صابر بن عليا
الشّحّاذ الّذي عشق دمية عرض الملابس
يزورها كلّ صباح
يبوح لها بمشاعره الملتهبة كحرب
و المضطربة كولادة
يتغزّل بسمرتها
و عينيها الخضراوين
و شعرها الأسود المنسدل على كتفيها
و نهديها
يعدها بزواج ملكيّ
و بحياة باذخة
في قصر يطلّ على البحر
يحيط به السّرو و السّنديان
يعدها بأن يقضّيا معا شهر العسل
في جزيرة حالمة
تسبح على ضفافها البجعات
يأخذها إليها على قارب صغير
لا يسع سواهما
يعدها أن ينجبا الكثير من الأولاد و البنات
أن يهديها عقدا من اللؤلؤ
و عطورا فاخرة و فساتين سندسيّة
و معاطف من الفرو
أبهى من الّتي ترتديها أحيانا
يهمس إليها بصوته الجريح
و أحيانا يقهقه عاليا
مرسلا ضحكاته إلى السّماء
و أحيانا يكذب عليها
يقول لها أنّه لا ينظر إلى الحسناوات
أو أنّه تأخّر عن موعدهما بسبب العمل
المشاهدات : 252