي تم دهسها هي أنا

الرجل المتروك كمآتة تحت شمس الظهيرة ريثما يمر القائد

هي أنا

الألة التي تتحرك إلى الأمام والخلف

التي لا تبتسم

التي تتكرر اسماً ورقماً ورتبةً ، دون أن تنبس رمشة عين

هي أنا

الجندي الذي يمشي على الخطوط تماما ً

يؤدي التحية للمنصة الرئيسية المليئة بالرتب

ويلتزم بالايعازات العسكرية حين تطلب منه بصرامة أن يقدم السلاح

أن يركب الحربة

 أن يطعن العدو

ولا يبتسم

هو أنا

،

الحصان الذي كانوا يجرونه كل صباح إلى الميدان هو أنا

كل المسافات التي ركضتها بلا هوادة وأنا أتعقب قاتلي

هي أنا

كل لحظات الاعياء والسقوط

وانقاذ الأخرين لي في آخر لحظة هي أنا

كل الدورات التعليمية التي استهدفتني

كي تصور القادة في المقدمة وأنا في أقصى الخلف

هي أنا

المتسمر على الباب

المتجمد في التحية

المتحفظ حين يقول

الخاضع للتفتيش والشك والمسائلة هو أنا

وأنا من وُضع في المدرعة التي اتجهت لخط الحرب الأول

وأنا الذي سددت تماماً

والذي سقطت حين ضغطت الزناد

:_ أريد أن أمحو اسمي ياسيدي

 أريد أن لا أظهر في المشهد

أقول للضابط الذي يهز رأسه غير مصدق

للضابط الذي يحقق معي

ويقول لي وقّع هنا

دون أن يسمح لي بالطبع

أن أقرأ المحضر

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :