- حامد الصالحين الغيثي
حدث جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي حول جملة “إذا تساوى الرقمان، تفشى مرض الزمان” ونسبه بعض المدونين إلى شخص يدعى “إبراهيم بن سالوقيه”، ضمن كتابه الذي يحمل عنوان “أخبار الزمان”. مشيرين إلى أن ذلك الشخص قد تنبأ بظهور فيروس كورونا ونهاية العالم بذلك الوباء.. انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي المقطع التالي مما قاله “إبراهيم بن سالوقيه” المتوفي عام 463 هجري
“حتى إذا تساوى الرقمان
وتفشى مرض الزمان
منع الحجيج واختفى الضجيج
واجتاح الجراد وتعب العباد
ومات ملك الروم من مرضه الزؤوم
وخاف الأخ من أخيه
وصرتم كما اليهود في التيه
وكسدت الأسواق وارتفعت الأثمان
فارتقبوا شهر مارس
زلزال يهد الأساس يموت
ثلث الناس ويشيب الطفل منه الراس
” حيث نسب رواد السوشل ميديا هذه المقتطفات إلى كتاب “أخبار الزمان” وبالتحديد في الصفحة 365، معللين أن ما يحدث في الوقت الجاري من فيروس كورونا وحدوث عاصفة كبرى يوم الجمعة الموافق 20 مارس (التي لم تحدث بالفعل) قد يكون من ضمن تلك العلامات المذكورة عن نهاية العالم.. بعد عدة محاولات بحث عبر محركات البحث، واستنادا لما جاء في تقرير ل”كيرلس مجدي” نشر بتاريخ 11 مارس 2020 على صحيفة “اليوم الجديد”، لم يستدل على شخصية ذلك الشخص، حيث أنه شخصية تم اختراعها ونسبت له تلك الأقاويل وربطها بما يحدث اليوم.. على الرغم من عدم وجود اسم للكاتب المنسوبة إليه تلك المقتطفات، إلا أن للكتاب نصيب من الحقيقة والذي حصلت على نسخة منه في طبعته الثانية الصادر سنة 1966 ميلادية عن المكتبة الحيدرية _ العراق _ النجف الأشرف “أخبار الزمان” ذلك الكتاب الذي صدر في القرن الرابع الهجري لكاتبه المؤرخ، الجغرافي ورائد نظرية الانحراف الوراثي، أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي المتوفي عام 346 هجريا، الموافق تقريبا سنة 957 ميلادية ويرصد الكاتب العديد من عجائب الزمان والبلدان ولعل أبرزها سحر الكهنة ودورهم في مختلف الأحقاب ووصفه المؤرخون القدماء بأصحاب الخيال الواسع من ثم لُقب بهيردوت العرب.. إذا لا وجود للكاتب المزعوم “إبراهيم بن سالوقيه”، وفي محاولة للتحقيق في المعلومات عنه لم أحْظَ للوصول إلى جزء واحد من المعلومات، مما يعني أنه لا يوجد مؤلف بهذا الاسم ولم يُذكر حتى في أي علم مرجع ميداني أو مؤلف الأدب، سواء في عصر مقارن لعصره المزعوم، أو في عصر مجاور له، مما يعني أن هذا الرجل غير موجود في أي عصر كذلك ذُكر في النص “شهر مارس” وهو تقويم اعتمد في عهد البابا غريغوريوس الثالث عشر، سُميَّ بالتقويم الغريغوري عام 1582 ميلادية، في حين أن “سالوقيه” المزعوم الذي لا وجود له والمتوفي سنة 463 هجرية، الموافق 1071 ميلادية، أي قبل اعتماد هذا التقويم بخمسة قرون وعقد من القرن السادس تقريبا.. ووفقاً للمنشور فإن المقتطفات من كتاب “أخبار الزمان” الصفحة 365 والحقيقة أن عدد صفحات الكتاب 278 صفحة وبعد الاطلاع على صفحات الكتاب لم يكتب الرقم 20=20 ولا وجود للنص “حتى إذا تساوى الرقمان”